الأولى

الاحتجاجات في بيروت ومناطق أخرى تتواصل رفضاً لتردي الأوضاع … عون يدعو الحريري لتشكيل الحكومة وفق الأصول والأخير يتمسك بما قدمه

| وكالات

خيّر الرئيس اللبناني ميشيل عون رئيس الحكومة المكّلف سعد الحريري إما بتشكيل الحكومة بشكل فوري أو التنحي عن المهمة التي كُلّف بها، منذ شهر تشرين أول الفائت.
وفي كلمة متلفزة له أمس، دعا عون الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معه، وفق الآليّة والمعايير الدستوريّة المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير، مطالباً إياه في حال وجد نفسه في عجز عن ترؤس حكومة إنقاذ وطني بأن يفسح المجال أمام كلّ قادر على التأليف، وقال: «لا فائدة من كلّ المناصب وتقاذف المسؤوليّات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط حيث لا مفرّ له سوى الغضب»، معتبراً أن كلّ شيء يهون أمام معاناة الشعب التي بلغت مستويات لا قدرة له على تحملها.
​ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه سلك درب المساءلة الوعرة، في ظلّ نظام تجذّر فيه الفساد السلطوي والمؤسساتي واستشرى، وأضاف: «ارتفعت أمامي كلّ المتاريس، وأنتم تعرفون أنّي ما اعتدت الإذعان والرضوخ دفاعاً عن كرامتكم وعيشكم الحر الكريم».
وأشار عون إلى أن معاناة اللبنانيين بلغت مستويات لا قدرة لشعب على تحمّلها، فالوباء يتربّص والفقر والعوز والبطالة والهجرة، والقهر وزوال القدرة الشرائيّة نتيجة الارتفاع الجنوني للدولار الأميركي مقابل الليرة، كذلك انقطاع المواد الحيويّة وانحسار الدعم الذي كان متوافراً لها، والتخبّط الذي تعيشه مختلف السلطات الدستوريّة والإدارات والمؤسسات المعنيّة، بتأمين مستلزمات العيش، فيما لم تخرج البلاد من فاجعة انفجار مرفأ بيروت وتداعياتها الكارثيّة، وأضاف: آثرت الصمت لإفساح المجال أمام المعالجات على مختلف المستويات، وتفادياً لأي حدث جرّاء التجاذبات والإنقسامات الحادّة في المواقف السياسيّة وانهيار المنظومة الاقتصاديّة والماليّة نتيجة سياسات خاطئة لعقود خلت».
الحريري ردّ سريعاً على بيان الرئيس عون، داعياً إياه إلى «إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، والمصارحة بأسباب تعطيله لإرادة المجلس النيابي» على حد زعمه, مشيراً إلى أنه سيتشرف بـ«زيارة الرئيس عون للمرة السابعة عشرة فوراً إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة».
تصريحات الرئيس اللبناني تزامنت مع استمرار الاحتجاجات في العاصمة اللبنانية بيروت وعدد من المناطق، رفضاً لتردّي الأوضاع المعيشيّة وتدهور سعر صرف العملة الوطنية أمام الدولار.
وحاول محتجون أمس اقتحام مبنى وزارة الاقتصاد في بيروت، حيث جرت مواجهات مع القوى الأمنية، وأفادت قناة «الميادين» بأن وزير الاقتصاد وافق على لقاء المحتجين بشرط غياب الإعلام لكن المحتجين رفضوا.
وأغلقت بعض المحالّ التجاريّة أبوابها فيما ازدحم المواطنون أمام محطات الوقود التي توقف كثير منها عن الخدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن