سورية وسلطنة عمان تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والمتغيرات في المنطقة والعالم … المقداد: السوريون يواصلون صمودهم وحفاظهم على أرضهم وثوابتهم … البو سعيدي: حل الأزمة بيدهم وحدهم والحفاظ على موقع سورية عربياً
| وكالات
بحثت سورية وسلطنة عمان، أمس، سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور وتبادل الرؤى بين البلدين حول أهم القضايا والمتغيرات في المنطقة والعالم، وأكدت مسقط ثبات موقفها تجاه سورية وأهمية الحفاظ على موقعها المهم عربياً ودولياً ووحدة وسيادة وسلامة أراضيها وأن يكون حل الأزمة فيها بيد السوريين وحدهم.
وذكرت وكالة «سانا»، أن وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحث خلال زيارته إلى سلطنة عمان مع وزير الخارجية العماني بدر البو سعيدي سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور وتبادل الرؤى حول أهم القضايا والمتغيرات في المنطقة والعالم.
وأكد البو سعيدي في جلسة خاصة مع المقداد ثبات موقف سلطنة عمان تجاه سورية وأهمية الحفاظ على موقع سورية المهم عربياً ودولياً ووحدة وسيادة وسلامة أراضيها وأن يكون حل الأزمة في سورية بيد السوريين وحدهم.
ووصل وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق له إلى سلطنة عمان ليل الجمعة في زيارة تستغرق عدة أيام.
وكان في استقبال المقداد السفير خالد بن سعيد الجرادي رئيس دائرة التجمعات الاقتصادية ومجموعات الحوار، المكلف بتسيير أعمال رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية العمانية والوزير المفوض محمود بن خميس الهنائي المكلف بتسيير أعمال المشرق العربي في وزارة الخارجية، وسفير سورية في مسقط بسام الخطيب وأعضاء السفارة.
وسلطنة عمان هي أول دولة عربية وخليجية تعيد سفيرها إلى دمشق، في تشرين الأول الماضي، بعدما كانت خفضت تمثيلها في سورية عام 2012.
وفي وقت سابق من يوم أمس، استهل المقداد نشاطاته في السلطنة بزيارة المتحف الوطني العماني حيث تفقد مخطوطة «كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد» للملاح العماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي والمعار من مكتبة الأسد بالجمهورية العربية السورية إلى المتحف الوطني في مسقط، حيث سبق أن أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً بإعارة المخطوطة إلى سلطنة عمان حيث جرى ترميمها وإعادتها إلى حالة جيدة ليتم عرضها للجمهور.
كما تفقد المقداد والوفد المرافق مجموعة اللقى والقطع الأثرية التي سبق أن طالتها يد الإرهاب والتخريب وتم ترميمها في السلطنة تمهيداً لإقامة معرض ثقافي للآثار والمخطوطات السورية فيها لاحقاً.
ونوه وزير الخارجية والمغتربين خلال زيارته بالتعاون القائم بين المتحف الوطني العماني والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، مؤكداً أهمية استمرار التعاون الثنائي في المجال الثقافي بين البلدين الشقيقين، لافتاً إلى أن نجاح الدبلوماسية الثقافية هو تجسيد لعمق العلاقة التاريخية الأخوية بين الشعبين العماني والسوري.
بدورها ذكرت وكالة الأنباء العمانية، أنه تم خلال الزيارة للمتحف الوطني الاطلاع على المقتنيات الأثرية السورية والقطع التدمرية التي تم حفظها وصونها من قِبل المختصين بالمتحف الوطني العماني، حيث تم ترميم 131 قطعة أثرية سورية تأثرت خلال سنوات الأزمة، و9 قطع تدمرية جارٍ التنسيق لترميمها مع متحف الأرميتاج.
والتقى المقداد بعد ذلك مجموعة من الشخصيات العمانية السياسية والدبلوماسية والإعلامية في جلسة حوارية تناولت أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعد الثنائية والإقليمية والدولية وأجاب خلالها المقداد عن التساؤلات والطروحات التي عرضها الحاضرون، مبيناً خلفية المؤامرة التي جرى تخطيطها ضد سورية وتمكن السوريون من الوقوف بوجهها ومواصلة صمودهم وحفاظهم على أرضهم وثوابتهم، وأكد الحاضرون أن موقف سلطنة عمان الرسمي والشعبي ثابت تجاه سورية ودعمها في الأزمة التي تمر بها.
حضر الفعاليات نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري والسفير الخطيب ومدير إدارة المكتب الخاص لوزير الخارجية والمغتربين عبد اللـه حلاق.
وتلقى المقداد عقب تسلمه مهامه كوزير للخارجية والمغتربين في 22 تشرين الثاني الماضي خلفاً لنائب رئيس مجلس الوزراء- وزير الخارجية والمغتربين الراحل وليد المعلم، اتصالاً هاتفياً في 3 كانون الأول الماضي من نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي هنأه فيه بتعيينه وزيراً للخارجية والمغتربين وتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة.
كما بحثا سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تحسين الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية ومعالجة الواقع الصعب الذي تعيشه دول المنطقة بشكل عام.
واتفق المقداد والبوسعيدي على استمرار التواصل لبذل الجهود المشتركة من أجل التغلب على هذه الصعوبات وحل المشكلات القائمة في المنطقة لما فيه خير الدول العربية وتقدمها في مختلف المجالات.
وأشارت الوكالة العمانية إلى أنه وفي إطار التعاون الثقافي والمتحفي بين البلدين الشقيقين سورية وسلطنة عمان، وقّع المتحف الوطني العماني في عام 2019 مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي والمتحفي، واتفاقية حفظ وصون اللقى السورية المتضررة خلال سنوات الأزمة، بما فيها عدد من القطع ذات المدلول والبُعد التاريخي والجمالي الخاص من مدينة تدمر الأثرية.
وأكدت الوكالة أن هذه الشواهد الأثرية تجسّد التاريخ الإنساني والإرث الحضاري ليس لسورية فحسب، وإنما للإنسانية جمعاء، مشيرة إلى تنظيم معرض مؤقت في المتحف الوطني العماني بعد إتمام عمليات الترميم، لتعزيز التعاون المشترك في المجالين الثقافي والمتحفي مع الدول الشقيقة والصديقة وفق الأهداف المرسومة التي من أجلها تأسس المتحف الوطني، حيث يجري التنسيق بشأن تبادل المعارض والمعروضات، وتبادل الخبرات المتحفية، وتقديم الدعم في مجال الحفظ والصون، وإدارة المقتنيات.
وشارك المتحف الوطني العماني في تشرين الثاني 2019 في يوم الثقافة في سورية، حيث تم عقد جولة مباحثات ذات طابع فني بمقر المتحف الوطني في دمشق؛ لمناقشة الجوانب الفنية والتنظيمية المتعلقة بحفظ وصون القطع المتحفية السورية المتضررة.
وزار المقداد إيران في السابع من شهر كانون الأول الماضي في أول زيارة خارجية له بعد تسلم مهامه، حيث التقى كبار المسؤولين الإيرانيين.
وفي 17 من شهر كانون الأول الماضي زار المقداد أيضاً روسيا الاتحادية.