كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن كوريا الشمالية لم ترد على محاولات تواصل دبلوماسي سرية من الإدارة منذ منتصف شباط الماضي كان بعضها مع بعثة بيونغ يانغ في الأمم المتحدة.
ويثير الكشف عن المساعي الأميركية التي لم تنجح بعد، ولم يكشف عنها من قبل، تساؤلات بشأن كيفية تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن مع التوتر المتزايد مع بيونغ يانغ بشأن اتهامات واشنطن حول برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.
وقدّم المسؤول الكبير في إدارة بايدن، الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»، تفاصيل قليلة عن المسعى الدبلوماسي لكنه أوضح أن الإدارة بذلت جهوداً للتواصل مع حكومة كوريا الديمقراطية «من خلال عدة قنوات بدءاً من منتصف شباط الماضي»، وأضاف قائلاً: «حتى اليوم، لم نتلق أي رد من بيونغ يانغ».
بدورها لم تعقب بعثة كوريا الديمقراطية بالأمم المتحدة على هذه التصريحات بعد.
وتلتزم إدارة بايدن حتى الآن الحذر بشأن وصف طبيعة نهجها مع كوريا الديمقراطية علناً، وتقول إنها تجري مراجعة شاملة للسياسة الأميركية تجاه البلد الآسيوي في أعقاب اللقاء غير المسبوق بين الرئيس السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وفشلت محاولات ترامب في إقناع كوريا الديمقراطية بالتخلي عن أسلحتها النووية.
وقال المسؤول: إن البلدين لم ينخرطا على ما يبدو في حوار فعال خلال أكثر من عام شملت نهاية إدارة ترامب وذلك «رغم محاولات عديدة من الولايات المتحدة خلال تلك الفترة».
وكان بايدن قد صرح خلال حملته الانتخابية بأنه لن يجتمع معه إلا بشرط «أن يوافق على تفكيك قدراته النووية».
الجدير بالذكر أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، التي تهدف إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي، بلغت ذروتها في العام الماضي عندما عقد الزعيم كيم والرئيس ترامب قمتهما في سنغافورة.
وفي تلك القمة، تعهد الزعيمان «بنزع الأسلحة النووية بشكل كامل» من شبه الجزيرة الكورية، ولكن من دون الإدلاء بأي تفاصيل حول معنى ذلك التعهد.
وكان من المؤمل أن يتمخض اللقاء الثاني بين الزعيمين – والذي جرى في العاصمة الفيتنامية هانوي في شباط الماضي – عن اتفاق ملموس حول تخلي كوريا الشمالية عن برامجها التسليحية النووية مقابل رفع بعض العقوبات المفروضة عليها.
ولكن محادثات هانوي لم تفضِ إلى أي اتفاق، إذ اختلف الجانبان على الوتيرة التي ينبغي أن ترفع العقوبات بموجبها. ومنذ ذلك الوقت والمفاوضات متعطلة، ولو أن الزعيمين واصلا تبادل الرسائل.