دعت الصين عقب الحوار الإستراتيجي الرفيع المستوى الذي جمعها مع أميركا في ألاسكا، إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية، بما في ذلك شؤون هونغ كونغ، على حين أعربت عن استعدادها لحل الخلافات وودفع العلاقات الثنائية قدماً على مسار التنمية السليمة والمستقرة.
وقال الوفد الصيني المشارك في الحوار حسبما ذكرت وكالة «شينخوا» أمس السبت: إن النظام الانتخابي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة هو نظام انتخابي محلي صيني، وكيفية وضعه وتطويره وتحسينه هو شأن داخلي للصين، مضيفاً: إنه لا يحق لأي حكومة أجنبية أو منظمة أجنبية أو فرد أجنبي التدخل في ذلك.
ويعد هذا الحوار الذي جرى في ألاسكا أول اتصال رفيع المستوى بين البلدين، بعدما أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونظيره الأميركي جو بايدن، مكالمة هاتفية عشية العام القمري الصيني الجديد، وأولى محادثات مباشرة بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين منذ تولي بايدن مهام منصبه.
وأضاف الوفد: إن تحسين النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة يجب أن يتبع مبدأ «الوطنيون يديرون هونغ كونغ»،
وحث الوفد الولايات المتحدة على الالتزام بالقانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، واحترام قرار المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بشأن تحسين النظام الانتخابي في هونغ كونغ، والتوقف عن دعم القوى الداعية إلى «استقلال هونغ كونغ» عن الصين.
ودعا الوفد الجانب الأميركي إلى إلغاء العقوبات غير القانونية ضد مسؤولين صينيين ومؤسسات صينية، والتوقف عن محاولة نشر الفوضى في هونغ كونغ مرة أخرى، والكف عن إحباط تنفيذ الصين لمبدأ: «دولة واحدة ونظامان».
وحذر الوفد قائلاً: إنه إذا ما استمرت الولايات المتحدة في السير في طريقها هذا، فإن الصين سترد بحزم.
وأضاف الوفد: إن الصين لن تفرض نظامها الديمقراطي وقيمها على دول أخرى، وفي الوقت نفسه، سوف تدافع بحزم عن نظامها السياسي وقيمها، وستعارض أي محاولة لاستخدام قضية حقوق الإنسان كغطاء لمهاجمة وتشويه الصين والتدخل في شؤونها الداخلية.
وقال الوفد في معرض حديثه عن العلاقات الصينية – الأميركية بعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: إنه «في السنوات القليلة الماضية، أضرت سياسات الإدارة الأميركية السابقة، المعيبة للغاية والمعادية للصين، بشكل خطير بمصالح الصين والعلاقات الصينية – الأميركية، وقد اضطرت الصين إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والضرورية لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية».
وأضاف في بيانه: إنه خلال السنوات الماضية، وبسبب التضييق الذي لا أساس له على الحقوق والمصالح المشروعة للصين، واجهت العلاقات بين بكين وواشنطن صعوبات غير مسبوقة، وأضر هذا الوضع بمصالح شعبي البلدين وبالاستقرار والتنمية في العالم.
وأعرب الوفد عن استعداد الصين للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التواصل الإستراتيجي، ودعم التعاون المتبادل المنفعة، وإدارة الخلافات بطريقة مناسبة ودفع العلاقات الثنائية قدماً على مسار التنمية السليمة والمستقرة، بهدف خلق منافع لشعبي البلدين وتعزيز السلام والرخاء الدائمين في العالم.
وأضاف: إن الصين ليس لديها نية للتدخل في نظام الولايات المتحدة السياسي أو تحدي مكانتها ونفوذها أو الحلول محلها، واستطرد أنه في الوقت نفسه، يجب أن يكون لدى الجانب الأميركي وجهة نظر صحيحة عن النظام السياسي للصين وطريق التنمية الخاص بها وسياسات ومبادئ الصين الأساسية ونفوذها في العالم.
وصرح عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب، يانغ جيه تشي، في وقت سابق، أن الحوار الإستراتيجي الرفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة كان صريحاً وبناء ومفيداً، رغم أنه لا تزال هناك بعض الخلافات المهمة بين الجانبين.
وأكد يانغ أن الصين ستحمي بحزم سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، ولا يمكن إيقاف تنمية الصين ونموها.
وجرى الحوار الإستراتيجي الصيني الأميركي بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، ومستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان، وكذلك يانغ جيتشي رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، في أنكوراج بولاية ألاسكا.