سورية

تواصل معاناة أهالي الحسكة من أزمة نقص الخبز بعد استيلاء الميليشيات على الأفران والمطاحن … «قسد» تبدأ الحفر في تل أثري لنهب محتوياته

| وكالات

بدأ مسلحو ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية –قسد»، أمس عمليات حفر في تل أثري جديد بمحيط بلدة القحطانية بريف محافظة الحسكة بهدف سرقة الآثار، في وقت تواصل فيه تفاقم معاناة أهالي المحافظة لناحية تأمين الخبز في المناطق التي تنتشر فيها الميليشيات، بعد أن استولت الأخيرة بالقوة على المطاحن العامة وأغلبية المخابز والأفران الخاصة، وسيطرت على محتوياتها.
وأوضحت مصادر محلية في الحسكة، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن مسلحي ميليشيات «قسد»، بدؤوا عمليات الحفر على جانبي التل الأثري الواقع في قرية دوكر التي تبعد 5 كم غرب بلدة القحطانية شمال شرق الحسكة، وذلك باستخدام ورش وآليات هندسية.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي «قسد»، جلبوا ورش حفريات وآليات من بلدة مركدة جنوب محافظة الحسكة، وبدؤوا أعمال الحفريات في التل الأثري، المصنف ضمن التلال الأثرية القديمة في محافظة الحسكة، وذلك بهدف التنقيب عن الآثار واللقى ونهبها، بزعم تحويل التل إلى مخزن للأسلحة والذخائر بعد حفر خنادق عميقة فيه.
وأوضحت المصادر، أن مسلحي «قسد» منعوا السكان من أي عمليات توسعة لمنازل القرية القريبة من التل والبالغة 60 منزلاً، لأن التل المذكور مصنف ضمن التلال الأثرية التي يمنع الإعمار والاقتراب منها، إلا أنهم اليوم بدؤوا عمليات الحفر والتخريب والسرقة بشكل علني.
ويوجد في محافظة الحسكة أكثر من ألف موقع وتل أثري، حيث تم تصنيف 750 تلاً أثرياً منها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، بينما أجرت عشرات البعثات الأثرية المحلية والعالمية عمليات تنقيب في 50 موقعاً منها فقط حتى عام 2010، حسب «سبوتنيك».
وتعرض عدد كبير من المواقع والتلال الأثرية في شرق سورية للتخريب والنهب والسرقة على أيدي التنظيمات الإرهابية المختلفة التي تعاقبت على السيطرة على المنطقة خلال العشر السنوات الماضية.
إلى ذلك تتفاقم معاناة أهالي محافظة الحسكة لناحية تأمين الخبز في المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات «قسد» التي استولت بالقوة على المطاحن العامة وأغلبية المخابز والأفران الخاصة وسيطرت على محتوياتها ما أدى إلى خلل في توفر الخبز اليومي للمواطنين، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وتتزايد شكاوى المواطنين لعدم توفر مادة الخبز واضطرارهم لشراء الخبز السياحي ما أثقل كاهلهم وأضاف أعباء مادية في ظل الظروف المعيشية الحالية وسط دعاوى ومطالبة بعودة المطاحن والمخابز إلى الجهات الحكومية لمعاودة تأمين الخبز.
وأشار أحمد وهو عامل ورب أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص إلى أن مخبز حي غويران الذي يقطن فيه تراجع إنتاجه بشكل كبير بعد استيلاء الميليشيات عليه والتي خفضت كميات الإنتاج للنصف إضافة إلى تخفيض وزن الربطة بتصغير حجم الرغيف.
وأوضح الشاب خالد وهو من سكان حي النشوة أن أغلبية الأفران الخاصة أغلقت نتيجة عدم تزويدها بالطحين بعد استيلاء الميليشيات على المطاحن ما سبّب نقصاً كبيراً في مادة الخبز وخلق سوقاً سوداء تباع فيها ربطة الخبز بألف ليرة سورية أو يضطر الأهالي لشراء الخبز السياحي الذي أصبح توفيره هماً مالياً إضافياً في ظل ارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الحالية.
وتساءلت السيدة نهى من سكان حي خشمان عن أسباب استيلاء الميليشيات على مؤسسات إنتاج الخبز الذي كان متوفراً ويقدم للمواطن بسعر مدعوم، ورأت أن ذلك يندرج في إطار حرمان الشعب من أبسط مقومات الحياة، داعية إلى ضرورة إعادة جميع المنشآت الخدمية بما فيها الأفران والمطاحن للدولة وعدم التدخل في عملها لكون هذه الميليشيات آخر همها توفير الخدمات للمواطنين.
أما الحاج فاضل الرجل الستيني، فأوضح أنه يضطر لقطع مسافات كبيرة للوصول إلى مخبز الحسكة الأول التابع لفرع المخابز بعد تراجع إنتاج مخبز حي الصالحية الذي يسكن فيه وإغلاق معظم الأفران الخاصة بالحي.
من جهته، بيّن عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية سطم الهويدي، حسب الوكالة، أن سبب معاناة الأهالي ناتج عن قيام ميليشيات «قسد» بالاستيلاء على المؤسسات التي تشرف على إنتاج الخبز بدءاً من المطاحن والمخابز العامة وصولاً للأفران الخاصة التي أغلقت نتيجة عدم تزويدها بمادة الطحين ما شكل أزمة حادة في توفير المادة وحرمان الأهالي من أبسط مقومات الحياة.
ولفت الهويدي إلى أن المخابز الثلاثة «الحسكة الأول والبعث وحامو» التابعة لفرع المخابز التي ما زالت تعمل في مدينتي الحسكة والقامشلي تؤمن حاجة الأهالي في مناطق وجودها من مادة الخبز بالرغم من الضغط الحاصل والناتج عن توافد المواطنين في مناطق وجود الميليشيات إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن