رياضة

سلة العروبة تعاني الأمرّين والحلول مازالت بعيدة

| مهند الحسني

ليست المرة الأولى التي تشارك فيها سلة رجال نادي العروبة في دوري الأضواء، وليست المرة التي تمنى بخسائر ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي المرة الأولى التي تعاني الأمرين على جميع الأصعدة دون أن يكون هناك من يتحرك لنجدتها وإنقاذها، وكأن أمرها لا يعني اتحاد السلة المؤقت والقائمين على رياضة الشهباء، رغم أنها تلعب في دوري المحترفين؟! ورجاء دققوا كثيراً في كلمة محترفين لأنه لا يمت إلى الاحتراف بصلة، ومازالت بعض الأندية ومنها العروبة تلعب اعتماداً على الهبات والمعونات من هنا وهناك، وهذا لا يمكن أن يبني رياضة سليمة.

تراجع استثماري

ليس نادي العروبة الذي عانى من الإرهاب وما فعله بمدينة حلب وحسب، وإنما هو أكثر المتضررين بعد أن خسر منشأته وتحولت إلى ركام في منطقة بستان الباشا بحلب، الأمر الذي أثر على ألعابه (كرة سلة، شطرنج، سباحة) وانتقل أفضل لاعبيه إلى أندية أخرى بحجة البحث عن الأفضل ليلعب النادي هذا الموسم بتشكيلة من اللاعبين الشباب الذين يلعبون حباً وانتماء لقميص النادي بعيداً عن لغة المال ومقدمات العقود التي تتغنى بها الأندية الكبيرة.

تحضيرات متواضعة

نجحت الإدارة رغم كل الصعوبات وعبر جهود شخصية في التعاقد مع المدرب الشاب أمير الحسن وهو من المدربين المجتهدين، وتمكن من خلق توليفة منسجمة بين لاعبي الفريق لكن خبرتهم لم تساعدهم في مباريات الدوري هذا الموسم، فمني الفريق بخسارات قاسية ومازال يقبع في مؤخرة اللائحة.
ولم تأت هذه النتائج السيئة من عبث وإنما جاءت نتيجة افتقاد النادي لأبسط مقومات اللعبة من صالة تدريبية لكونه يتمرن حالياً في صالة الجمعية الأرمنية، وهي صالة غير صالحة لممارسة كرة السلة نظراً لسوء أرضيتها، إضافة إلى الوضع المالي الشحيح الذي يعاني منه النادي بسبب عدم وجود استثمارات وهذا ساهم في خسارة النادي لأفضل لاعبيه كان آخرهم اللاعب مهران نرسيس الذي انتقل لنادي الجلاء منذ ثلاثة مواسم.

أبناء النادي

على ضوء هذا الواقع وجدت الإدارة ضرورة الاعتماد على من بقي من أبنائها رغبة منها في بناء جيل سلوي جيد، حيث يتراوح أعمار لاعبي الفريق بين عشرين سنة وما دون، لكن القائمين على اللعبة نجحوا في ضم لاعبين اثنين من نادي الاتحاد من أعمار صغيرة أيضاً وهما: معن حريري، عمر كيال.

هبوط وإعادة ترتيب

وصلت الإدارة إلى قناعة أن طريقها للهبوط للدرجة الثانية هذا الموسم بات ممهداً بعد النتائج التي حققها الفريق بالدوري، وقررت الإبقاء على هذا الفريق والاستمرارية لتحضيراته للموسم ما بعد القادم على أمل العودة السريعة لدوري الأضواء، وتحقيق نتائج مقبولة أقلها البقاء بين الكبار الأولى، وقامت بدعم فرق قواعد النادي حيث كلفت المدرب مانو ماكريان بتدريب فريقي الشبلات والسيدات، فيما كلفت المدربة نالي نجار لقيادة فريق الصغيرات، وما يعاني منه فريق الرجال ينطبق على واقع فرق الإناث التي تلعب دون أي مردود مادي من قبل الإدارة على عكس الرجال الذين يتقاضون مكافآت مالية متواضعة بين الحين والآخر لا أكثر.

تعقيب المحرر

سؤال لا يغيب عن بال المتابع، أين اتحاد كرة السلة والغيورون عن سلة الشهباء من هذا الواقع المرير الذي تعيشه أندية أخرى كحال نادي العروبة؟ وهل يمكن بناء منتخب وطني قوي ومنافس على قاعدة من الأندية الغارقة بالهموم والمشاكل؟ وهل يمكن أن نطور اللاعبين من دون صالات تدريبية ومن دون حاجاتهم الأساسية، لكن صدق من قال بأن سلتنا تلبس قميص الحرير على حذاء مثقوب وجوارب مقطعة.
أيها المعنيون أنقذوا سلة العروبة قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن