شؤون محلية

ليس للأغنياء فقط… فقراء و«فقيرات» أيضاً في عيادات التجميل … رغم الغلاء.. الإقبال على عمليات التجميل «كبير جداً».. وآخر الصرعات بـ700 ألف ليرة للجلسة الواحدة

| اللاذقية- عبير سمير محمود

رغم ارتفاع أسعار مواد وإجراءات التجميل إلا أن الإقبال عليها لا يزال وفق معدلات عالية، ومن جميع الفئات والطبقات، فلم يؤثر غلاء المعيشة في مستقبل الجمال في اللاذقية على من اعتاده بشكل عام.

سيدات تحدثن لـ«الوطن»، عن رصد مبالغ معينة سنوية أو نصف سنوية عبر «جمعيات مالية» يشتركن بها للقيام بما يبقيهن «صغيرات في السن» كحقن البوتوكس لإخفاء التجاعيد وخطوط الوجه، وهي الأكثر شيوعاً بين جميع الطبقات المجتمعية لكونها يمكن أن تحقن بمبالغ بسيطة على عكس حقن الفيلر الذي يسعّر بحسب الإبرة ونوعها والتي تتجاوز 300 ألف ليرة وتصل إلى نصف مليون ليرة في بعض المراكز التجميلية لتبدو الشفاه كشفاه «أنجلينا جولي» بحسب ما ذكرن.

الغلاء ليس عائقاً أمام الجمال!

رئيس قسم التجميل في المركز الوطني للاختصاصات في البورد السوري، الدكتورة هبة الحلو قالت لـ«الوطن»: إنه رغم غلاء المعيشة والظروف الصعبة التي نعيشها، إلا أن الجميع يتمنى أن يظهر بشكل جميل وأصغر سناً من عمره الحقيقي، وخاصة بعض السيدات اللاتي لديهن استعداد للتخفيف من أكلهن وشربهن مقابل الظهور بصورة جميلة لكونها فطرة طبيعية لدى معظمهن.

وأضافت الحلو: إن جميع الفئات تزور عيادات التجميل وليست حكراً على أبناء الطبقة الغنية، فمنهم من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، والذين دائماً ما ننصحهم بإجراءات أقل تكلفة بديلة لمادة الفيلر، ومنها تقنيات البلازما وحقن الشحوم الذاتية، وهي تقنيات لا تكلف سوى أجور سحب الدم أو الشحوم من الجسم نفسه وحقنها في أماكن مختلفة بالوجه، منوهة بأنها مواد آمنة وطبيعية أكثر من الفيلر.

وحول الأسعار، بيّنت أن أجور الفيلر حالياً تتراوح بين 300 – 400 ألف للحقنة الواحدة ولا يزال الإقبال عليها جيداً إذ لم يتوقف استخدامها رغم ارتفاع سعرها فالجميع يبحث عن الجمال، على حين أن جلسة الشحوم الذاتية بنصف التكلفة أي لا تتجاوز 200 ألف ليرة، علماً أن تأثيراتها الجانبية أقل وتعطي مفعول الفيلر ذاته.

للفقراء وجهة جمالية

أضافت: إن بعض محبي الجمال من الطبقة المتوسطة يتجهون حالياً إلى حقن مواد أقل كلفة كتقنية البلازما لكونها إجراء طبيعياً حيث يتم بسحب دم من المريض وتثفيله لفصل البلازما الغنية بالصفيحات وحقنها ضمن الوجه أو ضمن الشعر للحصول على بشرة نضرة تبدو أصغر عمراً كما تخفف الهالات السوداء والتجاعيد البسيطة حول العينين وتقوي بصلة الشعر، وهي ليست مكلفة باعتبار المادة من جسم المريض وتتراوح الجلسة وسطياً بين 20 – 30 ألف ليرة كأجور سحب الدم وحقنها، كما أن تأثيراتها الجانبية تكاد تكون معدومة.

الذكور يسبقن الإناث

من جهتها، قالت الدكتورة لجين رمضان أخصائية بالأمراض الجلدية والتجميل لـ«الوطن»: إن هذه الفترة تشهد إقبالاً كبيراً على عمليات التجميل وخاصة حقن الفيلر والبوتوكس والميزو والبلازما، إضافة لإجراء الليزر الخاص بالبشرة رغم ارتفاع أسعارها إلا أن الإقبال عليها لا يزال جيداً، مشيرة إلى إقبال لافت من الذكور مؤخراً على إجراءات التجميل وليس من قبل الإناث فقط.
رمضان ذكرت أن آخر صيحات التجميل «صرعة اليوم» وهي الأعلى سعراً تقريباً بين الإجراءات التجميلية الخاصة بالبشرة ونضارتها، تسمى البروفايلو وهي عبارة عن لورونيك أسيد، بأوزان جزئية مختلفة تحقن بخمس نقاط لا تعطي امتلاء أو حجماً وإنما شد ونضارة للبشرة بتكلفة تبدأ بـ700 ألف ليرة سوريّة للجلسة الواحدة.

من جهة ثانية، أكدت أخصائية التجميل توافر جميع المواد الخاصة بعمليات التجميل، نافية وجود مواد مفقودة في السوق المحلية فيما يخص مواد التجميل، قائلة إن أمور التجميل في بلدنا تتطور وتتجه نحو الأفضل عموماً.

أطباء الأسنان نحو التجميل

لوحظ مؤخراً توجه أطباء الأسنان لدخول عالم التجميل، وحول هذا الأمر أقام فرع نقابة أطباء الأسنان في اللاذقية ورشة عمل في تجميل الوجه، وقال نقيب أطباء الأسنان في اللاذقية الدكتور طارق عبدالله لـ«الوطن»: إن الورشة تقدم خبرات كثيرة بمجال طب الأسنان وتجميل الوجه كمكمل أساسي له، مبيناً أن موضوع التجميل حالياً أصبح مصدر اهتمام للمجتمع.

وأضاف عبدالله: إن تبادل الخبرات بين أخصائيي التجميل وأطباء الأسنان من مختلف المحافظات السورية، أمر مهم لتقديم كل ما هو جديد في هذا المجال عبر الورشات الطبية والمؤتمرات، وخاصة فيما يتعلق بالبوتوكس والفيلر وخيوط الشد والبلازما والميزوثيرابي باعتبارها مكملات تجميل الأسنان بشكل عام.

وخلال مشاركته في ورشة تجميل الوجه، أكد عضو النقابة المركزية لطب الأسنان الدكتور صفوان قربي لـ«الوطن»، إن فروع النقابة تشهد نشاطاً يتمثل بفورة علمية بعد فترة من الاسترخاء، والنشاط تحت عنوان الجمال ليكون الأكثر حضوراً في المؤتمرات الحالية.

وأكد أهمية الورشة التجميلية التي يقيمها فرع نقابة اللاذقية لما فيه من فائدة علمية ومعلومات مهمة يمكن البناء عليها في المستقبل نحو الأفضل، مشيراً إلى المناقشات المهمة حول الاختلاطات والحالات السريرية في التطبيق والشرح لتقديم الفائدة لطبيب الأسنان في مجال التجميل.

الهوس مشكلة

قربي لفت إلى أن الصبايا والشباب حالياً ينجذبون لإجراءات الفيلر والبوتوكس ليشمل الجمال الجميع من دون استثناء، وقال: أنا من أنصار اللمسات الجمالية إلا أنني ضد الهوس عند البعض الذي يتسبب لهم بمشاكل في تتبع هذه القضايا والصرعات الجمالية، فالتجميل لتصحيح بعض العيوب الخفيفة اللطيفة وتحسين النفسية عبر الاندماج بالحياة العامة لمن لديه مشكلة ما، فيكون كتقدمة خدمة اجتماعية وطبية كبيرة للمريض.

وفيما يخص التكلفة كضريبة للجمال، قال قربي إن التكلفة هي العائق الأكبر حالياً، ما يدفع البعض للجوء إلى بعض المنتجات الأرخص التي قد تكون مؤذية للصحة، إضافة للجوء إلى بعض الخبرات غير الاختصاصية وبعض الدجل بهذه القضايا ما يؤدي إلى ورطات طبية وإشكالات كبيرة.

وأضاف بالقول: نتمنى التروي والهدوء والبحث عن الناحية العلمية بكثير من الصبر، ونتمنى أن تخلق الحالة التنافسية نوعاً من فرض تخفيض الأسعار في المرحلة المقبلة.

الفائدة من أصحاب الاختصاص

أخصائي الجراحة التجميلية والترميمية الدكتور ثائر نصرالله لـ«الوطن»، أكد أهمية هذه الورشة من ناحية تبادل الخبرات في مجال تجميل الوجه، مبيناً أنه تم إجراء حالات سريرية لتطوير التعليم المهني فيما يخص المواد المالئة وإجراءات تجميلية بسيطة يجريها طبيب الأسنان في مجال التجميل.

بدوره أكد الدكتور طارق حاج محمد أخصائي جراحة التجميل والجراحة المجهرية لـ«الوطن»، أن المشاركة في الورشة يندرج ضمن إطار تقديم الفائدة لأطباء الأسنان لممارسة التجميل في الطريقة الصحيحة بما يحقق الفائدة للمريض والطبيب في الوقت نفسه، عبر محاضرات توضيحية يليها تطبيق عملي وشرح تشريحي فيزيولوجي لكيفية إجراء التقنيات التجميلية بالشكل الأمثل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن