رياضة

قبل توقف الدوري الممتاز.. الرهان الأخير … مباريات تنافسية لتغيير المواقع والحظوظ

| ناصر النجار

إجازة قصيرة اضطرارية يأخذ الدوري الكروي الممتاز بعد مباريات الأسبوع الثامن من الإياب الذي سيتوقف بعدها كرمى معسكر ومباراتي المنتخب الوطني مع البحرين وإيران، وبعد ذلك تنطلق مباريات كأس الجمهورية بدور الثمانية أوائل نيسان المقبل لتستأنف بعدها المراحل الخمس الأخيرة من الدوري الكروي الممتاز، وهي حاسمة على كل الصعد.

ومما لاشك أن أغلب الفرق ستحاول وداع الدوري هذا الأسبوع على أفضل حال، ففرق تريد أن ترتقي ليكون وداعها آمناً ومريحاً، وأخرى تريد أن تبقي على حظوظها قائمة سواء في المقدمة أو في المؤخرة.

وإذا كان تشرين المتصدر في راحة أكثر من غيره فإن القلق يساور فرق المؤخرة التي تعيش على أعصابها وخصوصاً أن مواجهاتها الحالية ما زالت صعبة وهي نارية، وتحقيق نتيجة طيبة ستدعم الفرق هذه قبل أن تخوض المعركة الفاصلة في المواجهات الثلاثية التي تجمع فرق المؤخرة وجهاً لوجه، وما تأمله هذه الفرق أو بعضها أن تحسم موقفها قبل هذه اللحظات العصيبة.
تشرين المتصدر الأقل قلقاً من غيره، وهو يسير بالصدارة كما يشتهي بفارق يعتبر منطقياً عن أقرب منافسيه قياساً على ما تبقى من مباريات كعدد وليس كنوع.
حظوظ بقية الفرق متفاوتة، لكن المشكلة الصعبة ليست بالفرق ذاتها إنما بالمتصدر، والشرط الرئيس أن يخسر المتصدر أو أن يتعثر بالتعادل لكي يختصر المطاردون المسافات، على ألا تقع هذه الفرق بشرّ النتائج وهدر النقاط، لذلك فإن سعي المتصدر سيكون الفوز ليقطع الطريق على آمال من تراوده أحلام اللقب، والفرق الأخرى حريصة على ألا تضيع حظوظها وتفقد آمالها، ولو بقيت الأمور على حالها في الحدود الدنيا، وهو أفضل من أن تتوسع المسافات وتبتعد المساحات.

سباق آخر

لعل فرق الوسط التي تنظر إلى منافسات الدوري العليا بعين حزينة، لأنها خارج لعبة الكبار، وخصوصاً أن هذه الطبقة تضم فرقاً عريقة حازت البطولات مسبقاً كالاتحاد والشرطة وجبلة ومعها الطليعة والوثبة التي كانت دوماً قريبة من المنافسة في العديد من المواسم السابقة.
كل الجوائز ستغيب عن هذه الفرق، ولكن لا بأس بمركز أفضل من هذا الموقع، بأداء جيد ونتائج مشرفة، وهذا أفضل بكثير من أداء ما تبقى من مباريات بلا روح أو عزيمة ما دامت مراكب الدوري تبحر بعيداً عنها.

اللعب النظيف والمنافسة الشريفة يجب أن تكون عنوان كل المباريات وهذا ما نرجوه ونأمل أن يكون حاضراً بقوة، فالشائعات المريضة بدأت تطلق هنا وهناك وكأنها عادة يجب أن يمتهنها البعض.

هموم مشتركة

الفرق المتأخرة تحمل هموم الهبوط بشكل فعلي ومتساو ونقصد هنا الفتوة والساحل والحرية وحتى الآن لم يستطع أحد هذه الفرق الابتعاد عن مجموعته وأن يكسب خطوة زائدة تعينه في الأمتار الأخيرة، ويمكننا أن نقول إن حرجلة (ولو نظرياً) قريب من هذا المغطس، لكنه أكثر أمناً وأماناً من غيره ويحتاج إلى بعض النقاط لينجو من هذه الهموم.
وهذه المواقع الخطرة تدفع أصحاب الخطر لأداء مباريات كبيرة عالية المستوى بأقصى جهد لعلها تكسب نقاطاً دافئة وتعيش في بحبوحة فرح قبل استئناف الدوري من جديد.

ذكريات الذهاب

مباريات الذهاب كانت مقلة بأهدافها فبلغ التسجيل فيها أحد عشر هدفاً فقط، التعادل حصل مرتين والفوز بهدف حدث في ثلاث مباريات، ومباراتان كان الفوز فيهما صريحاً وكبيراً.

على صعيد الأرقام فقد حمل هذا الأسبوع 32 إنذاراً وبطاقتين حمراوين وثلاث ركلات جزاء ضاع منها واحدة.

الحدث الأهم في المباريات كان في التوتر الحاصل بلقاء جبلة مع تشرين بسبب ضعف القرار التحكيمي في المباراة وقد أفسد هذا القرار المباراة ووتر الأجواء وانتهت بعقوبات طالت الحكم أولاً وجبلة وتشرين وكان أشدها على جبلة، هذا الأمر يدفعها إلى المطالبة بضرورة تعيين طاقم تحكيمي متميز قادر على اتخاذ القرار الصحيح وإعطاء كل ذي حق حقه وإيصال المباراة إلى شاطئ الأمان، وهذا الأمر مطلوب في كل المباريات وليس في هذه المباريات وحدها فالأجواء التي بلغت ذروة التنافس تتطلب دقة في التعيينات وحسن الاختيار وكذلك حسن القيادة واتخاذ القرار، وما يساعد الحكام في أداء مباريات جيدة غياب الضغط المباشر بغياب الجمهور.

نتائج الذهاب

في الذهاب فاز تشرين على جبلة 3/1، سجل لتشرين ماهر دعبول ومحمد مرمور وعلاء الدين الدالي ولجبلة محمود البحر وأضاع ورد السلامة ركلة جزاء وخرج بالحمراء حمزة الكردي.

فاز حطين على الساحل بأربعة أهداف نظيفة سجل منها مرديك مردكيان هدفين الثاني من ركلة جزاء، وسجل الثالث أنس بوطة والرابع أحمد الأشقر.

الجيش فاز على الوثبة بهدف سجله محمد شريفة من ركلة جزاء تسببت بطرد مدافع الوثبة إبراهيم العبد الله.

فاز الكرامة على الحرية بهدف عبد الله جنيات، كما فاز الاتحاد على الفتوة بهدف محمد الأحمد.

التعادل السلبي حدث مرتين، الأول بلقاء الطليعة مع الوحدة والثاني بلقاء حرجلة مع الشرطة.

المباريات ستقام يوم غد الأربعاء، وتقام اليوم (الثلاثاء) مباراة مبكرة بين الوحدة والطليعة وسيتعرض حكمها للمشاهدة الآسيوية من قبل خبير آسيوي منتدب من قبل لجنة الحكام الآسيوية.

المتصدر متأهب

مباراة قوية على ملعب الباسل باللاذقية تجمع الجارين تشرين وجبلة في مواجهة صعبة، أكثرها أهمية للمتصدر وأكثرها اهتماماً لجبلة.

هذا الديربي مثير ومهم لأنه اعتباري بالدرجة الأولى كغيره من لقاءات الجيران الذين يحاولون الفوز للتأكيد على زعامة المدينة وهي حالة تعرفها كل المدن الكروية في العالم.

لا يمكننا الجزم بالنتيجة والميل لفريق على حساب آخر رغم أن تشرين فنياً أوزن وأكثر ثقلاً من ضيفه، وعلينا بالمقابل ألا ننكر أهمية لاعبي جبلة وأدائهم الجيد الذي قدموه هذا الموسم وقد انتقلوا إلى المناطق الدافئة في خطوة إيجابية تحسب للمدينة على أمل أن يظهر الخير الكامل بدءاً من الموسم القادم.

كل النتائج المسجلة على أوراق التوقعات محتملة في مثل هذه المباريات ولا غرابة على أي نتيجة تستقر عليها المباراة، ما يهمنا أن نشاهد مباراة فيها جمالية كرة القدم تعكس الإعداد الجيد للفريقين، بعيداً عن التوتر والحساسية التي لم يعد لها أي مبرر.

مباراة الفصل

الجيش المنتشي بفوز عريض على الساحل يدخل ملعب حمص على أمل استمرار فوزه بآخر وبالتالي استمرار آماله قائمة بالمنافسة على اللقب.

من سوء حظ الوثبة أنه واجه المتصدر وغداً سيلعب مع الوصيف، وهو يجد نفسه في لقاء صعب لا يقل عن اللقاء السابق، حاجة الوثبة لتغيير سوء النتائج التي طالته مؤخراً تدفعه لبذل جهد فوق العادة لتحقيق ما يصبو إليه أنصار الفريق.

المباراة تشبه سابقتها من حيث الغموض، والنتائج المحيرة للفريقين تجعلنا لا نميل إلى أي منهما، ونترك التقدير لظروف المباراة فربما خدمت فريقاً على حساب الآخر.

مطب متوقع

لا يحمل فريق حطين ذكريات حلوة من ملعب طرطوس، مع ذلك لابد أن يتناسى الماضي، وعليه ألا ينسى بالمقابل أن مستضيفه الساحل لن يكون حملاً وديعاً كما ظهر بلقاء الذهاب وسيقاتل بكل ما أوتي من قوة للفوز أو لجرّ المباراة إلى التعادل على أقل تقدير فحاجته للنقاط تقارب حاجة حطين إن لم يكن أكثر.
صعوبة المباراة وحساسيتها تكمن بحاجة الفريقين لنقاطها، فكما الساحل يحتاجها للنجاة فإن حطين يطلبها للبقاء منافساً أو على الأقل بمركزه أو مركز الوصيف إن تعثر الجيش بلقاء الوثبة.

في الدراسات النظرية فإن أوراق الحوت أقوى وأفضل وأكثر تأثيراً، وهذا الكلام يحتاج إلى تأكيد على أرض الواقع.

امتحان جديد

لقاء اليوم بين الوحدة وضيفه الطليعة يجري تحت بند تأكيد ارتفاع منسوب الأداء البرتقالي الذي أسفر عن فوزين متتاليين، والطليعة الضيف بدوره بحاجة إلى تغيير مفهوم التعثر الذي لازمه في العديد من المباريات وآخرها مع حطين الأسبوع الماضي.
بغض النظر عن ترتيب الفريقين على سلم الدوري فإن الفريقين عودانا على أداء مباراة ممتعة رجولية فيها نكهة كرة القدم، ربما يكون الوحدة أوفر حظاً بالفوز، لكن الأهم التعاون مع حكم المباراة في امتحانه الآسيوي.

فرصة أخيرة

إذا كانت إدارة نادي الكرامة احتفظت بمدربها العزام من مبدأ تحقيق الاستقرار الفني والبناء على ما تم عمله هذا الموسم لمواسم أخرى قادمة فقد يكون هناك رأي آخر سواء داخل البيت الكرماوي أو بين الجماهير، فما أصعب من أن تصل إلى القمة ثم تتراجع إلى خامس الترتيب، لذلك اعتبر البعض أن فرصة العزام مع الكرامة ستكون الأخيرة بلقاء الحرية وإن لم يحقق الفوز فقد يغادر من تلقاء ذاته، ونحن هنا لا نشك بحراجة الموقف ولا صعوبة المباراة وخصوصاً أن الحرية المستضيف يعيش على هذه الفرصة أيضاً فقد تتأزم أموره أكثر إن خسر المباراة.

في هذه المباراة بالذات يجب أن نبتعد عن التوازنات، فلا قانون يحد طموح الفريقين في تقديم أفضل مستوى ووضع كل الإمكانيات والطاقات، فالمباراة مصيرية لكلا الفريقين.

أمل متجدد

الفتوة ينتظر الاتحاد على أحر من الجمر ليحقق الفوز في مباراة يعتبرها (حياة أو موتاً) في إطار سعيه الحثيث للهروب من براثن الهبوط.

الاتحاد الضيف ليس بقليل ولن يكون لقمة سائغة وأوضاعه باتت على المحك بعد أن خسر الكثير من هيبته واسمه بنتائج لا تليق باسم هذا النادي العريق.

لا ندري أين الحل؟ فهل المشكلة إدارية، أم مالية، أم فنية؟
وعلى العموم وكما علمنا أن هذه المشاكل كلها بدأت تطفو على سطح النادي، لذلك فإن المراقبين يرجحون كفة الفتوة إن استثمر أوراق ضعف ضيفه.

نقاط الأمان

حرجلة يبحث عن نقاط الأمان ليدخل المنطقة الدافئة بقوة قبل توقف الدوري.

ولا يمكننا تقييم الفريق من خلال خسارته أمام الوحدة الثلاثية لأن الفريق كان يعاني من وهن عام بسبب كورونا، واليوم جاهزية الفريق أفضل، والشرطة بالمقابل ما زال متأرجحاً بأدائه محيراً بنتائجه، لذلك لا أستغرب إن فاز حرجلة أو تعادل الفريقان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن