اقتصاد

خدمات إلكترونية افتح يا «سيستم»

| د. سعـد بساطــة

«السيستم» عـند الأشقاء بمصر هو: شبكة الإنترنت؛ وهم -مثلنا في الهوا سوا- أتمتوا الكثير من المعاملات؛ وصارت العـبارة متداولة لدى قطع النت؛ شبيهة بافتح ياسمسم الخاصة بفتح مغـارة: «عـلي بابا» في ألف ليلة وليلة.
منذ عـقدين من السنوات انتقلت جل معـاملات الدولة إلى ما يدعـى بالتطبيق الذكي؛ وبالرغـم من التعـليقات الساخرة حول البطاقة الذكية فإن التطبيقات أثبتت جدواها؛ وتلك تدعـى بالحكومة الإلكترونية؛ ولكن هل التطبيق يسير دون مشاكل؟
قبل الشروع في إعطاء مفهوم للحكومة الإلكترونية يتعـيـــّن علينا التعريف بها، فهي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين أسلوب أداء الخدمات الحكومية وبصيغة أخرى تعني تغيُّر أسلوب أداء الخدمة من أسلوب الروتين والبيروقراطية وتعـدد وتعـقد الإجراءات؛ مما يوفر الكثير من الجهد والمال فتنخفض بذلك تكلفة أداء الخدمة.
الحكومة الإلكترونية بدت كضرورة ملحة بعد ظهور صور الفساد الإداري والمالي في المجتمع ومؤسساته ولإصلاح هذا الأمر تم البحث عن سبل للمعالجة فكانت الحكومة الإلكترونية أهم العلاجات، كما أن مقتضيات الإصلاح الإداري تلزم على المؤسسات الحكومية بنمط المرونة والوضوح في منهج عملها، فالأجهزة الحكومية تتبع توصيل المعلومات والخدمات عن طريق إدارة قنوات متعـددة للنقل والتوصيل بالطرق التقليدية مثل استخدام الهاتف والفاكس، أو الطرق اليدوية.
من أهم مزايا الحكومة الإلكترونية كونها تخفف الاعتماد على العمل الورقي في المعاملات الحكومية.
ولكن من طرف آخر: فليس من السهل إقامة حكومة إلكترونية، لذلك يجب أن تكون هناك مبررات للجهد والوقت والمال المبذول.
وتقوم مثلاً: تقديم خدمة شهادات، تحقيق الشخصية الإلكترونية؛ أتمتة أعمال الوزارات والهيئات والإدارات المحلية؛ دراسة وتصميم وتنفيذ والمساعدة في تشغيل النظم، تنوعت بين تعليمية وصحية إلى جانب خدماتٍ أخرى كدفع الفواتير وإرسال الشكاوى والتواصل مع الوزارات.
ويمكن تلخيص أهم أهداف الحكومة الإلكترونية بـرفع مستوى الكفاءة والفعالية للعمليات والإجراءات داخل القطاع الحكومي وذلك عن طريق: تحسين مستوى الكفاءة في استخدام وتوظيف تقنيات المعلومات.
تقليل الوقت المستغرق في أداء الإجراءات ضمن كل إدارة؛ الدقة في إنجاز الوظائف المختلفة؛ تقليل التكاليف الحكومية وذلك عن طريق تحسين وتطوير وهندسة إجراءات الأعمال؛ تقديم بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب حسب الحاجة.
وهنا يتجاوز العمل صيغة تحديد المكان والزمان لإنجاز العمل، أي إن العمل ينجز من دون حضور الموظف في مكان معين، فيمكن أن يؤدي الموظف عمله في أي مكان، منزله مثلاً.
الحكومة الإلكترونية تحقق انتشاراً واسعاً بين حكومات العالم كما ورد في تقرير الأمم المتحدة والتي قامت بتلخيص سريع لنشاطات الحكومة الإلكترونية حول العالم واستنتجت بأن هناك مواقع إلكترونية تستخدم لتوفير المعلومات والخدمات تخص 190 دولة مما يشكل 89.8% من الدول الأعضاء.
لدى دراسة جاهزية الحكومات الإلكترونية جاءت الولايات المتحدة في المركز الأول تليها الدنمارك ثم المملكة المتحدة، وتعتبر حكومة دبي سباقة في تطبيق هذا النظام، وتعتبر ماليزيا من الدول التي تمكنت من تحقيق مفهوم الحكومة الإلكترونية.
باختصار: يصبح المراجع الذي يتعامل مع الحكومة خادماً لها من دون أجرة فهو الذي يُدخل البيانات ويصلح الأخطاء ويصغر ويكبر أحجام المستندات المرفقة وفقاً لما تريده الحكومة، ثم هو يدفع للحكومة رسوم الخدمة التي صنعها بنفسه!
من مساوئ الحكومة الإلكترونية عـدم وجود العـدل بين جميع المستويات بقدرة وصولهم للإنترنت!
باختصار أيضاً: الحكومة الإلكترونية تعني الانفتاح على الجمهور فيما يتعلق بهيكل وظائف الجهاز الحكومي والسياسات المالية للقطاع العام الذي من شأنه تعزيز المساءلة والمصداقية وتأييد السياسات الاقتصادية السليمة.
وداعـاً للطوابير؛ ولعـبارة «أنا من طرف أبو معـتز.!»!

استشاري

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن