أشادت شخصيات عسكرية دولية وعربية سابقة بكفاءة الدفاعات الجوية السورية في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي كان آخرها أول من أمس، حيث تم تدمير معظم الصواريخ في الأجواء وتناثرت قطعاً مضيئة رصدها السوريون بكاميراتهم في مشهد بات يتكرر مع كل عدوان.
واعتبرت تلك الشخصيات أن كفاءة التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير دليل قوة ويقظة للقوات السورية، وامتلاكها خبرات قتالية كثيرة تجعلها قادرة على مجابهة كافة الاعتداءات والهجمات من قبل دول أخرى أكثر قوة.
الخبير العسكري الروسي العضو المراسل في أكاديمية العلوم المدفعية والصاروخية للقوات المسلحة الروسية قسطنطين سيفكوف بيّن في تصريح نقلته وكالة «سانا»، أن الدفاعات الجوية في الجيش العربي السوري تصدت بكفاءة عالية للعدوان الصاروخي الإسرائيلي على محيط دمشق الليلة قبل الماضية، وأثبتت قدراتها العالية لإحباط أي اعتداءات على أراضي بلادها وإلحاق خسائر فادحة لن يحتملها الخصم في حالة حدوث هجوم واسع النطاق.
وأشار سيفكوف إلى أن الدفاعات الجوية السورية تبرهن على تحسن أدائها، وباتت مؤهلة للتصدي ليس لهجمات إسرائيلية فحسب بل أيضاً لهجمات من قبل دول أخرى أكثر قوة.
من جهته، أشار المستشار في كلية القادة والأركان المصرية ورئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق اللواء أركان حرب محمد الشهاوي إلى أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية الأجسام المعادية هو دليل قوة ويقظة للقوات السورية، مؤكداً أن لدى الجيش العربي السوري خبرات قتالية كثيرة تجعله قادراً على مجابهة كافة الاعتداءات.
بدوره أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني، العميد أمين حطيط، أن نجاح الدفاعات الجوية السورية في إسقاط ما يتجاوز 85 بالمئة من صواريخ العدو الإسرائيلي عند كل عدوان، يتسبب في منعه من تحقيق أهدافه، حيث يرسم هذا التصدي السوري حدود المرحلة الجديدة التي فاجأت إسرائيل.
وأوضح حطيط، أن التصدي السوري يحرم العدو الإسرائيلي من ورقة إستراتيجية يحاول الاحتفاظ بها وتعزيزها باستمرار، فالعدو الصهيوني اعتمد في تدخله في الحرب التي شنت على سورية منذ عشر سنوات إستراتيجية تقوم على التدخل الممنهج في الميدان إثباتاً للوجود وتدميراً للقدرات الدفاعية وخاصة منظومة الدفاع الجوي السوري ورفعاً لمعنويات الإرهابيين وتأثيراً على عمليات الجيش العربي السوري في محاربته للإرهاب وتطهير الأرض السورية منه، فضلاً عن رغبة إسرائيل في منع سورية من استثمار انتصاراتها وعودة الحياة الطبيعية إلى ربوعها، ولهذا كانت إسرائيل تكثف اعتداءاتها في كل مرة ترى فيها تعاظم الانتصارات السورية في الميدان.
ورأى حطيط، أن سورية تمكنت في فترة سابقة من ترميم منظومة دفاعها الجوي بشكل فاعل، وحققت قفزة نوعية في حربها الدفاعية، وأسقطت طائرة إسرائيلية من نوع «إف 16» في شباط 2018، الأمر الذي أغلق مجالها الجوي بوجه الطيران الإسرائيلي، واليوم ترتقي في دفاعها وتحكم إقفال سمائها بوجه الصواريخ الإسرائيلية، وتجرّد إسرائيل من ورقة التدخل العدواني فيها.
من جانبه، أكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد عباس، أن تصدي الدفاعات الجوية السورية لصواريخ العدو، كما نراها في كل مرة، يؤكد الكفاءة العالية لهذه الدفاعات وقدرتها على تدمير الأهداف الجوية عبر استخدام أعقد أنواع التقانة العسكرية في زمن اشتباك لا تتجاوز فيه دورة المعركة أكثر من عشر ثوان هي مدة الصراع بين قائد في الميدان يتخذ القرار للاشتباك مع هدف معادٍ ويسقطه.
ورأى عباس، أن الاعتداءات الإسرائيلية هي محاولات فاشلة لإنهاك الجيش العربي السوري واستهداف مواقع عسكرية أو حيوية بعد أن ثبت للعدو استحالة تدمير إرادة القتال وثبات الدولة التي تتمسك بالهوية الوطنية وإرادة المقاومة.
على خط مواز، أكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية سمير أبو صالح، أن العدوان الإسرائيلي ضد سورية لم يؤثر في العلاقة العضوية بين دول وشعوب حلف المقاومة، مستشهداً بردود الفعل الشعبية والرسمية التي تتصاعد لمصلحة حلف المقاومة والموقف السوري الطليعي في مواجهة قوى الاستعمار التقليدية.
وتصدت وسائط دفاعنا الجوي لعدوان إسرائيلي، أول من أمس، من اتجاه الجولان السوري المحتل على بعض الأهداف في محيط دمشق وأسقطت معظم صواريخ العدوان.