سورية

«قسد» تسعى لإفراغ مناطق سيطرتها من معلمي المناهج الحكومية باعتقالهم وفصلهم

| وكالات

في خطوة من شأنها أن تهدد العملية التعليمية في مناطق سيطرتها شمال وشرق سورية، واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شن حملات اعتقال المعلمين وإصرارها على تنفيذ خططها بتجنيدهم للقتال في صفوفها وفصل الرافضين منهم، رغم عشرات التظاهرات الاحتجاجية وعمليات الإضراب عن الدوام التي نظمها هؤلاء المعلمون.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن مصادر وصفتها بــــ«الخاصة»، أنّ ما تسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـميليشيات «قسد» داهمت منزلاً في مدينة الدرباسية شمال شرق الحسكة، واعتقلت مدرّساً و3 طلاب في المرحلة الثانوية – أثناء إعطائهم دروساً خاصّة ضمن مناهج الحكومة السورية.
وعُرف مِن الطلاب المعتقلين، حسب المصادر، غيث سلمان، أدهم زينة، إضافةً لمدرّسهم المعروف باسم الأستاذ جلال.
وقبل أيام، شنّت ميليشيات «قسد» حملة دهم واعتقال طالت 7 مدرّسين بينهم سيدتان في بلدة معبدة شرق الحسكة، وذلك بتهمة تدريس مناهج الحكومة السورية.
وفي الثاني من الشهر الجاري، كشفت ما تسمى «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير لها، حسب مواقع إلكترونية معارضة، أن ميليشيات «قسد»، اعتقلت 61 مدرساً في شمال شرق سورية وفصلت 550 مدرساً بشكل تعسفي من وظائفهم منذ بداية العام الحالي.
واعتبرت «الشبكة» حينها، أن تجنيد المعلمين يؤثر في تعليم قرابة نصف مليون طالب في مناطق سيطرة الميليشيات ضمن محافظات الحسكة ودير الزور والرقة.
وعن تفضيل الطلاب المنهاج الحكومي على منهاج ميليشيات «قسد»، نقلت المواقع أمس، عن مدرس عمل لسنوات في الحسكة أن السبب الرئيس الذي يدفع الأهالي لإخضاع أبنائهم وبناتهم لدورات خاصة عند معلمين يدرسون منهاج الحكومة السورية، هو أن المنهاج معترف به ويمكّن الطالب أو الطالبة من متابعة تعليمهم الجامعي داخل سورية وخارجها، بينما الجامعات التي أنشأتها ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» ليس معترفاً بها، إلا في مناطق سيطرتها.
وعن سبب الاعتقالات التي تستهدف المعلمين، ربط مصدر إعلامي في المنطقة، حسب المصادر، بين الرفض الذي قاده المعلمون والمثقفون في المنطقة لمنهاج «قسد» في دير الزور العام الماضي، وحملة التجنيد الحالية التي تستهدفهم.
واعتبر المصدر الإعلامي، أن حملة «التجنيد» تأتي في إطار السعي لإفراغ المنطقة من المعلمين والمثقفين الذين هجر تنظيم داعش الإرهابي المئات منهم قبل ميليشيات «قسد» ثم جاءت الأخيرة لتكمل ذلك.
وأضاف: إن رفض المعلمين لقرار «التجنيد الإجباري» الذي أقرته ميليشيات «قسد»، أخذته الأخيرة كحجة لفصل مئات المعلمين وملاحقتهم أمنياً، بهدف اعتقالهم وتجنيدهم، موضحاً أن هؤلاء المعلمين كانوا قد قادوا الحراك ضد فرض منهاج «قسد» الصيف الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن