في تتمة الجولة الأولى وبداية الثانية لتصفيات أوروبا – قطر 2022 … مواجهات سهلة لإنكلترا وإسبانيا وصعبة للبرتغال وبلجيكا
| خالد عرنوس
انطلقت أمس رحلة التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 وتستمر على مدار أسبوع كامل وتستكمل اليوم منافسات الجولة الأولى على أن تقام الجولة الثانية يومي السبت والأحد القادمين، ويكتمل ظهور الكبار اليوم حيث يخوض المنتخب الإنكليزي مواجهة سهلة أمام سان مارينو وكذلك يستقبل اللاروخا الإسباني نظيره اليوناني في مباراة سهلة على الورق، وتصب الترشيحات في كفة المانشافت الألماني عندما يستضيف الآيسلندي، ومثله الآتزوري الإيطالي عندما يلتقي الإيرلندي الشمالي.
وفي أبرز مواجهات أول أيام الجولة الثانية يصطدم المنتخب البرتغالي بنظيره الصربي في قمة المجموعة الأولى نظرياً، أما المنتخب البلجيكي ثالث المونديال الماضي الذي استقبل أمس منتخب ويلز فيرحل نحو براغ لملاقاة المنتخب التشيكي في مباراة قوية، على حين تلعب كرواتيا وهولندا وتركيا مباريات أسهل نسبياً.
ذكريات سيئة وعزيمة كبيرة
يبدأ الآتزوري مشوار العودة إلى المونديال- بعد الغياب القسري الثاني- من لقاء الأخضر الإيرلندي الشمالي حيث الذكريات الأليمة لأول غياب للطليان عن العرس العالمي، ففي عام 1957 أسهمت الخسارة في بلفاست في عدم تأهل بطل العالم مرتين عن نهائيات السويد واليوم يعود أبناء الكالشيو إلى نقطة الصفر موندياليا إنما بعزيمة الكبار الذين يمرضون ولا يموتون كما هو عرف كرة القدم، حيث أعاد الطليان بناء الآتزوري وبفضل المدرب مانشيني استعاد بعضاً من كبريائه ولم يتبق سوى خوض غمار بطولة كبيرة حتى يثبت ذلك على أرض الواقع، فقد سجل الفريق تحت قيادة روبرتو اللاعب الدولي السابق أعلى نسبة انتصارات لمدرب في تاريخه، وهو مرشح لزيادة رصيده المثالي على المستوى الرسمي من خلال التصفيات المونديالية، ولايبدو الضيف الإيرلندي سيقف عائقاً في وجه أبطال العالم 4 مرات، فالفريق الأضعف في بريطانيا ورغم تأهله إلى يورو 2016 للمرة الأولى وخسارته للملحق المونديال عام 2018 إلا أنه يبقى في الصف الثالث إن لم يكن الرابع في القارة العجوز.
تاريخياً تقابل الفريقان في التصفيات العالمية مرتين فتبادلا الفوز في تصفيات 1958 وتواجها مرتين في تصفيات يورو 2012 ففاز الطليان 3/صفر وتعادلا سلباً في بلفاست إضافة إلى 7 مواجهات ودية فاز الآتزوري في 5 منها وساد التعادل مرتين.
مرحلة انعدام وزن
هي ما مرّ بها المانشافت الألماني منذ خسارته في نصف نهائي يورو 2016 فمن نجاح بالتصفيات المونديالية إلى سقوط تاريخي من الدور الأول في النهائيات ثم نتائج مخيبة في دوري الأمم بنسختيها الأولى والثانية وبينهما نجح أبناء يواكيم لوف أقدم مدرب بين أقرانه الأوروبيين بالتأهل إلى نهائيات اليورو حيث ستكون خاتمة رحلته كمدرب لبطل العالم 4 مرات وأوروبا 3 مرات، إلا أنه يتوجب على لوف ولاعبيه افتتاح التصفيات الحالية لمونديال 2022 بالشكل الذي يليق بسمعة وعراقة الكرة الألمانية، حيث يبدأ رحلته في المجموعة العاشرة بأصعب منافسين نظرياً، أولاً الآيسلندي في ديسبورغ ثم الروماني في بوخارست.
وتبدو مهمة رفاق توني كروس (الغائب بفعل الإصابة) سهلة على الورق على الرغم من الصحوة الآيسلندية خلال السنوات الخمس الأخيرة والتي تأهل من خلالها منتخب البراكين إلى يورو 2016 ثم إلى مونديال 2018 للمرة الأولى بتاريخه، فقد تراجع الفريق بعدها وفشل بالتأهل إلى يورو 2020 وفشل بدوري الأمم، وبات يطمح بالعودة من خلال التصفيات الحالية على الرغم من صعوبة المهمة عملياً، اللقاء هو الأول بين ألمانيا وآيسلندا مونديالياً وسبق أن تواجها مرتين في إقصائيات يورو ففاز المانشافت 3/صفر وتعادلا سلباً في تصفيات 2004، وعدا ذلك فاز الألمان في لقاءين وديين آخرين بمجموع 9/1.
حبكة إنريكه
ولن تكون مهمة اللاروخا الإسباني أسهل على مستوى استعادة التوهج على الرغم أنه حضر المونديال على عكس الآتزوري وسار فيه أبعد من المانشافت، لكن سقوطه من الدور الثاني يومها بعدما أخفق في الحفاظ على اللقب الأوروبي قبلها بعامين وكذلك خسارة اللقب العالمي بطريقة مخزية عام 2014 رسمت علامة استفهام كبيرة حول مدى استمرارية لافوريا روخا، وجاءت نتائج دوري الأمم لتزيد الأوجاع، إلا أن المدرب الطموح لويس إنريكه العائد إلى تدريب اللاروخا أثبت أنه بثّ الروح مجدداً في أوصاله عبر طريقته الجديدة بتخليه عن الأسماء الكبيرة في القطبين (الريال والبرشا) وأسس لمرحلة جديدة على طريقة «من كل روض زهرة» حتى إن منتخب الثيران الحمراء ظهر بـ11 لاعباً يتبعون لـ11 نادياً مختلفاً في إحدى المباريات وهو حدث قلما نشاهده ونجحت سياسته تلك في تحقيق نتائج جيدة وهاهو بلغ نهائيات اليورو بـ28 نقطة من 30، وعليه فهو مرشح لبلوغ المونديال عن المجموعة الثانية.
ويبدأ لاعبو إنريكه التصفيات من لقاء بالمتناول أمام ضيفه اليوناني الذي عاد إلى وضعه الطبيعي كفريق عادي بعدما أخفق بالظهور في البطولات الكبرى منذ مونديال 2014 وهو الذي قدم حقبة تاريخية امتدت لعشر سنوات كاملة توج في مطلعها بكأس أوروبا في واحدة من مفاجآت كرة القدم، تاريخياً التقى المنتخبان 6 مرات رسمياً منها مرتان في تصفيات مونديال 1974 ففاز الإسباني مرتين ثم في تصفيات يورو 2004 وتبادلا الفوز كل في ملعب الآخر ثم فاز الإسباني مجدداً في نهائيات تلك النسخة 2/1 وأخيراً في نهائيات يورو 2008 بهدف، إلى جانب 4 مباريات ودية فاز اللاروخا في 3 منها وتعادلا بالرابعة.
مواجهتان قويتان
بغض النظر عما فعله المنتخب البرتغالي أمس أمام أذربيجان فإن الفريق مدعو لخوض أصعب نزالات مجموعته الأولى على أرض بلغراد، حيث يأمل المنتخب الصربي تعويض ما فاته بتصفيات يورو عندما خسر أمام البرتغالي بالذات على أرضه مفوتاً فرصة بلوغ النهائيات، ولم يسبق لوريث يوغسلافيا أن حقق الفوز على نظيره البرتغالي في ست مواجهات رسمية وكلها بتصفيات اليورو فخسر نصفها وتعادلا بالنصف الآخر.
من جهته يواجه المنتخب البلجيكي في المجموعة الخامسة امتحاناً لا يقل صعوبة على أرض نظيره التشيكي على الرغم من تألق الشياطين الحمر في الآونة الأخيرة على عكسي المنتخب التشيكي الذي لا يمكن الوثوق بثبات مستواه، وسبق للبلجيكي الفوز ضمن الملحق المؤهل إلى مونديال 2002 مرتين في المواجهتين الرسميتين بين الفريقين وفاز التشيكي بعدها مرتين ودياً، أما آخر المواجهات فانتهت بلجيكية في الإطار الودي كذلك عام 2017.
الجولة الأولى
– اليوم: بلغاريا × سويسرا، الكيان الصهيوني × الدانمارك (7.00)، إنكلترا × سان مارينو، ألمانيا × آيسلندا، إسبانيا × اليونان، المجر × بولندا، السويد × جورجيا، إيطاليا × إيرلندا الشمالية، اسكتلندا × النمسا، رومانيا × مقدونيا، أندروا × ألبانيا، ليشتنشتاين × أرمينيا، مولدوفا × جزر فارو (9.45).
الجولة الثانية
– السبت: روسيا × سلوفينيا، مونتينيغرو × جبل طارق (4.00)، كرواتيا × قبرص، النرويج × تركيا، بيلاروس × أستونيا، قطر × أذربيجان (7.00)، تشيكيا × بلجيكا، صربيا × البرتغال، هولندا × لاتفيا، سلوفاكيا× مالطا، إيرلندا × لوكسمبورغ (9.45).