قرع ناقوس الخطر … حسابا لـ«الوطن»: لا يوجد أي سرير شاغر في العناية المشددة لاستقبال مرضى كورونا في دمشق
| محمود الصالح
جدد الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لوباء كورونا التأكيد على التشدد في تطبيق الإجراءات الاحترازية في أماكن التجمعات والتـسوق والأنشطة الاجتماعية والثقافية وفرض العقوبات بحق أصحاب الفعاليات التي لا يلتزم روادها بارتداء الكمامات والالتزام بإجراءات التباعد المكاني، وخصوصاً مع ازدياد عدد الإصابات بالفيروس في مختلف المحافظات.
وكلف الفريق الحكومي خلال اجتماعه أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التربية إرسال فرق طبية إلى عدد من مدارس دمشق لإجراء فحص (بي سي آر) على عينة عشوائية للاطمئنان على الطلاب والكادر التدريسي ليصار إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال اللزوم، وشدّد على تكثيف الجولات الرقابية على المدارس للتأكد من تطبيق البروتوكول الصحي فيها.
وقدم وزير الصحة حسن الغباش عرضاً حول الواقع الصحي ومؤشرات ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة الماضية في جميع المحافظات على النحو الذي يستدعي الحيطة والالتزام بالإجراءات الوقائية على المستوى الفردي في أماكن التجمعات وفي الوزارات والمؤسسات العامة.
وطلب الفريق الحكومي من وزارة الصناعة رفع الطاقة الإنتاجية لمعامل توليد وتعبئة الأوكسجين إلى الحد الأقصى وتأمين صهاريج نقل الأوكسجين السائل للمشافي وتزويدها بخزانات إضافية ورفع جاهزية منظومات الإسعاف وتوفير متطلباتها من الوقود لتقوم بعملها دون انقطاع.
وأكد الفريق الحكومي على وضع خطة لتقديم الحوافز للكوادر العاملة في أقسام العزل واستيعاب الكوادر التطوعية الطبية ومتابعة حملة حماية الكوادر في المشافي العامة وتوزيع مستلزمات الوقاية والحماية الشخصية.
كما تم التأكيد ضرورة استكمال تجهيز مشفى حرستا ومشفى دمر وتزويده بـ/25/ جهازاً تنفسياً آلياً، وتجهيز مراكز للطوارئ للتزود بالأوكسجين في عدد من المحافظات، مع تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية لكل ما يتعلق بأمور الوقاية من الفيروس.
مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة توفيق حسابا حذر بشدة من الاستمرار في استهتار الناس وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، واصفا هذه الإجراءات بأنها مازالت خجولة حتى الآن على الرغم من الارتفاع الكبير في عدد الاصابات بهذه الجائحة وخصوصاً خلال الفترة الأخيرة، وهذا يستدعي أن يتم فرض غرامات على من لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية. وكشف حسابا لــ«الوطن» أنه لا يوجد في مشافي دمشق الآن أي سرير فارغ في العناية المشددة لاستقبال مرضى كورونا، والآن يتم البحث عن إمكانية توفير العناية المشددة لمرضى كورونا في مشفى الزبداني ومشفى القطيفة.
ونقل مدير الإسعاف والطوارئ إحدى صور استهتار البعض من أهل المرضى بالإجراءات الاحترازية، حيث استهجنوا التزام الكوادر الطبية الإسعافية التي تسعف مريضهم بارتداء اللباس الواقي والتعامل بحذر مع المريض الذي تأكدت إصابته بكورونا بموجب المسحة، أثناء نقله في سيارة الإسعاف بين مشافي دمشق للبحث عن سرير في العناية المشددة.
وأشار حسابا إلى أن وزارة الصحة عادت منذ فترة إلى تطبيق خطة الطوارئ B وجميع المؤسسات والكوادر الصحية مستنفرة بالدرجة القصوى، موضحاً أن كل ذلك لا يمكن أن يقطع سلسلة العدوى، إلا في حال التزام المواطنين بابتعاد الإجراءات الاحترازية، وخاصة ارتداء الكمامات، والتباعد المكاني، وعدم المشاركة في التجمعات الشعبية إلا في حالة الضرورة القصوى.
وإجابة عن تساؤل «الوطن» حول دور وزارة الصحة في منع المهرجانات والاحتفالات التي تجريها الجهات العامة والتي تشهد كثافة بشرية كبيرة، أكد أن وزارة الصحة غير معنية إلا بالمؤسسات التابعة لها ولا تستطيع أن تفرض أي إجراء على الجهات الأخرى.
وعن إمكانية استقبال الحالات التي تحتاج إلى عناية مشددة في مشفى الطوارئ في الفيحاء بين حسابا أن هذا المشفى غير مجهز للعناية المشددة، وهو مخصص فقط لاستقبال المرضى الذين يحتاجون لتوفير الأوكسجين لهم، ولأن تجهيزات العناية المشددة تختلف عن تجهيزات مشفى الطوارئ في الفيحاء.
وعن الوضع في باقي المحافظات أوضح حسابا أن نسبة الإصابة أقل، ومازالت لدينا الإمكانية لاستقبال المرضى الذين يحتاجون للعناية المشددة في المحافظات الأخرى وبنسب مختلفة.
جدير بالذكر أن عدد الإصابات ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، حيث سجلت وزارة الصحة أمس الأول الثلاثاء 100 إصابة نصفها في دمشق فقط، في حين كانت خلال الأسابيع السابقة تتراوح بين 30-50 إصابة يومياً.
هذا وقد بلغ عدد الإصابات في البلاد حتى أمس الأول 16656 إصابة شفي منها 11141 شخصاً وتوفي 1110 أشخاص بينما مازال العدد الباقي ضمن خطة العلاج.