صواريخ «باب الهوى» المجهولة استهدفت سوقاً للنفط السوري المسروق … الطيران الحربي يدمر كهوفاً ومغارات وآليات لدواعش بالبادية
| الوطن-وكالات
واصل الطيران الحربي السوري والروسي، أمس، تكثيف غاراته على مواقع محصّنة لبقايا فلول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية، ودمر كهوفاً ومغارات وآليات لهم، في حين ساد هدوء في منطقة «خفض التصعيد».
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بالصواريخ صباح أمس نقاطاً للإرهابيين في فليفل وبسنقول وأطراف أريحا وسفوهن وكنصفرة وبينين بريف إدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، ليسود بعد ذلك هدوء حذر في سهل الغاب الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي، حيث لم يُشهد أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار حتى ساعة إعداد هذه المادة جراء ضربات الجيش الاستباقية للإرهابيين التي كبدتهم خسائر فادحة.
بالتوازي، أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي استهدف بغاراته المكثفة مقرات للدواعش وعربات ببادية حماة الشرقية، وما بين الرقة ودير الزور، الأمر الذي أدى إلى تكبيد التنظيم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وأشار المصدر، إلى أن ذلك تم بالتزامن مع مواصلة الوحدات المشتركة من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، تمشيط البادية من خلايا التنظيم، من عدة محاور كالمعتاد.
من جهتها، أكدت مصادر إعلامية معارضة أن سلاح الجو الروسي شن نحو 54 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الفائتة، واستهدف خلالها مسلحي تنظيم داعش بريف حماة الشرقي وبادية الرقة وعند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، بالإضافة لبادية الميادين.
وبيّنت المصادر، أن الغارات استهدفت كهوف ومغارات وآليات تابعة لإرهابيي التنظيم، وأسفرت عن مقتل 7 مسلحين منهم، منوهة إلى احتمال أن يكون العدد أكبر من ذلك نظراً لاستهداف كهوف ومغر من الممكن أن يكون مسلحو داعش يتحصنون داخلها، حيث جرى تدمير عدد من تلك المغر والكهوف بالإضافة لآلياتهم.
في الأثناء، قالت مصادر محلية في إدلب لوكالة «سبوتنيك» الروسية: إن «النيران الضخمة التي اندلعت بالقرب من مدينة سرمدا على الحدود السورية- التركية شمال محافظة إدلب، جاءت على إثر سقوط صواريخ مجهولة المصدر، استهدفت سوقاً للنفط السوري المسروق، يسيطر عليه إرهابيو «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة».
وأكدت المصادر أن «الموقع المستهدف يقع بين منطقة سرمدا ومعبر «باب الهوى» الحدودي شمال إدلب، ويعتبر مكاناً لتجمع ناقلات النفط التي تقوم بتهريب النفط المسروق من الآبار التي يسيطر عليها الجيش الأميركي شمال شرق سورية، باتجاه منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي، عبر وسطاء ما بين ميليشيات «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي وإرهابيي «هيئة تحرير الشام».
وأضافت المصادر: إن صواريخ شديدة الانفجار، سقطت مساء أول من أمس في مرآب لتجمع صهاريج النفط المسروق، ما أسفر عن اندلاع حرائق ضخمة في الموقع جراء احتراق العشرات من الصهاريج المحملة بالنفط المسروق.
يأتي ذلك في وقت أقر فيه «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي، والذي تقوده قوات الاحتلال الأميركي، بأن الهدف من وجوده في سورية هو الضغط على دمشق خلال الحوار السياسي للدفع بما سماه «حلاً مقبولاً لسورية ككل».
ووصف قائد «قوات التحالف الدولي»، الجنرال بول كالفيرت، وجود قوات الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية بأنه طريقة للحفاظ على الوضع الراهن، إلى حين الوصول لتسوية سياسية، وفقًا لتقرير نشره موقع «ديفينس ون» المتخصص بالشؤون العسكرية.
وقال كالفيرت، حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة: «طالما أننا نستطيع الحفاظ على الوضع الراهن في الشمال الشرقي، فإن ذلك يمنحنا الفرصة من خلال الحوار السياسي مع جميع اللاعبين لدفع حل مقبول لسورية ككل»، مشيراً إلى أن «مستوى التعقيد في سورية هائل».
وبيّن الموقع، أن الكثيرين، بما فيهم كالفيرت، يرون أن وجود الاحتلال الأميركي في سورية يعد بمثابة «ثقل إستراتيجي موازن» للنفوذ الروسي والإيراني في المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن بعض البنى التحتية البترولية التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تقع في طريق دوريات الاحتلال الأميركي، ولذلك فهي متداخلة في حماية أمن المنطقة الأوسع.