سورية

عرض لافروف له نتائج جولته الأخيرة في المنطقة.. والجعفري: مشروع القرار البريطاني في جنيف لاستهداف سورية … المقداد يؤكد ضرورة انسحاب جميع القوات المحتلة من البلاد

| وكالات

استغرب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، خلال اتصال هاتفي بنظيره الروسي سيرغي لافروف، إصرار بعض الدول الغربية على الاستمرار بسياساتها التي ثبت فشلها في سورية، بالرغم من الآثار السلبية التي تركتها هذه السياسات على الشعب السوري، وكذلك على شعوبهم ودولهم، في حين عرض لافروف نتائج زيارته الأخيرة إلى كل من الإمارات والسعودية وقطر.
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نشرته على قناتها في «تيلغرام»، أن المقداد أجرى اتصالاً هاتفياً بلافروف، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم.
وأكد المقداد تقدير قيادة وحكومة سورية لمواقف الاتحاد الروسي المتعلقة بالأوضاع في سورية، معرباً عن تقدير سورية الكبير لوقوف روسيا إلى جانبها في مختلف المنظمات الدولية، ومواقفها ضد الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية على سورية ودول أخرى لأنها تخالف القانون الدولي وتضر بالشعوب.
وأشار المقداد إلى التصعيد الأخير في التصريحات والبيانات والتحركات الغربية لاستهداف سورية، مستغلين ما يسمى الذكرى السنوية العاشرة للحرب على سورية، حيث استغرب المقداد إصرار بعض الدول الغربية على الاستمرار بسياساتها التي ثبت فشلها في سورية، بالرغم من الآثار السلبية التي تركتها هذه السياسات على الشعب السوري، وكذلك على شعوبهم ودولهم.
بدوره كرر لافروف تمنيات الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس بشار الأسد وللسيدة عقيلته بالشفاء العاجل من إصابتهما بفيروس «كوفيد 19»، وأن يكونا بصحة جيدة. كما عرض لافروف للمقداد نتائج جولته الأخيرة في المنطقة والمشاورات والمحادثات التي أجراها خلال الزيارة حول مختلف الأوضاع الإقليمية.
وبحث المقداد ولافروف التحضيرات المتعلقة بانعقاد الجولة القادمة للجنة مناقشة الدستور، حيث كانت وجهات النظر متفقة لجهة عمل اللجنة بقيادة وملكية سورية ودون أي تدخل خارجي أو جداول زمنية مفروضة عليها من الخارج من أي جهة كانت.
واتفق الوزيران على الاستمرار بالتشاور والتنسيق بينهما حول مختلف التطورات.
من جهتها نقلت وكالة «سبوتينك» عن بيان للخارجية الروسية، أن لافروف بحث في اتصال هاتفي مع المقداد، الوضع الراهن في سورية وما حولها، مع التركيز على تعزيز التسوية السياسية الشاملة من خلال حوار وطني ودون تدخل خارجي.
وأشار البيان إلى أن «روسيا جددت التزامها بالعمل المشترك مع إيران وتركيا ضمن صيغة أستانا من أجل تحقيق الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك ضمان سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية».
وأوضح البيان، أن لافروف أطلع المقداد، على نتائج زيارته الأخيرة إلى الإمارات والسعودية وقطر، منوهاً بالالتزام المبدئي في العالم العربي باستعادة المشاركة السورية في أعمال جامعة الدول العربية.
وحسب البيان، تمت أيضاً مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
في الأثناء، قال المقداد في كلمة عبر الفيديو خلال مؤتمر «الديناميات الإقليمية» في طهران حسب وكالة «سانا»: إنه منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية قبل عشر سنوات وبعد إخفاق الدول المعتدية في تحقيق أهدافها ضد دولة مستقلة وذات سيادة ترفض مؤامراتهم تدخلت هذه الدول بشكل مباشر فيها عبر دعمها مجموعات إرهابية جلبتها إلى سورية من دول عدة ومولتها دول معروفة في المنطقة وخارجها مثل فرنسا وأميركا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى.
وأشار المقداد إلى أن سورية حررت بمساعدة الحلفاء والأصدقاء مناطق كثيرة من الإرهاب فيما تواصل القوات الأميركية احتلال أجزاء من الأراضي السورية ودعم الميليشيات الانفصالية في منطقة الجزيرة في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، كما يستمر النظام التركي باحتلال أراضٍ سورية ودعم التنظيمات الإرهابية، مؤكداً ضرورة انسحاب جميع القوات المحتلة من الأراضي السورية.
ولفت المقداد إلى أن الكل يعلم أن عدونا الرئيس هو «إسرائيل»، مشدداً على أنه لا قيمة قانونية لإعلان الإدارة الأميركية السابقة بشأن الجولان السوري المحتل واعتبارها القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال.
وأوضح المقداد أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي شجّع واشنطن على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وعلى إعلانها بشأن الجولان السوري المحتل والقدس المحتلة وعلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن التعاون مع الجهود الدولية والعودة إلى الاتفاق النووي دون شروط مسبقة، مبيناً أنه لا مؤشرات تدل على أن هذه الإدارة تريد تغيير نهج الإدارة السابقة تجاه الاتفاق النووي مع إيران.
وأشار المقداد إلى أن الولايات المتحدة زادت بتصرفاتها وسلوكها التوتر في العالم وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أنه من دون وجود نية حقيقية لدى إدارة بايدن لإنهاء هذا السلوك ومن دون تغيير سلوك الاتحاد الأوروبي الذي اتخذ سياسات عدوانية ضد سورية ودعم تنظيمات الإرهاب الدولي في سورية وخارجها لن يحصل أي تغيير حقيقي في الوضع الدولي.
ولفت المقداد إلى أن سورية تدعو إلى السلام وحل النزاعات الموجودة بشكل سلمي وتؤكد ضرورة إقامة نظام عالمي جديد تسود فيه العدالة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وكذلك القوانين الدولية الأخرى لأن هذه كلها قوانين إنسانية ودولية والقانون الدولي يجب أن يحكم عالمنا.
في غضون ذلك، استعرض نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري خلال لقائه أمس رؤساء بعثات الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان المعتمدين في دمشق، حسب وكالة «سانا»، موضوع مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول ما تسمى «حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية».
وأكد الجعفري، أن هذا المشروع يأتي استكمالاً للأجندات التي تقوم بها بعض الدول الغربية متقاسمة الأدوار فيما بينها لاستهداف سورية في كل من نيويورك وجنيف.
وبيّن، أن الدول الغربية اعتادت على استهداف سورية من خلال تسييس عمل منظمات وهيئات الأمم المتحدة والتدخل بعمل هذه المنظمات خلال الحرب الإرهابية على سورية وذلك عبر اختلاق ذرائع وأكاذيب في ملفات مثل حقوق الإنسان والأسلحة الكيميائية والمساعدات الإنسانية.
وطالب الجعفري ممثلي الدول المعتمدين في دمشق بالعمل مع حكوماتهم لوضع حد لتصرف بعض الدول الغربية وحلفائها أحادي الجانب وعدم دعم أو تأييد هذه الدول في مجالس الأمم المتحدة انسجاماً مع ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة بأن تلتزم جميع الدول باحترام سيادة الدول الأخرى واستقلالها خاصة أن بعض الدول التي تنتهج سياسات تدخلية لا تتمتع بسجل نظيف في أي من الملفات التي تتبجح فيها بالدفاع عن حقوق الإنسان وغيرها، ولأنها تمارس أبشع أشكال الإساءة للشعب السوري عبر فرضها إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب ومن خلال انخراطها المباشر وغير المباشر في الحرب الإرهابية على سورية وشعبها، علاوة على أن بعضاً من هذه الدول يحتل أجزاءً غالية من الأراضي السورية ويسرق ثرواتها الوطنية.
وأوضح، أن هناك سجلاً حافلاً لبعض الأطراف الدولية في هذه السياسات وإلا لما كانت دعمت المجموعات الإرهابية وصمتت عن كل ما يتعلق بذلك حتى تنتظر سنوات وصدور 23 قراراً دولياً بخصوص مكافحة الإرهاب لتعترف بوجود إرهاب في سورية يستهدف الشعب والبنى التحتية التي أقامها السوريون على مدى زمن طويل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن