سورية

مدير «EuroCSE» لـ«الوطن»: تحوّل تدريجي في أروقة اتخاذ القرارات تجاهها … بمشاركة الجعفري.. مؤتمر عالمي في بريطانيا بمناسبة مرور عقد على الحرب ضد سورية

| موفق محمد

يشارك نائب وزير الخارجية والمغتربين، بشار الجعفري، غداً الإثنين في مؤتمر عالمي ينظمه «المركز الأوروبي لدراسات التطرف» EuroCSE في جامعة كيمبريدج – بريطانيا، وذلك تحت عنوان: «عقد من الحرب على سورية– مسارات مستقبلية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح مدير المركز مكرم خوري مخول، أن هذا المؤتمر العالمي يعتبر الثاني من نوعه الذي ينظمه المركز بعد المؤتمر الأول الذي عقد في نيسان 2017.
وهذه أول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011 وإغلاق السفارتين البريطانية في دمشق والسورية في لندن وفرض حصار شمال الأطلسي على سورية، تشارك فيها شخصية رسمية سورية في مؤتمر ينظمه مركز أكاديمي في كيمبريدج– بريطانيا.
وذكر مخول، أنه سيشارك في المؤتمر إلى جانب الجعفري لفيف من الشخصيات العالمية السياسية والدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية وأعضاء في مجلس اللوردات البريطاني.
ولفت إلى أنه ستكون للجعفري كلمة رئيسة، إضافة إلى كلمة سيلقيها السفير الروسي في لندن. كما سيشمل المؤتمر كلمات لمندوبين من إيران وتركيا ولبنان والأردن وفلسطين وفرنسا وأميركا وبريطانيا.
وفي ردّه على سؤال حول سبب توجيه الدعوة لمسؤول سوري للمشاركة في المؤتمر، في حين لم توجه دعوة في المؤتمر السابق، قال مخول: «كنا قد دعونا مسؤولين رفيعي المستوى في سورية بما فيهم الجعفري في السابق، وتم تهديدنا قضائياً نتيجة هذه الدعوات إلى درجة فتح حرب إعلامية شعواء كادت تصل إلى الاعتداءات الجسدية علينا هنا في بريطانيا»، لافتاً إلى «أنهم أرادوا تكتيم الأفواه وفرض تعتيم أكاديمي شامل مناوئ لسورية».
وأوضح، أنه «الآن توجد مناسبة تراجيدية، وهي مرور عقد من الحرب على سورية»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن لمركزنا إلا أن يقيم هذا العقد من الحرب ويكون مختلفاً بعرض ونهج علمي وأخلاقي عكس بقايا المحرضين»، لافتاً إلى أنه «ورغم أن المقاطعة والعقوبات ما زالت سارية على سورية، إلا أننا نلحظ رياح التغيير وإن كانت خفيفة».
وإن كان توجيه الدعوة ينم عن تغيّر في موقف بريطانيا الرسمي إزاء ما يجري في سورية، قال مخول: «يجب أن نفرق ما بين الحكومة البريطانية والتي تبنت نهجاً معادياً لسورية، وذلك وفقاً لمصالحها الاقتصادية مع بعض مراكز القوة في الخليج؛ وبين البرلمان البريطاني الذي صوت ضد المشاركة في الحرب ضد سورية؛ والشعب البريطاني الذي هو عموماً مع الدولة السورية وضد الإرهاب في سورية ويخشى عودته إلى شوارع بريطانيا، وهناك مؤسسات منها مركزنا والذي يصر على كشف الحقيقة ووقف التحريض الذي يعتمد على الأكاذيب ضد الدولة السورية».
وأوضح، أن موقف الدولة البريطانية الرسمية «مازال سلبياً بالنسبة لسورية، إلا أن هناك تحولاً تدريجياً في أروقة اتخاذ القرارات»، وأضاف: «يجب الاعتراف بهذا الهبوط التدريجي في العدائية وأن هذا التوجه السلبي هبط من العدائية الكبيرة التي شهدناها قبل أربع سنوات إلى السلبية الجامدة حالياً ولغاية إيجاد حلول».
وحول الحراك الدبلوماسي الروسي- الخليجي الأخير بشأن سورية، لفت مخول إلى أن المركز هو الذي اتخذ القرار بدعوة الجعفري «والذي هو لربما أبرز وجه دبلوماسي سوري وعربي في العالم وفقاً لتقييمنا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن الفصل بين التحركات السياسية كلها في كل أقطاب العالم بما يتعلق في سورية بما في ذلك دخول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض والموقف الإيراني الثابت وصمود جبهة المقاومة وانتهاء العالم الأحادي القطبية.
وردّاً على سؤال إن كان هناك تغيّر في نظرة بريطانيا للإرهاب الممارس في سورية من قبل تنظيمات جرى تمويل بعضها من بريطانيا مثل ما تسمى منظمة «الخوذ البيضاء» العاملة في أماكن سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية، قال مخول: «لقد كان لمركزنا فضل مهم لفضح عمل هذه المنظمة الإرهابية والتي كان نشوءها جزءاً من الحرب على سورية، وقد حصلت على تمويل بريطاني أو غير بريطاني لكن بطلب بريطاني أو ترخيص بريطاني رسمي».
لكن مخول، أوضح أن «قوة مجموعات الضغط التي أوجدت أو ساعدت بنشوء هذه المنظمات قد خفت، كما أن عراك الطرف الآخر (أقصد القوة المضادة لهذا التحريض بما فيها نحن) قد نجح في ذلك وهذا مؤشر على أن هذا النوع من العمل الأكاديمي والإعلامي في الغرب يجب أن يستمر ويتعاظم».
واعتبر مخول أن الحرب العسكرية على سورية انتهت وتم تبني الحرب الاقتصادية ضدها، «وبما أن حدّة التنافس بين المحاور المختلفة في المنطقة تركزت أغلبها في سورية، فإني أرى أن الحل قادم وذلك في إطار المعسكر الروسي- الصيني– الإيراني، إذ إنني أعتقد أن الفرج آتٍ لا محال على سورية بمساعدة الأصدقاء الذين يبنون وفاءهم لسورية بعد أن رأوا الصمود الأسطوري للشعب السوري وتضحيات الجيش العربي السوري وصمود الجبهة الداخلية وحنكة رئيسها الدكتور بشار الأسد وقيادتها عموماً». وختم مخول تصريحه بالقول: إن «مصير سورية التخلص من هذه الحرب بقوة بُناتِها وأبنائها والأجيال الجديدة والإستراتيجيات الخلاقة التي تعرف قراءة ما يجري في العالم والتفاعل معه لكي تخرج سورية مما عانته ولكي تنهض، وهذا ما سيحدث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن