عربي ودولي

صحيفة «بوسطن غلوب» تحثّ بايدن على البدء بتفعيل الاتفاق النووي … إيران تعلن أنها ستتخطى التزاماتها بالاتفاق النووي إذا لم تُرفع العقوبات

| وكالات

أكد مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن إيران ستتخطى التزاماتها في الاتفاق النووي إذا لم ترفع العقوبات عنها، في حين حثت هيئة تحرير صحيفة «بوسطن غلوب» الرئيس الأميركي جو بايدن على الشروع العاجل بتفعيل الاتفاق النووي.
ونقلت قناة «برس تي في» عن مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله: «إذا لم ترفع العقوبات الأميركية عن طهران فإن إيران ستتخذ المزيد من الإجراءات في المستقبل القريب، تتخطى التزامات طهران المدرجة في الاتفاق النووي».
المصدر الإيراني الذي رفض ذكر اسمه، أكد للقناة أن أي مقترح لا يتوافق مع سياسة طهران المعلنة لن يكون أساساً للتعامل معها، مشيراً إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد على اقتراح لا ينطبق على الشروط التي حددها المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي.
وجدد المصدر رفض بلاده مقترح العودة خطوة تلو خطوة نحو الاتفاق النووي، مشدداً على أن إيران لن تتراجع عن إجراءاتها في تقليص التزامها في الاتفاق النووي ما لم يتم رفع العقوبات الاقتصادية عنها بشكل مؤثر.
ولفت إلى أن مزاعم المسؤولين الأميركيين بشأن وجود مفاوضات غير رسمية بين طهران وواشنطن تأتي بهدف إخراج الرئيس الأميركي جو بايدن من الأزمة التي تحيط به.
ومنذ أيام، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن «المنتهك الكبير للاتفاق النووي وقرار 2231 لمجلس الأمن هي أميركا ولا يوجد خيار آخر سوى رفع العقوبات عن إيران».
وأكد روحاني أن «الإدارة الأميركية تتحدث فقط عن رغبتها بالعودة إلى الاتفاق النووي لكنها لا تفعل شيئاً من الناحية العملية».
من جهته، أبدى الاتحاد الأوروبي رغبته بالتعاون مع واشنطن حول ملف إيران، وقال في 28 كانون الثاني، إنه «يجب إيجاد طريقة لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي».
هذا وسألت النائبة الديمقراطيّة في مجلس النواب الأميركي إلهان عمر، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عن سبب عدم عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني أولاً باعتبارها هي التي خرجت منه.
وخلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجيّة بمجلس النواب يوم الخميس الماضي، أجاب بلينكن عن سؤال عمر، قائلاً: «لا يمكن العودة للاتفاق النووي بمجرد الضغط على زر، لقد خرجنا منه قبل 3 أعوام وللأسف ابتعد الإيرانيون عن التزاماتهم أكثر فأكثر، لذا فإن هنالك قضايا باعثة على التحدي ينبغي البحث حولها».
إلى ذلك حثت هيئة تحرير صحيفة «بوسطن غلوب» الرئيس الأميركي جو بايدن على الشروع العاجل بتفعيل الاتفاق النووي، مذكِّرةً بأن العودة للاتفاق الأصلي هي الطريق المفضل، وربما الوحيد المتاح لاستئناف المسار الدبلوماسي وتصحيح الضرر الناجم عن سياسة ترامب بممارسة أقسى الضغوط، السياسات التي «أسفرت عن إخفاق على كافة المستويات»، وفق الصحيفة، وهذه المطالبة جاءت بعد سلسلة من المطالبات المتكررة من قبل، مثل مجلة «بوليتيكو» وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي.
وذكرت هيئة التحرير في افتتاحيتها في «بوسطن غلوب» أن معسكر الصقور في واشنطن يطالب بمزيد من التنازلات من جانب إيران، مدركين أن ذلك «غير حقيقي»، بل يضمن عدم التوصل لاتفاق مرة جديدة، وطالبت الرئيس بايدن باتخاذ الخطوة الأولى لتفعيل المسار الدبلوماسي وضم كافة الأطراف لطاولة المفاوضات.
وذكّرت البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي بطبيعة الاتفاقيات الدولية وخصوصاً في مجال الحد من الأسلحة، بأنها لا تنطوي على نصوص أو ملحقات من شأنها حل كافة القضايا الخلافية بضربة واحدة، بل ينبغي البدء «بخطوة النيات الحسنة لتخفيف وطأة العقوبات وإيجاد حلول استثنائية لاحتواء جائحة كورونا».
وخلصت بالقول إنه آن الأوان للإقرار بتلك الحقائق والعودة لطاولة المفاوضات ضمن سقف تم الاتفاق عليه سابقاً وأثبت فاعليته.
وقد جاء ذلك في أعقاب إعلان إدارة بايدن بأنها راغبة بالتحرك بسرعة للتفاوض حول القضايا الخلافيّة مع إيران، بما فيها برنامجها للصواريخ الباليستيّة.
من جهتها، جزمت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها، أن الولايات المتحدة عازمة على إحياء مفاوضات الملف النووي مع إيران، استناداً إلى أن نطاقها «لا يتضمن إعادة التفاوض على بنودها»، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه معارضة داخليّة، وهو في «حالة انتظار» لما قد تسفر عنه النشاطات الدبلوماسيّة الجارية عبر الاتحاد الأوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن