سورية

لافروف بحث مع الحريري حل الأزمة السورية وعودة اللاجئين … وزير خارجية الإمارات: ضرورة العمل المشترك مع سورية و«قانون قيصر» يصعّب تحقيق ذلك

| وكالات

أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أمس ضرورة التعاون والعمل المشترك مع سورية، وشدد على أن هذا «أمر لا بد منه»، معتبراً أن ما يسمى «قانون قيصر» الأميركي يمثل «التحدي الأكبر» أمام العمل المشترك مع دمشق، بينما عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أبو ظبي مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعض المشاكل الإقليمية، بما فيها تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل حل الأزمة السورية على قاعدة قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولاسيما مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وأضاف وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في العاصمة الإماراتية، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «أعتقد أن التحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سورية اليوم هو «قانون قيصر».
وأعرب الوزير الإماراتي عن اعتقاده أنه لابد من وجود مجالات تفتح الباب للعمل المشترك مع سورية لنا جميعاً وأن إبقاء «قانون قيصر» كما هو اليوم يجعل هذا المسار في غاية الصعوبة ليس فقط لدينا كدول لكن أيضاً على القطاع الخاص وأعتقد أن هذا لابد أن يكون جزءاً من الحوار الذي نتحدث فيه وبشكل واضح مع الولايات المتحدة».
و«قانون قيصر» هو أحد الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها واشنطن على الشعب السوري ودخل حيز التنفيذ في حزيران الماضي، ويستهدف الشعب السوري في لقمة عيشه ومستلزماته المعيشية الأساسية، وكذلك يستهدف الدول والشركات التي تتعامل مع الحكومة السورية.
ورداً على سؤال أكد وزير الخارجية الإماراتي أنه لا يمكن إلا العمل على عودة سورية إلى محيطها الإقليمي ودورها المهم في الجامعة العربية.
بدوره نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن الوزير الإماراتي قوله: إن عودة سورية إلى محيطها أمر لابد منه.
وشدد وزير الخارجية الإماراتي على «ضرورة التعاون والعمل الإقليمي لبدء مشوار عودة سورية إلى محيطها، وهذا الأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد، المسألة هي مسألة المصلحة العامة مصلحة سورية ومصلحة المنطقة».
وأشار إلى أن «هناك منغصات بين مختلف الأطراف، ولا يمكن إلا العمل على عودة سورية لمحيطها الإقليمي، وأحد الأدوار المهمة التي يجب أن تعود إليها سورية دورها في الجامعة العربية».
وبعد اندلاع الأحداث في سورية منتصف آذار 2011 علقت جامعة الدول العربية عضوية سورية في تشرين الثاني من العام نفسه بتحريض من النظام السعودي ومشيخة قطر، كما قامت عدة دول في الجامعة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية وأغلقت سفاراتها في دمشق.
وأعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في العاصمة السورية في كانون الأول 2018.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر، حسب وكالة «سبوتنيك»: إن روسيا ترحب بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
كما أعرب لافروف عن أمل بلاده أن توافق أبو ظبي على استخدام لقاح «سبوتنيك V».
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، قال لافروف: «نرحب بقرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي، رغم أنه لم ينفذ بعد، فحسب علمي واشنطن مازالت تبحث عن طريقة لهذه العودة».
وأضاف: «بعض الأصوات تطالب بنسخة محدثة من الاتفاق، لكننا مقتنعون أنه يجب ألا نضيف على مهام أطراف الاتفاق أي اعتبارات أو أعباء إضافية».
وأكد لافروف «أن حل هذه المشكلة ممكن عبر وضع مخطط لعدد من الخطوات المتزامنة تتخذها كل من الولايات المتحدة وإيران من أجل العودة إلى الاتفاق».
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف التقى، خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى أبو ظبي، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، حسب موقع «روسيا اليوم» الذي أوضح أنه جرى خلال اللقاء البحث بشكل معمق في وجهات النظر بالنسبة لوضع حد للوضع المتأزم في لبنان، مع التركيز على أهمية الإسراع في اجتياز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تشكيل حكومة مهمة قادرة من التكنوقراط».
ولفت إلى أن «اللقاء تناول أيضا دعم القوى السياسية الأساسية في البلد، وجرى عرض بعض المشاكل الإقليمية، بما فيها تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل حل الأزمة السورية على قاعدة قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولاسيما مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وجرى البحث في سبل تطوير وتوطيد علاقات الصداقة الروسية اللبنانية وتطوير التبادل التجاري والاستثماري والاجتماعي، مع التركيز على مساعدة روسيا للبنان في مكافحة وباء كورونا»
وبدأ وزير الخارجية الروسي أمس جولة على عدد من دول الخليج العربي، يبحث خلالها الأوضاع في سورية وليبيا واليمن، إضافة إلى التسوية العربية-الإسرائيلية.
وسبق لوزارة الخارجية الروسية أن أعلنت في بيان أن لافروف سيزور خلال الفترة بين 8 و12 الشهر الجاري كلاً من الإمارات، حيث سيلتقي ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ووزير الخارجية عبد الله بن زايد، والسعودية، حيث من المقرر أن يجتمع مع ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، وقطر حيث سيستقبله الأمير تميم بن حمد ووزير الخارجية محمد عبد الرحمن آل ثاني.
ونقل موقع «روسيا اليوم» أمس عن مصدر في الوفد الروسي الذي يرافق لافروف في جولته أن لافروف سيلتقي اليوم نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في العاصمة القطرية الدوحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن