اقتصاد

توفر الكسبة يعطي بارقة أمل في خفض أسعار المنتجات الحيوانية

| الوطن

آثار عميقة تركتها تداعيات الأزمة السورية على قطاع الثروة الحيوانية، حيث قامت العصابات الإرهابية بتهريب أعداد كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز وغيرها بطرق غير شرعية إلى خارج الحدود، ولعل العنوان الأبرز هو تدمير البنى التحتية لتوفير مقومات حياة تلك الثروة وأهمها موارد الأعلاف حيث قام الإرهابيون بتدمير مصانع استخلاص الزيوت من البذور الزيتية التي يتخلف عنها الإكساب ( كسبة بذر القطن – كسبة فول الصويا – كسبة الفول السوداني – كسبة عباد الشمس) التي تعتبر من أهم مكونات أعلاف المجترات والدواجن، كما قامت بتخريب منشآت طحن الحبوب التي ينتج عنها مادة ( نخالة القمح) فضلاً عن تدمير مستودعات الأعلاف ومصانع ووحدات جرش وخلط الأعلاف في مختلف المحافظات والمناطق والقرى السورية، إضافة إلى منع الحيوانات من ارتياد المراعي الطبيعية وخاصة البادية السورية التي تشكل 55 بالمئة من مساحة البلاد وتوفر نسبة من أعلاف الأغنام والماعز، كما أقدمت العصابات الإرهابية على منع نقل الأعلاف من الموانئ إلى مناطق وجود الثروة الحيوانية في محاولة منها للضغط على المربين لذبح حيواناتهم أو بيعها لعدم توفر الأعلاف لها حسبما قاله «خبير في الشأن الحيواني ومستشار لدى غرفة زراعة دمشق».
وأضاف: هذه الوقائع خلقت فجوة كبيرة في أسواق المواد العلفية، وساهمت برفع أسعار الأعلاف إلى أرقام غير معقولة جعلت كثير من المربين عاجزين عن تأمين حاجة حيواناتهم من الأعلاف».
وتأتي موافقة رئاسة مجلس الوزراء على السماح باستيراد كسبة القطن خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة النقص الحاد في المواد العلفية المنتجة محلياً ورغم أن كسبة القطن تستخدم تقليدياً في تغذية المجترات إلا أن توفرها يساهم بخفض الضغط عن الأعلاف المشتركة بين المجترات والدواجن مثل حبوب الذرة الصفراء وكسبة حبوب فول الصويا وهذا يعطي بارقة أمل في خفض أسعار المنتجات الحيوانية إذا تم بيع كسبة القطن بأسعار معقولة للمربين.
وأشار إلى عدم حصول تراجعات في أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة وبقاء أسعار المبيع للمستهلك على حالها من الارتفاع الحاصل. إذ تسجل بورصات المبيع للمستهلك ارتفاعات حادة كل يوم حيث يباع كيلو صدر الفروج بـ 8 آلاف ليرة والدبوس بـ6 آلاف ليرة للكيلو، وطالت الارتفاعات أسعار مبيع الفروج المشوي والبروستد ليتجاوز الـ 22 ألف للفروج الواحد.
وقال المواطن عبد الكريم حمصي: إنه في ظل أسعار كهذه لم يعد بمقدور رب الأسرة شراء مادة الفروج، اشتريت قطعتين فقط تجاوز سعرهما 7 آلاف ليرة، وهذا يشكل إلى فاتورة استهلاك الغذاء لدي عبئاً كبيراً.
وكانت المؤسسة العامة للأعلاف قد بينت أنه تم توزيع 29700 طن من المواد العلفية لمربي الدواجن منذ بداية العام وحتى نهاية شهر شباط الماضي، منها 26 ألف طن ذرة صفراء و3700 طن كسبة فول صويا، وأن الكميات الموزعة خلال هذين الشهرين أكثر من ضعف الكميات الموزعة خلال العام الماضي بأكمله التي تبلغ 13300 طن منها 11 ألف ذرة صفراء و2300 طن كسبة فول صويا. وتوقعت أن تصب الكميات الموزعة على المربين في خانة الانفراجات وتخفيف حالة النقص الحاصلة وتعيد وتائر التربية من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن