رياضة

حقائق مؤلمة في واقع نادي الجزيرة.. مؤتمره الصحفي نثر الأوراق ولا حلول؟

| الحسكة - دحام السلطان

تكشّف الغطاء عن الواقع الحقيقي لنادي الجزيرة، الذي أعلن اليوم وبلسان صريح، أنه ناد عاجز ومتهالك مالياً ولا قدرة له على مواصلة المشوار فيما بقي له من استحقاق في التجمّعين الأخيرين المقبلين من رحلة العودة إلى الدوري الممتاز، اللذين ينطلق أولهما اليوم بلقاء الجزيرة وعفرين، وتمت المكاشفة على حبتها من خلال المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه إدارة الجزيرة واقتصر حضوره الإعلامي على «الوطن والإخبارية الفضائية وموقع النادي» فقط من بين كل وسائل الإعلام التي وجهت إليها الدعوة؟

صراحة ومكاشفة

رئيس مجلس الإدارة شعلان الشيخ علي أوضح في مطلع المؤتمر، أنه جلسة صراحة ومكاشفة لوضع الوسط والشارع الرياضي بكل تفاصيل مأساة الجزيرة، بعيداً عن المهاترات «الفيسبوكية» و«قيل وقال المقاهي» وجلسات الليل والحفر والطمر؟ مبيناً أنه جاء وإدارته إلى النادي وفي خزينة الصندوق «الجزراوي» من المال مبلغ 509 آلاف ليرة سورية فقط؟ ولا قوام لفريق الرجال إلا بين 5- 6 لاعبين، ومع ذلك فإن الفريق استطاع لملمة أوراقه وتمكن من تجاوز تجمّع كسر العظم الذي استضافه ملعب ناديه بوجود الجيران عامودا والجهاد، قبل ملاقاة مورك الحموي والعبور على حسابه ومن بوابته إلى التجمع الثاني.

صدقات وإعانات؟

الشيخ علي وفي سياق تفاصيل المرحلة الحالية التي عاشها الفريق على الإعانات والصدقات من عدد من محبيه وداعميه المحليين فقط؟ ومن اللجنة التنفيذية بمبلغ وصل سقفه إلى مليونين و425 ألف ليرة لاغير، إضافة إلى مبلغ 9 ملايين و750 ألف ليرة، الذي قدمه كدين شخصي على النادي الداعم وعضو الإدارة الجديد نبهان العبد، في الوقت الذي بيّن فيه رئيس النادي أن صرفيات النادي على ألعابه منذ أن تسلّم العمل وإدارته وصلت إلى 25 مليون ليرة إلى الآن، وأن الوضع اليوم لم يعد يطاق ويحتمل مواصلة التجمع الذي بات يحتاج إلى أرقام كبيرة، بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجه نادي الجزيرة والكلام للشيخ علي حتى على مستوى القائمين على الرياضة في مبنى البرامكة؟ الذين رفضوا إقامة ومنامة وإطعام الفريق وتغطية أجور تنقلاته خلال وجوده الأخير في العاصمة دمشق؟ لأسباب أوضحها الشيخ علي، بأنها جاءت نتيجة عكسية وردة فعل لشرخ قديم وغير مبرر بين المكتب التنفيذي وإدارة الجزيرة السابقة، وتحمّل هو وإدارته جريرتها؟

مأزق مظلم

لسان حال اليوم لم يغير شيئاً في حال نادي الجزيرة الذي دخل في مأزق الالتزام والدرب المظلم تجاه «كبارية» الفريق الذين طالب خمسة لاعبين منهم ومن خلال حديث رئيس مجلس الإدارة، بمبلغ مليون ونصف المليون ليرة «سلف» لكل لاعب قبل الالتزام مع الفريق في التجمّع الثاني فقط، وفي الوقت الذي بين رئيس النادي أنه سيشارك بلاعبي النادي غير المشروطين بالالتزام ومن ضمنهم لاعبو فريق الشباب الذين خاضوا مباراتي مورك، ولن يكون مكسر عصا لدى كل من يتشرّط على النادي؟ ولن تمشي معه طريقة لي الذراع هذه وتحت كل الاعتبارات؟ على الرغم من قناعته المطلقة بالانسحاب من الدوري وعدم إكمال ما بقي له من استحقاق بدليل حصوله على الأضواء الخضراء والموافقة الضمنية من فوق على مغادرة التجمع؟

الفريق في ورطة

مدرب الفريق الكابتن زوبع اليونس أكد أن حالة فريقه الفنية في ورطة ولم تكن بأفضل من حال إدارته وواقع الإفلاس الذي تعيشه، مبيناً أن لديه اليوم نقص 13 لاعباً من اللاعبين الذين خاصوا مباريات الحسكة، والذين تخلفوا عن مباراتي مورك حماة الذي أغلق سكور الجزيرة فيها على 16 لاعباً فقط معظمهم من فريق الشباب، نتيجة للإصابات والغيابات والعقوبات الاتحادية والمشاكل الإدارية الأخرى التي منعتهم من السفر، وبين في المؤتمر أن الفريق يحتاج إلى حل مشاكل من غاب عنه على عجل، إضافة إلى تدعيم صفوفه بثلاثة لاعبين «حارس مرمى، قلب دفاع، قلب هجوم»، وأضاف قائلاً: إذا بقي الوضع الإداري على ما هو عليه بالمستوى ذاته الذي مرت عليه وعلى فريقه في حماة، بالنوم تحت المدرجات والإقامة في استراحة مديرية التربية هناك، فإنه سيعلن الرحيل وتسليم مفاتيح التدريب للإدارة ومغادرة فريق الرجال، لأنه لا قدرة له ولا لفريقه في مجاراة الفرق التي تنتظره في التجمع.

لنا كلمة

الجزيرة الذي يعيش تناقضات كبيرة، كشف أوراقه المكشوفة لدينا مسبقاً اليوم ووضعها على الطاولة، وهي بصراحة لم تكن سوى كذبة كبيرة ومعروفة لدى القاصي والداني، وعلى الرغم من معرفتنا وإلمامنا بها من خلال مشاهدتنا للفريق وتفاصيل المباريات ومظاهر الفوضى وعدم التقيد بالانضباط الإداري والفني التي كشفتها لنا متابعتنا له في مباريات تجمع الحسكة في مناظر مؤسفة لا تليق باسم النادي الذي أسرف بعض لاعبيه في الإساءة إليه والخروج عن النص في كل لقاء يلعبه مع جيرانه، فهذه المقدمات التي ظهر عليها الجزيرة في الحسكة، لن تمكنه من البقاء على قيد الحياة في المقبلات من الأيام، والوضع الرياضي برمته بات يحتاج إلى غسل وغسيل نظيف بدلاً من نشره متسخاً..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن