اعتبر أن محاولات تركيع الإرادة السورية عبر العقوبات الإجرامية ستفشل … بسام أبو عبدالله: مؤتمر «EuroCSE» كان منصة مهمة لإيصال رسائل وتقييم المشاركين لما يجري في سورية موضوعياً وعلمياً
| موفق محمد
اعتبر الأستاذ في العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله، أن التقييم العام لمواقف المشاركين في المؤتمر العالمي «عقد من الحرب على سورية- مسارات مستقبلية» في لندن، تجاه ما يجري في سورية، كان موضوعيا وعلميا، وأنه آن الآون لإيجاد مقاربات ومسارات أخرى لما يجري في هذا البلد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار الأكاديمي أبو عبد الله، الذي شارك في المؤتمر وقدم ورقة بعنوان: «العاملان التركي والكردي في الحرب على سورية، ماذا بعد»؟ إلى أن «المركز الأوروبي لدراسات التطرف EuroCSE» في جامعة كيمبريدج ببريطانيا الذي أقام المؤتمر أول من أمس يقوده مكرم خوري مخول، وهو شخصية عربية فلسطينية محترمة ويقف موقفا مشرفا مع سورية طوال سنوات الحرب».
وأوضح أبو عبدالله، أنه كان من الصعب على مخول أن يقاتل مع سورية وهو في عش الدبابير في لندن، ومع ذلك ظل على موقفه يدافع عن سورية طوال سنوات الحرب وهذا موقف يشكر عليه.
وأشار إلى أن المركز يضم شخصيات بريطانية مهمة فهناك لوردات وشخصيات فاعلة وسفير بريطانيا السابق في دمشق بيتر فورد المعارض لموقف الحكومة البريطانية تجاه سورية، كما أن المركز مرموق.
ولفت أبو عبدالله إلى أن المؤتمر العالمي هو الثاني الذي ينظمه «EuroCSE» خلال سنوات الحرب على سورية، بعد مؤتمره الأول في 2017، الذي تحدث عن إعادة الإعمار وشاركت فيه شخصيات عديدة، لافتا إلى أن المركز حينها حاول دعوة شخصيات سورية لكن الحكومة البريطانية لم تعط تأشيرات دخول، ما يدل على أن «ما تتحدث عنه هذه الحكومة من حرية تعبير وديمقراطية كاذب، فهم لا يريدون سماع وجهة النظر الأخرى».
واعتبر، أن أهمية المؤتمر، أنه وبعد عشر سنوات أعاد تقييم المقاربات الغربية تجاه الحرب الفاشية على سورية، لافتا إلى كلمة نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري التي وصفها بأنها «مهمة جدا».
ولفت أبو عبدالله إلى أن مشاركة شخصيات من دول مختلفة في المؤتمر، وهناك من لديه موقف ممتاز مع سورية من شخصيات أوروبية واسترالية وأميركية وبريطانية وعربية.
وقال: «التقييم العام لمواقف هذه الشخصيات كان موضوعيا وعلميا، وأنه آن الأون لإيجاد مقاربات ومسارات أخرى لما يجري في سورية، بخلاف ما هو مطروح عادة في دول غربية أو وسائل إعلامها».
وأضاف: «المؤتمر كان منصة مهمة جداً لإيصال الرسائل، واعتقد أن الرسائل تصل وتُقرأ، وكانت (الدول المعادية لسورية) تواكب البث المباشر وكل الكلمات التي استمرت لست ساعات».
وذكر أبو عبدالله، أن ورقته التي قدمها ركزت على «مشروع الشرق الأوسط الكبير» الأميركي، والذي جوهره هو خلق تراجيديا «فلسطين الجديدة» في القرن 21 في شمال بلاد الشام تحت عنوان «كردي»، لافتا إلى أن مسعود بارزاني في محطاته التلفزيونية يظهر أين هذه «كردستان الكبرى» التي ستشمل سورية، العراق، تركيا وإيران، مشيراً إلى أن هذا المشروع تتبناه دوائر أميركية وصهيونية وغربية لتقسيم المنطقة تحت عنوان «كردي»، كما كان احتلال فلسطين تحت عنوان «مظالم اليهود- والهولوكست» في جنوب بلاد الشام في القرن العشرين وإنشاء ما يسمى إسرائيل».
وأوضح أن ورقته تضمنت بعض المقترحات بمجموعة نقاط هامة، وهي أنه لا مصلحة للاتحاد الأوروبي بحكم قربه من المنطقة بأن يستمر في دعم الإرهاب، معرباً عن أسفه لأن القيادات الأوروبية تستمر في دعم هذا الإرهاب، ومع ذلك كان يهمنا إيصال الرسائل بشكل واضح ومباشرة.
وأضاف: «حتى إنه لا مصلحة لبريطانيا نفسها، لأنها فقدت دورها التقليدي في حين أنها ستستعيده عبر المشروع الصيني «حزام واحد – طريق واحد».
ولفت إلى أن النقاط، تضمنت أنه على الأوروبيين الانتباه إلى أن العالم سيتغير في العقد القادم مع ظهور العملة الإلكترونية الـ«بيتكوين»، ما سيؤدي إلى ضعف دور الدولار في المرحلة القادمة، وبالتالي عليهم ترتيب أوراقهم على هذا الأساس.
وأضاف: «من هنا قلنا لهم إن الاستمرار بـسياسة العقوبات والمقاطعة هي أقرب لـجرائم ضد الإنسانية، وسوف ينعكس عليكم، وعلى مجتمعاتكم بالمزيد من الكراهية والتطرف ولن تحققوا أي شيء من هذه العقوبات».
وتابع: «والأهم من ذلك، قلنا لهم، أن من يتصور بعد عشر سنوات أن السوريين أو الدولة السورية ستقدم تنازلات تورثها للأجيال القادمة هو مخطئ، ومستقبل سورية يحدده السوريون ولا يمكن لهم أن يقبلوا بعراق آخر أو ليبيا أخرى تحت عناوين كاذبة».
وإن كانت الدول الغربية المعادية لسورية يمكن أن تأخذ بما تم طرحه في المؤتمر وتغير من مواقفها، قال أبو عبدالله: «اعتقد أنهم مضطرون وليس لأنهم مخيرون»، مشيراً إلى أن هذا النمط من المؤتمرات يسمى علميا بالمسار الثاني الدبلوماسي الذي هو المسار الموازي، بمعنى أنه يتم إرسال الرسائل عبر هذه المؤتمرات أو ورشات العمل ولكنها تصل إلى الحكومة البريطانية وكل مراكز البحوث في العالم، خاصة أن البث كان حيا وأتت ردود أفعال من كثير من الدول، وبالتالي الحكومات وأجهزة الاستخبارات ومراكز الأبحاث ستتابع كل كلمة قيلت في هذا المؤتمر، فهي شكل من أشكال إعادة التقييم.
وأعرب أبو عبدالله عن اعتقاده بأن «الأشهر القادمة ستشهد تغيرات ايجابية في المسألة السورية أحبوا ذلك أم لم يحبوا»، وأضاف: «لا اعتقد أن ما جرى من تطورات مؤخراً في جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخليجية هو آت من فراغ».
واعتبر أن الأهم من ذلك أن الأدوات التي استخدموها للتضليل في الحرب على سورية كشفت وسقطت، وقال: «لا أحد يستطيع الآن تبرير الحرب على سورية إلا من خلال العناوين التي تحدثت عنها وهي «مشروع الشرق الأوسط الكبير»، مضيفاً: «الإنسانية، شكل النظام السياسي في سورية، معارضة، ديمقراطية، هذه عناوين مضللة ولا تعنيهم بشيء، فهم يقودون مشروع لتقسيم المنطقة وكان الهدف منها الهيمنة على مستقبل العالم».
وأوضح أبو عبدالله، أن مقاومة الشعب السوري أحبطت هذا المشروع حتى الآن ولهذا هم يحاولون عبر الضغط الاقتصادي والعقوبات الإجرامية أن يركعوا الإرادة السورية واعتقد أنهم سيفشلون.