عربي ودولي

لافروف: أميركا تسعى لفرض هيمنتها وانسحابها من الاتفاق النووي خرق للقانون الدولي

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن «انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني دليل على عجزها التام في التفاوض، فضلاً عن كونه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
وخلال مقابلة مع وسائل إعلام صينية نشرتها وزارة الخارجية الروسية على موقعها، قال لافروف إن «الولايات المتحدة من خلال انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني الذي تحاول الآن إحياءه، لم تتوقف تطبيق التزاماتها فحسب وإنما حاولت منع باقي الدول من الامتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وأشار إلى أن «المسؤولين في الدول الغربية اعتبروا بشكل عام خروج الولايات المتحدة من الاتفاق أمراً واقعاً، لكنه في الحقيقة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وكشف العجز الكامل للدولة عن التوصّل إلى الاتفاقات».
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها تسعى إلى فرض إرادتها في كل مكان وعرقلة تشكل عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب، كما تسعى إلى الحفاظ على هيمنتها في الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية بأي ثمن.
وفي سياق حديثه، دعا لافروف إلى «استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار الأميركي في التسويات المتبادلة بين الدول لخفض مخاطر العقوبات الأميركية»، واعتبر أنه «للتقليل من مخاطر العقوبات فنحن بحاجة لتعزيز استقلالنا التكنولوجي».
ورأى أن «هذا يأتي من خلال التحوّل إلى استخدام العملات الوطنية العالمية، كبديل للدولار في التسويات المتبادلة»، مشدداً على ضرورة «الابتعاد عن استخدام أنظمة الدفع الدولية التي يتحكم فيها الغرب».
على خط مواز، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لعدم قبول واشنطن عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء حوار مفتوح بينه وبين نظيره الأميركي جو بايدن.
وجاء في بيان أصدرته الوزارة أمس الإثنين: «من دواعي الأسف أن الجانب الأميركي لم يتجاوب مع عرض الرئيس بوتين إجراء محادثة مفتوحة عبر نظام الفيديو «كونفرانس« مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، لمناقشة المشكلات المتراكمة في العلاقات الثنائية وكذلك الموضوعات المتعلقة بالاستقرار الإستراتيجي».
وتابع البيان: إن الجانب الأميركي أضاع بذلك «فرصة جديدة للبحث عن مخرج من المأزق الذي وقعت فيه العلاقات الروسية الأميركية»، مضيفاً إن «المسؤولية عن ذلك تقع كلياً على الولايات المتحدة».
ويأتي ذلك في ظل حرب تصريحات متبادلة بين البلدين، بعد أن أثار بايدن غضب موسكو بوصفه في مقابلة بثتها شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ«القاتل»، مضيفاً إنه «سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية» الأخيرة، وأشار إلى أن ذلك «سيتحقق قريباً».
بينما رد بوتين على ذلك قائلاً: «ماذا سأجيب عليه؟ أود أن أقول له – كن بصحة جيدة!».
ورداً على تلك التصريحات التي أثارت أصداء واسعة، اقترح بوتين على بايدن إجراء حوار على الهواء مباشرة في أقرب وقت لمواصلة المناقشات بين الطرفين، عوضاً عن «تبادل الانتقادات غيابياً».
على صعيد آخر، أكدت وزارة الصناعة والتجارة الروسية، أمس الإثنين، أن العقوبات الأميركية الجديدة تزيد من كثافة عملية إحلال الواردات في السلاسل التكنولوجية الروسية، ما يؤثر بشكل إيجابي على نشاط الشركات المحلية.
وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي للوزارة في حديث إلى وكالة «سبوتنيك»، إن «دخول العقوبات الأميركية الجديدة حيز التنفيذ لن يؤدي إلا إلى تكثيف عملية إحلال الواردات من سلاسلنا التكنولوجية، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي في نشاط الشركات الصناعية الروسية، إذ تبقى الأموال المخصصة لدفع ثمن الواردات داخل البلاد، حيث تستخدم لدفع رواتب الموظفين وتطوير التقنيات الجديدة والإنتاج».
وأعلنت وزارة التجارة الأميركية في 17 آذار الجاري، أن واشنطن تضيف روسيا إلى قائمة الدول التي يحظر معها تصدير واستيراد الأسلحة تماماً، ودخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم التالي.
ووفقاً لوزارة التجارة الأميركية، تم فرض القيود على الصادرات بمزاعم استخدام روسيا الأسلحة الكيماوية وفي إطار العقوبات المتعلقة بقضية أليكسي نافالني.
في سياق منفصل، أجرت القوات المؤللة وتشكيلات الدبابات في المنطقة العسكرية الشرقية التابعة لمنطقة ما وراء البيكال الروسية، مناورات واجهت المجموعات التكتيكية خلالها بعضها البعض.
كما قام العسكريون بالتدرب على تنفيذ هجوم مضاد بمساعدة المركبات المدرعة الثقيلة وبدعم من مجموعات الطيران.
وقامت أكثر من 20 طائرة ومروحية بإطلاق القنابل والصواريخ ضد أنظمة الدفاع الجوي، ودمرت أهدافاً على الأرض، وجرت التدريبات بقيادة قائد المنطقة العسكرية غينادي جيدكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن