رياضة

وفاء..

| مالك حمود

بعيداً عن الضوضاء الإيجابية التي راحت تعيشها صالة الفيحاء الفرعية بملعبيها المتوازيين وهي تستضيف منافسات دورة المرحوم شيخ مدربي السلة السورية راتب الشيخ نجيب التي نجحت مؤخراً باستقطاب فرق الأشبال والشبلات من دمشق وريفها والقنيطرة.
إلا أن العبرة الحقيقية في هذه الدورة نجدها في الفكرة بحد ذاتها.. لتعكس أهمية مبادرة اللجنة الفنية لكرة السلة في دمشق.
والوفاء لمن أفنى ما يزيد عن نصف قرن من عمره في ملاعب كرة السلة لاعباً ومدرباً ومربياً وأباً وأخاً كبيراً لمختلف اللاعبين ليس على مستوى نادي الوحدة فحسب وإنما على مستوى سورية وحتى الوطن العربي.
كم تمنينا لو بدأت المبادرة من النادي الذي عاش فيه المدرب الراحل وأفنى فيه سني عمره لاعباً ومدرباً ومشرفاً وكبيراً ومرجعاً.
ألا تستحق تلك السنوات الطويلة من العطاء والإخلاص والانتماء مبادرة حب ووفاء؟!
راتب الشيخ نجيب الذي ربى أجيالاً متعاقبة بكرة السلة ومنهم من صاروا نجوماً كباراً.
ومنهم من باتوا مدربين وعلى مستوى.
ومنهم من أصبحوا قادة في الرياضة.. واليوم يرحل عن ناديه بصمت؟!
ما فعله الكابتن راتب سيبقى راسخاً في السيرة الذاتية لكرة السلة السورية.
وستبقى بصماته محفورة في كل شبر من صالات السلة السورية.
وسيبقى أبو وليد تلك المدرسة الكبرى ليس في كرة السلة فقط وإنما في الحياة بأكملها.
رحيل المدرب الوطني راتب الشيخ نجيب يفتح حديث الوفاء المنكسر في رياضتنا، ويعيدنا إلى مرارة واقع المدربين المحليين في رياضتنا، حيث تغيب المؤسسة الرياضية عنه عندما يضطر للغياب عن الملعب.
ونعود للسؤال: متى وأين نجد الضمانات لمدربينا من ظروف الحياة؟ ولو على مستوى صندوق تكافل.. وهو أقل درجات الوفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن