الأخبار البارزةشؤون محلية

استعداد حكومي لإصلاح الأضرار في الخدمات العامة … بعد تهجيرهم القسري منذ 7 أعوام.. أهالي ناحية قسطل معاف يعودون إلى منازلهم

| اللاذقية - عبير سمير محمود

«الدنيا لا تسعنا اليوم من الفرح بعودتنا لبيوتنا وأرضنا»، هكذا عبّر عدد من أهالي ناحية قسطل معاف من قرى زنزف، والريانة والسرايا، التي حررها الجيش العربي السوري من دنس الإرهابيين، متوجهين بالشكر للرئيس بشار الأسد ورجال الجيش البواسل وقيادة محافظة اللاذقية على جهودهم في إعادة الأمن والأمان لمناطقهم كافة.
نجاح حداد من قرية زنزف أكدت لـ«الوطن»، أنها لا تصدق عودتها لمنزلها بعد 7 سنوات من التهجير القسري بفعل الإرهاب، مبينة أنهم تركوا منازلهم بشكل اضطراري مع بداية الحرب، وتتمنى اليوم أن يعود معمراً كما كان إذ لم يترك الإرهابيون فيه شيئاً حسبما قالت.

وكذلك الأمر بالنسبة للسيدة سميرة بيسو التي بيّنت لـ«الوطن»، أن منزلها بات خالياً من كل شيء حتى من «غطاء البالوعة»، فلم يترك مجرمو الإرهاب شيئاً في منزل أهالي القرية.
هبة شاكر من قرية السرايا التي قالت لـ«الوطن»، إن الفرحة بالعودة للبيت لا تضاهيها فرحة أخرى، مشيرة إلى حاجة منزلها لإعادة ترميم داخلي بعد أن نهبه المسلحون بكل ما فيه.
ومن العائدين لقرية الريانة المحررة، قالت فدوى أنوس لـ«الوطن»، إن ذكرى الألم في التهجير قبل 7 أعوام تحت النار لم يمنعها اليوم من الفرح بالعودة، معبرة عن سعادتها للعودة والعيش المشترك في قريتها التي تضم كل أطياف المجتمع حسبما ذكرت.

زهير فوز وزياد أكدا لـ«الوطن»، أن الظروف التي خرجوا بها قسرياً باتت من الماضي، ليبدأ اليوم جميع الأهالي حياة جديدة بفضل تضحيات الجيش والجرحى لتعود مناطقهم آمنة بالكامل وتعود الحياة إلى الأرض التي يعتاشون منها.
وعقب احتفال شعبي بحضور رسمي من قيادة محافظة اللاذقية وجميع مديري الجهات الخدمية فيها، أكد محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم أنه وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس بشار الأسد تمت عودة أهالينا للقرى المحررة من رجس الإرهاب، وتأمين حياة لائقة لهم ولأسرهم بتقديم الخدمات الممكنة من كهرباء ومياه وصرف صحي واتصالات وكل الخدمات الأخرى.
وأضاف السالم: إن المحافظة جاهزة لتقديم المساعدة لكل من يرغب في العودة سواء ضمن البلد أم خارج القطر ومن عليه أي إشكال سيتم معالجته قانونياً عن طريق الجهات القضائية والمختصة، لتكون العودة متاحة أمام جميع أبنائنا وتقديم كل ما يحتاجونه بجميع المناطق المحررة.

وفي رده على سؤال «الوطن»، حول المطالب بإجراء ترميم المنازل من الداخل ومن ناحية الأثاث، قال السالم: إن هذا الأمر سيتم بحثه مع وزير الإدارة المحلية ورئاسة الحكومة والأمانة السورية للتنمية لوضع برنامج ومتابعة الموضوع سواء بالفرش أم تأمين الحد الأدنى من السكن اللائق.

وأضاف محافظ اللاذقية: إنه إذا كان المنزل غير متضرر إنشائياً يمكن ترميم غرفتين والمنافع حسب عدد أفراد الأسرة، قائلاً: سنعمل على تشكيل لجنة اعتباراً من اليوم (الثلاثاء) من أبناء المنطقة لمتابعة هذا الموضوع من قيادة المحافظة بشكل عام.
وفي سياق عودة الأهالي إلى القرى المحررة، بيّن السالم أنه تم إعادة الخدمات إلى عشرات القرى المحررة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وإعادة الخدمات بشكل مقبول لحوالي 2000 منزل في قرى نباتة وريف سلمى إلى وطى الخان والقصب، واليوم نستكمل الريف باتجاه الربيعة وقسطل معاف للم شمل أهلنا بالعودة إلى منازلهم وتقديم كل ما يلزم لذلك.

أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية هيثم إسماعيل أكد أن عودة الأهالي إلى القرى المحررة إنجاز كبير لم يقدمه أحد سوى الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض المنطقة من خلال دحر الإرهابيين الذين أرادوا تدمير وطننا، مشيراً إلى أن ما قدمه الشهداء لم يذهب هدراً ويتمثل اليوم بعودة أهالي هذه القرى ليساهموا ببناء الوطن وإظهاره من جديد.

استنفار خدمي

مدير الخدمات الفنية في اللاذقية محمد علي أكد لـ«الوطن»، أن المديرية تقوم بالعمل على كشوفات متعددة على خطوط شبكات الصرف الصحي ومدى الضرر الذي لحق بها، إضافة لشبكات الطرق التي تربط بين القرى المحررة، مشيراً إلى الكشف عن مدارس القرى باعتبارها الأهم لعودة الطلاب إليها، وسيتم رصد الاعتمادات بعد إعداد الدراسات اللازمة لكل الأمور المتعلقة بالخدمات الفنية في جميع القرى.

من جانبه أشار مدير مؤسسة مياه الشرب مضر منصورة في حديثه لـ«الوطن»، إلى الضرر الكبير الذي لحق بمحطتي الضخ في زنزف والسرايا، موضحاً أنها مدمرة بالكامل وبحاجة لإعادة تأهيل بأعمال مدنية وتجهيزات كهربائية وميكانيكية.
وأضاف منصورة: إنه سيتم التنسيق والتعاون مع مديرية الموارد المائية والزراعة لتأمين استقرار المواطنين مائياً عبر تزويدهم بصهاريج مياه الشرب حتى إعادة المضخات للعمل.

مدير الكهرباء جابر العاصي ذكر لـ«الوطن»، أن الشركة ستقوم بإعادة التيار الكهربائي للمناطق المحررة بشكل تدريجي وضمن خطة إسعافية ضمن إمكانيات الشبكة المتاحة، وستنفذ بجدول زمني محدد تباعاً.
وأشار إلى الخسائر الكبيرة للشبكة، مبيناً أن الخسائر تشمل التوتر المنخفض والمتوسط ومراكز التحويل، إلا أنه سيتم استدراكها وتعويضها من خلال تزويد الأهالي بالتيار والعدادات الكهربائية بأسرع ما يمكن.

مدير الاتصالات أحمد الحايك أكد لـ«الوطن»، أنه يتم العمل على تأمين المواد اللازمة من الإدارة المركزية وفق توجيهات الوزارة لتخديم المناطق المحررة المتضررة بالشبكة الهاتفية والإنترنت، مبيناً أن المنطقة مخدمة من مركز قسطل معاف بعدد من المواقع عبر تقديم الخدمة الهاتفية فيها.

بدوره، أشار مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة شادي دلالة في تصريح لـ«الوطن»، إلى تسيير 4 سيارات جوالة للمناطق المحررة في ناحية قسطل معاف وتأمينها بالمواد المقننة خارج البطاقة الذكية وكل أصناف المواد الغذائية، مبيناً أنه سيتم توجيه سيارات جوالة يومياً حسب متطلبات الأهالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن