ثقافة وفن

«حريق وحرقة»… يحكي عن أوجاعنا وآلامنا وخسارتنا … بديع جحجاح لـ«الوطن»: الفن عبارة عن تأريخ للأشياء التي تحدث في البلد

| سارة سلامة

يبدو أن الحرائق التي اجتاحت الساحل السوري لم تمر من دون أن تترك أثراً عميقاً في أنفسنا وعقولنا وواقعنا، وهي من ألهمت الفنان التشكيلي بديع جحجاح ليحدث ثورة فنية جسدها من خلال معرض بعنوان: «حريق وحرقة»، في غاليري ألف نون، بألوان خرافية تجمع بين الأخضر والأسود والأصفر والأحمر، عُجنت مع بعضها لتبلور لنا المأساة، هو معرض يدعونا للتفكير أكثر والتأمل بحجم الخسارة وضرورة العمل والبناء من جديد.
بتقنية الزيتي وبأحجام متعددة وأساليب تنوعت بين الواقعية التعبيرية والتعبيرية المقتربة من التجريد جسد لوحاته داعياً من خلاله إلى ضرورة العمل من جديد لصياغة أياد نشيطة وهمم قوية لننتفض من تحت الرماد.

تأريخ للأشياء

وعن المعرض بيّن جحجاح في تصريح خاص لـ«الوطن»: «حريق وحرقة» هو عبارة عن التقاط لمشهد الحرائق التي حدثت في البلد والحرقة هي الخسارات الفادحة من جهة الماديات وجهة المعنى، وكيف الفن عبارة عن مصدر للقوة وكيف يؤرخ للحدث وكيف يستحضر النار بمنظومة لإنضاج وعي الحياة مثل الخبز الذي يحتاج للماء والنار لينضج، كذلك التجارب التي تمر فيها المجتمعات والحياة هي فرصة لإعادة شحن الوعي من جديد، حتى يستطيع الإنسان أن يبني ويراجع حساباته من جهة الاختلاف والضمير هي جزء من المؤشرات».
وأضاف جحجاح : «إن الفن عبارة عن تأريخ للأشياء التي حدثت في البلد، عملية نسيج هذه المؤامرة بأرزاق الناس واجب الفنان أن يكون شاهداً على ما يحصل في وطنه خلال الأزمات وأن يوثق مع التاريخ لهذا المشهد.
الأعمال هي عبارة عن ١٨ عملاً تشكيلياً مختلفاً، جزء منها كان عبارة عن اشتعال مباشر وجزء منها كان لبراعم تختفي داخل الرماد بحيث تشبه طائر الفينيق الذي ينفض الرماد عنه ليبني ويزرع ويعمر».
وأوضح أن: «الأعمال كلها مشغولة بالإكرليك على القماش حضرت في عام ٢٠٢٠، واستضافتها ألف نون لأنها دائماً ترصد الأفعال والأعمال وتعطيها بعداً أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً وهذا واجب الروحانيات بسبب روحنا المعطوبة من هذه المؤامرات والمشاكل، كيف نكون قادرين على البناء من جديد ونرسم المجد القادم ونزرع الشجر القادم ونحصّل إنساناً بوعي مختلف ووعي جديد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن