إطلاق حملة أيام الأسرة السورية … وزير الأوقاف: على التجار الاستغناء عن الأرباح وتحمل بعض الخسائر … وزيرة الشؤون: عودة إلى التمسك بالتقاليد التي حمت الأسرة
| محمود الصالح - تصوير طارق السعدوني
استنهض وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد التجار وأصحاب الأموال للقيام بدور اجتماعي فرضه الإسلام، في الوقوف إلى جانب إخوتهم في هذه الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة الحصار الإجرامي المفروض على بلادنا والذي يزداد شراسة من قبل دول العدوان على سورية.
وأكد السيد خلال الندوة التي أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بحضور الوزيرة سلوى عبد اللـه لإطلاق حملة وزارة الشؤون بعنوان «أيام الأسرة السورية» في مكتبة الأسد مساء أمس، ضرورة أن يقوم التجار ليس فقط بالاستغناء عن الربح إنما تحمل بعض الخسائر لتخفيف آثار هذا الحصار عن الأسر المحتاجة، والتي لا تستطيع تأمين احتياجاتها في ظل هذه الظروف.
وأوضح أن هذا الدور المنوط بالتجار وأصحاب الأموال ليس التزاماً اجتماعياً فقط بل التزام ديني لأن رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم علق إيمان الإنسان بمدى شعوره بالآخر، «والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
وجزم وزير الأوقاف أن هذه الأزمة ستنتهي لأن وعد اللـه حق «فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً» وأضاف إن البعض يسأل: لماذا الحكومة صامته ولا تتحدث عن هذه الأزمة والشأن الاقتصادي والبعض يحملها مسؤولية ما يجري، وتابع: هذا مجاف للحقيقة لأن المسؤول عن تجويع الشعب السوري هي دول العدوان على سورية وأدواتها التي نهبت النفط والقمح وخربت المعامل ودمرت البنى التحتية.
وقال: يجب أن نحدد العدو الحقيقي لنا ونوصف بموضوعية ووعي أسباب ما نحن فيه، والحكومة تعمل بكل الوسائل لتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة، ويجب علينا أن نحارب من يجوّع الشعب السوري ابتداء بأميركا وتركيا وإسرائيل وقسد، لا أن نتهم الحكومة أنها مقصرة في توفير احتياجات الناس.
وأهاب وزير الأوقاف بالأغنياء للقيام بدور إنساني لأنه لا يوجد غني إلا على حساب جوع الفقير، وبالتالي على الأغنياء الالتزام بالوازع الديني تجاه هذه الأزمة الاقتصادية.
وعن قانون الأحوال الشخصية بين السيد أن سورية تعمل بقانون متقدم على كثير من دول العالم في الأحوال الشخصية، وقال: ليعلم الجميع أن قانوننا محكوم بالشريعة الإسلامية، وقوانين الكنيسة والمذاهب الأخرى، ولن يكون هناك زواج مدني في بلادنا.
وبين أن وزارة الأوقاف تتحمل اليوم مهمة محاربة الفكر التكفيري، ولولا المؤسسة الدينية السورية لانتصرت الفتنة، ولولا الجيش العربي السوري لانتصر الإرهاب.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الناس اليوم تريد أفعالاً ولا تريد أقوالاً، وهذه المبادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية في إعادة استنهاض دور الأسرة هو ترجمة لذلك، مركزاً على دور الأسرة كنواة أساسية في المجتمع، ومبيناً أن هذه الحقيقة كانت محور لقاء الرئيس بشار الأسد مع العلماء مؤخراً، والتي جرى خلالها التطرق إلى مفهوم اللبرالية الجديدة كأحد أشكال استهداف الأسرة والمجتمع، وأن مواجهة آثار هذه الحرب على سورية تتجسد في تحصين الأسرة السورية، من خلال العودة للتمسك بالقيم والعادات، لأن اللبرالية الجديدة تعمل على تعظيم مفهوم الفردية والأنانية، وتؤدي إلى هدم الأسرة، وتخريب الوحدة الأساسية في المجتمع يؤدي إلى تخريب المجتمع بشكل كامل.
وأوضح وزير الأوقاف أن جوهر المحافظة على الأسرة يتمثل في بر الوالدين وصلة الرحم، التي أصبحت تعاني الكثير من البرود نتيجة دخول آفات اجتماعية جديدة إلى حياة الناس ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، وبين أن المواطنة الحقة هي أن يستوعب المرء ذلك وأن يقوم بواجباته القانونية والاجتماعية والاقتصادية.
وعن رؤية وزارة الأوقاف لمفهوم المسؤولية الاجتماعية بين السيد أنها لا تتعلق بالشركات والمنظمات والأعمال فقط إنما هي مسؤولية الأفراد عن الجماعة ومسؤولية الفرد عن نفسه.
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سلوى عبدالله طرحت سؤالاً وأجابت عنه: لماذا هذه الحملة، وهذا العنوان؟ وقالت: إن من أوحى لنا بهذه المبادرة، هو محور موضوع الحديث الذي كان في لقاء الرئيس بشار الأسد مع العلماء مؤخراً، حينما ركز على دور الأسرة في حاضر سورية والقادم من الأيام، إضافة إلى ما نشعر به في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من استهداف للأسرة السورية بكل مكوناتها، واستهداف لأفرادها ولطريقة تفكيرها وسلوكياتها ولدورها الوظيفي كمكون أساسي في المجتمع.
وأوضحت أن الاستهداف يتبدى لدور الأسرة السورية البيولوجي والنفسي والاقتصادي، ولدورها في نقل الموروث الأخلاقي في المجتمع، وهذا الاستهداف وما يشكله من خطورة على الأسرة لكونها تشكل اللبنة الأساسية في المجتمع.
وقالت عبد الله: أصبحنا نلمس استهتاراً بدور الأسرة السورية، وبالتالي نعتقد أن هذا يشكل استهدافاً للوطن والدولة ولحاضرنا بكل ما فيه من صعوبات ولمستقبلنا ولسورية التي نحلم بها والتي ضحى من أجلها جيشنا ومجتمعنا على مدى عشر سنوات.
وأكدت وزيرة الشؤون أن الوزارة تعول على دور الأسرة في أن تلملم هذه الجراح، مضيفة: وأن نعيد معا بناء هرمنا الأخلاقي، لأننا لا نريد للآخرين أن يرسموا لنا سلوكنا وهويتنا وحياتنا، ولذلك نقوم بحملة أيام الأسرة السورية.
وأكدت عبدالله أنه عندما تكون الأسرة متماسكة بكل مكوناتها نستطيع أن نواجه صعوباتنا الاقتصادية، وسنكون أقوى على تجاوز هذه الأزمة، لذلك طرحت الوزارة خطتها في هذا الجانب.
ودعت الوزيرة الجميع إلى التركيز من الآن وحتى عيد الفطر على استمرار النشاطات المتنوعة للأسرة وأن تكون جميع فعالياتنا أسرية، مشيرة إلى أنه عندما تنهار الوظيفة الأخلاقية للأسرة ستنهار كل وظائفها ولا يهم إن كانت الأسرة فقيرة أو غنية.
وتابعت قولها نحن اليوم لا نطرح قضية شكلية فقط، بل هي دعوة حقيقية للتعاضد والمساندة والحب، ونحن يجب ألا نشعر بالأسف على ما مضى لأننا نملك كل الإمكانيات للعودة إلى ما كان، من حالات اجتماعية حميمية، وعلينا العودة إلى التمسك بالتقاليد التي حمت الأسرة السورية لقرون طويلة ونقلت ثقافتنا إلى كل مكان.
وختمت الوزيرة قائلة: إننا اليوم مدعوون إلى الدور الاقتصادي للأسرة السورية، من خلال تفعيل عمل الأسر المنتجة، وسيتم تسويق كل منتجات الأسر السورية، والأبواب مشرعة الآن أمام جميع المبادرات الداعمة لدور الأسرة السورية، والدعوة الأهم لأغنياء المال الوطني للقيام بدورهم المطلوب لنصعد معاً بهذا الوطن.