الأولى

الخارجية ردّاً على الاتحاد الأوروبي: عليك استخلاص العبر من إخفاق سياستك وإنتاج مقاربة مختلفة … الجعفري: أميركا ودول غربية وصلا في تعاملهما مع الإرهاب إلى مستوى غير مسبوق من النفاق

| الوطن - وكالات

أكدت سورية، أمس، أن مؤسسة الاتحاد الأوروبي مسؤولة عن سفك الدم السوري ومعاناة السوريين المعيشية من خلال دعمها الإرهاب بمختلف أشكاله وممارسة الإرهاب الاقتصادي، ولا يحق لها التظاهر بالحرص على السوريين، وأنها غير مؤهلة للاضطلاع بأي دور إيجابي ما دامت أسيرة النهج الذي ثبت فشله، مشدّدة على أن القرار الوطني السوري لن يكون إلا سورياً بامتياز.
واعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح نقلته وكالة «سانا»: أن العقلية الاستعمارية التي ما زالت تدغدغ مشاعر بعض أعضاء مؤسسة الاتحاد الأوروبي أصبحت من الماضي، مبيناً أن مرور عشر سنوات على الحرب الظالمة على سورية هو مناسبة لإدانة سياسات مؤسسة الاتحاد الأوروبي المعادية، وكان الأولى بهذه المؤسسة استخلاص العبر من إخفاق سياساتها، وإنتاج مقاربة أخرى أساسها احترام السيادة والمصالح الوطنية السورية.
وزعم الاتحاد الأوروبي، أول من أمس في بيان، أن ما سماه «الصراع» في سورية ما زال بعيداً عن النهاية، وأنه «مستعد لدعم انتخابات حرة ونزيهة في سورية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن وبإشراف الأمم المتحدة».
وهدّد الاتحاد بتجديد العقوبات ضد الأفراد البارزين والكيانات في الدولة السورية بنهاية أيار المقبل.
على صعيد موازٍ، أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر عالمي نظمه «المركز الأوروبي لدراسات التطرف EuroCSE» في جامعة كيمبريدج ببريطانيا، أن سورية العضو المؤسس في الأمم المتحدة، كانت على الدوام جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية، وهي ليست ضيفاً جديداً على حكم القانون.
ولفت الجعفري إلى الدور السلبي الحالي لأوروبا في الأزمة السورية، معتبراً أن القرار الأوروبي الأخير جعل من أوروبا جزءاً من المشكلة، بدلاً من أن تكون جزءاً من الحل، مبيناً أن العقوبات الأوروبية أحادية الجانب المفروضة على سورية، هي إرهاب اقتصادي، وجريمة ضد الإنسانية والديمقراطية.
وأوضح الجعفري أنه منذ بداية 2011 تورطت بعض الدول بالأزمة السورية وأرسلت ودعمت عشرات آلاف الإرهابيين الذين استهدفوا الدولة السورية وشعبها، وخطر هؤلاء لم يعد يقتصر على سورية، بل بدأ يهدد كل الدول حول العالم بما فيها أوروبا نفسها.
ولفت الجعفري إلى أنه ومع بداية 2014 أصبح الخطر مستشرياً في سورية والعراق، وبدا أن خطر الإرهاب لن يتوقف عند حدود هاتين الدولتين، وذلك مع توسع ظاهرة الإرهابيين الأجانب التي تهدّد السلم والأمن العالميين، مبيناً أن الرأي العام العالمي بدأ بطرح أسئلة جدية حول دور هذه الدول وتعاميها عن سفر مئات آلاف المتطرفين من أوروبا إلى سورية والعراق للانضمام لمجموعات إرهابية كالقاعدة وجبهة النصرة، وبدأ السحر ينقلب على الساحر وأصبحت بضائع الإرهاب ترتد على الدول التي جاءت منها لتشكل خطراً على الأمن الأوروبي وتزامنت هذه الحالة، مع الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن في مواجهة محاولات فرنسا وبريطانيا وأميركا لتشويه الحقائق حول الإرهاب الذي تعاني منه سورية، والممول والمدعوم من قبل حكومات وعلى رأسها تركيا وإسرائيل وقطر، وعليه بدأ مجلس الأمن يشهد تحركات لإقرار العديد من القرارات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وأكثرها كان مرتبطاً بالوضع المأساوي في سورية، وبدأ بالتحرك وظهرت لغة جديدة في مجلس الأمن حول داعش والقاعدة وهيئة تحرير الشام ودورها في نشر الإرهاب في سورية والعراق.
ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين، إلى أن الحكومة الأميركية استمرت في رفض طلب سورية وروسيا بوضع هذه الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» على قائمة المنظمات الإرهابية، متسائلاً: أليس من المضحك أن هذه الهيئة تصنف على قوائم الخزينة الأميركية أنها إرهابية في حين تصنف في قوائم مجلس الأمن على أنها ليست إرهابية، واصفاً الأمر بأنه حالة من النفاق يصل إلى مستوى غير مسبوق.
ودعا الجعفري إلى توحيد الجهود والتنسيق والتعاون مع الحكومة السورية طبقاً لقرارات مجلس الأمن وبطريقة لا تنتهك السيادة السورية، مبيناً أن رفض بعض الدول التقيد بقرارات مجلس الأمن ورفض تتبع الإرهابيين الأجانب وأسرهم يكشف نفاقها، مشدداً على أن سورية عازمة على مكافحة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن