سورية

تصاعد التوتر على خط علاقة بكين بالغرب.. تبادل العقوبات يجّر استدعاء السفراء … لافروف: لايمكن أن تكون لطيفاً بالقوة وإدارة شؤون العالم لا تتم بالإنذارات

| وكالات

تزامنت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الصين التي عكست أجواء من التوافق الروسي الصيني على كل الصعد، مع ازدياد حدة التوتر بين الصين والغرب، الذي ترجم من خلال تبادل فرض العقوبات واستدعاء للسفراء.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، في مدينة غويلين الصينية، إن روسيا والصين تلاحظان تصرفات الولايات المتحدة التي تهدف إلى تقويض البنية القانونية الدولية بالاعتماد على التحالفات العسكرية السياسية.
وأضاف لافروف إن روسيا والصين ستبذلان قصارى جهدهما لتأمين وحماية علاقاتهما المالية والتجارية من تهديدات الدول غير الصديقة لهما، مشيراً إلى أنه «لا يمكن إدارة الشؤون في العالم عن طريق الإنذارات، وعن طريق العقوبات، وإجبار الدول الأخرى على التصرف وفقا لما ينتظرونه منهم».
وأضاف قائلاً: لدينا مثل شائع وهو «لا يمكنك أن تكون لطيفاً بالقوة» وأميركا لم تتعلم منه وتتصرّف بشكلٍ مغاير.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أول من أمس، عن وصول لافروف إلى مدينة قويلين الصينية، في زيارة سيناقش خلالها مع نظيره الصيني وانغ يي تنسيق العمل المشترك بين البلدين.
وأشار بيان الوزارة إلى أنه «من المقرر أن يجري لافروف محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي حول مسائل تتعلق بالتنسيق الإستراتيجي بين البلدين وتنظيم الاتصالات على أعلى المستويات».
وأضاف البيان: «سيبحث الوزيران عدداً من جوانب تنسيق إجراءات البلدين في مواجهة وباء كورونا، وسبل التغلب على الصعوبات التي يسببها، وكذلك فرض القيود لمكافحة انتشار العدوى».
وشددت الخارجية الروسية في بيانها، على أن «البلدين يلتزمان بمواقف قريبة أو متطابقة من حل معظم القضايا العالمية، وهما مصممان على مواصلة التنسيق الوثيق لإجراءاتهما في السياسة الخارجية».
على خط مواز، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أمس الثلاثاء، السفيرة البريطانية في بكين، كارولين ويلسون، وقدم لها احتجاجاً على العقوبات التي فرضتها بريطانيا على الصين، بخصوص إقليم شينجيانغ.
وأفادت وكالة «شينخوا» إن تشين أعرب نيابة عن الحكومة الصينية عن «إدانته الشديدة للعقوبات الأحادية الجانب التي يفرضها الجانب البريطاني بذريعة ما يسمى قضايا حقوق الإنسان في شينجيانغ».
وأكد أن الحكومة الصينية «لا تتزعزع في تصميمها على حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وستقوم برد ضروري ومشروع على فعل بريطانيا الخاطئ».
وكانت الخارجية الصينية استدعت في وقت سابق أمس سفير الاتحاد الأوروبي لديها، نيكولا شابوي، لتقديم «احتجاج قوي» على العقوبات التي فرضها الاتحاد على مسؤولين صينيين، بحجة انتهاك حقوق الإنسان في الإقليم.
من جانبها، استدعت العاصمة الألمانية برلين، أمس الثلاثاء، السفير الصيني لإجراء محادثات طارئة بعد العقوبات الصينية.
كما استدعت فرنسا أول من أمس السفير الصيني لدى باريس للشأن ذاته، ولاسيما أن العقوبات الصينية طالت النائب الفرنسي بالبرلمان الأوروبي رفائيل جلوكسمان.
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا أول من أمس عقوبات على الصين، بمزاعم انتهاك حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ الذي يقطنه المسلمون الإيغور.
وردت الصين على ذلك الإجراء من خلال إعلانها فرض عقوبات على 10 أوروبيين بينهم برلمانيون وأربعة كيانات.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان لها: إن خطوة فرض عقوبات على بكين «تقوم فقط على الأكاذيب والتضليل والاستخفاف والحقائق المشوهة»، معتبرة أن هذه الخطوة بمنزلة تدخل سافر في الشؤون الداخلية للبلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن