الأولى

دمشق تردّ على تصريحات أوروبية معادية: لا تضيّعوا وقتكم بصياغة بيانات لا تحمل إلا الأوهام … سوسان: نحن من يضع الشروط والعودة لدمشق عبر بوابة السيادة والمصالح السورية حصراً

| سيلفا رزوق

اعتبرت سورية، أمس، أن سياسة مؤسسة الاتحاد الأوروبي المطبقة تجاهها، ما هي إلا استمرار للاستعمار ولكن بشكل حديث، وأن هذه النظرة أتت من تجارب حقيقية مرت بها سورية مع الاتحاد الأوروبي قبل الحرب، وأتت الحرب الإرهابية لتثبتها، مؤكدة أن من طرد من الباب لن يسمح له أن يعود من النافذة، وإذا كان هناك من شروط توضع فإن سورية هي من تضعها، وهناك شرط وحيد ملزم لأي جهة كانت، وهو العودة إلى سورية عبر بوابة السيادة والمصالح السورية حصراً.
وفي ردٍّ سوري رسمي على التصريحات الأخيرة التي أطلقها بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي، حول دور الاتحاد وشروطه الأساسية فيما يتعلق بإعادة الإعمار والعلاقات مع سورية، أشار معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان إلى أنه «من وقت لآخر يطالعنا بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي بتصريحات حول دور الاتحاد وشروطه الأساسية فيما يتعلق بإعادة الإعمار والعلاقات مع سورية»، معتبراً أن تكرار هذه التصريحات التي يبنيها هؤلاء المسؤولون وفق أوهامهم أو أحلامهم تدل بشكل واضح على عدم فهم أو دراية لما يجري في سورية والمنطقة.
وأكد سوسان في تصريح أمام عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، منها «الوطن»، أنه بالنسبة لسورية فإن مؤسسة الاتحاد الأوروبي بسياستها المطبقة ما هي إلا استمرار للاستعمار، ولكن بشكل حديث وهذه النظرة السورية للاتحاد لا تنطلق أبداً من منطلق سياسي أو إيديولوجي أو انفعالي، وإنما من تجارب حقيقية مرّت بها سورية مع الاتحاد الأوروبي قبل الحرب وأتت الحرب الإرهابية لتثبتها.
وأوضح سوسان، أن ما قدمه الاتحاد الأوروبي لسورية لم يكن في يوم من الأيام منحاً أو عطاءات، بل كان قروضاً تسدد دورياً من أموال الشعب السوري، مبيناً أن سورية قامت على مدى عقود قبل الحرب بالتعاقد مع مؤسسة الاتحاد الأوروبي لبناء واستثمار بنى تحتية أو منشآت في قطاعات عديدة كالكهرباء والنفط والغاز، وشراء العديد من التجهيزات الطبية والصحية والخدمية، والتي توقفت الآن جميعها بسبب حصار هذا الاتحاد وعقوباته على سورية، ما أدى لتراجع شديد في الخدمات المذكورة والتي أثرت ولا تزال تؤثر سلباً وبشكل كبير على المواطن السوري وأدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات في البلاد.
ولفت سوسان إلى أنه لو عادت سورية إلى العقود الماضية وقامت بشراء التجهيزات نفسها من مصادر أخرى، لكان اليوم وضع الشعب السوري أفضل بمئات المرات، لأن أي جهة أخرى كانت قد تعاملت مع الشعب السوري بشكل أخلاقي وإنساني واحترمت عقودها وتعهداتها، واستمرت بتقديم ما تعهدت به للدولة التي أبرمت معها هذه الاتفاقيات، وقال: «نحن نؤكد لهؤلاء المسؤولين أننا تعلمنا الدرس جيداً ومجرد التفكير بعودة هذه المؤسسة إلى البلاد، فذلك يعني أننا نقوم بأيدينا بوضع ألغام ستنفجر بأي لحظة بقلب سورية».
وتوجّه معاون وزير الخارجية والمغتربين إلى الاتحاد الأوروبي بالقول: «نؤكد للاتحاد الأوروبي، أنه رحل عنا كما رحل الاستعمار، ولن يعود تحت أي مسمى لا عملية سياسية ترضيهم ولا انتخابات تحقق أحلامهم، لأن من طرد من الباب لن نسمح له أن يعود من النافذة، وإذا كان هناك من شروط توضع فإن سورية هي من تضعها وهناك شرط وحيد ملزم لأي جهة كانت وهو العودة إلى سورية عبر بوابة السيادة والمصالح السورية حصراً».
وأضاف: «على المسؤولين الأوروبيين ألا يضيّعوا وقتهم بصياغة بيانات لا تحمل إلا الأوهام والأحلام، فبالنسبة لسورية سياسة الاتحاد الأوروبي وسياسة «داعش» هما وجهان لعملة واحدة هي العملة الأميركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن