شؤون محلية

بعضها حدث بوضح النهار وكيلو النحاس يباع بـ30 ألف ليرة … تزايد سرقة شبكات الكهرباء بأرياف حماة

| حماة- محمد أحمد خبازي

منذ أكثر من 12 يوماً والعديد من أهالي الحيدرية بريف الغاب من دون كهرباء، بسبب سرقة الشبكات وامتناع شركة الكهرباء عن إعادة مدها بين الأعمدة!
وحال أهالي الحيدرية بالغاب كحال غيرهم في المناطق الأخرى بحماة وأريافها التي سرقت شبكاتها الكهربائية من اللصوص ليبيعوا الشبكات النحاسية بـ30 ألف ليرة للكيلو!
وبيّنَ مواطنون لـ«الوطن» أن شركة الكهرباء لا تعيد تمديد الخطوط لأحيائهم إلا إذا دفعوا تكاليفها! وأوضحوا أن تكاليفها مرتفعة ولا قدرة لهم على تحملّها. وقالوا: ما ذنبنا نحن حتى ندفع ثمن إثم لم نرتكبه؟ وهل نستطيع نحن حماية الشبكات بالطرقات العامة؟ ولماذا تغرمنا الكهرباء بما يسرقه اللصوص؟
رئيس قسم الكهرباء بالسقيلبية رشيد العبد اللـه، وردّاً على أسئلة «الوطن» بيَّنَ أنه منذ بداية الشهر الجاري شهدت السقيلبية وعدة مناطق بريف الغاب كالحيدرية ونبع الطيّب وناعور شطحة وعناب والخندق، وعين الكروم أيضاً، نحو 10 عمليات سرقة للشبكات الكهربائية، وبمسافات تعادل نحو 2 طن من الخطوط النحاسية.
وأوضح أنه تم تنظيم ضبوط رسمية بها أصولاً بعد المشاهدة.
وقد بيَّنَ المدير العام لشركة الكهرباء بحماة أحمد اليوسف لـ«الوطن» أن عمليات السرقة للشبكات تستنزف المواد المتوافرة بالمستودعات، والتي هي بالأساس للصيانة وليس لتعويض السرقات لأنها ليست ضمن الخطة.
وأوضح أن وزارة الكهرباء وبتعميم رسمي منذ العام 2013 وجَّهت بتحميل المجتمع المحلي مسؤولية سرقة الشبكات، إذ بإمكانهم الإبلاغ عن السارقين من دون الكشف عن أسماء المبلغين، ويمكنهم الحفاظ على الشبكات التي هي أولاً وأخيراً ملك لهم ولخدمتهم.
ولفت إلى أن الشبكات ببعض المناطق تعرضت للسرقة 7 مرات وأخرى 11 مرة بعد إعادة تأهيلها، ومنها ما سُرق من فوق أسطح الأهالي، وهو ما يشكل استنزافاً لمستودعات الشركة.
وقال: من واجب المجتمع الأهلي التعاون معنا وإبلاغنا أو الجهات المعنية من شرطة وغيرها عن السرقات التي تتم بمناطقهم في حينها، لأن الشبكات الكهربائية وجدت لمدهم بالكهرباء، وهم المستفيدون منها.
وكشف مصدر بالكهرباء فضل عدم ذكر اسمه، أن سرقة الشبكات الكهربائية زادت بالفترة الأخيرة بشكل كبير، وهو ما يجعل تعويضها صعباً للغاية على شركة الكهرباء التي تعاني كمثيلاتها بالقطر، من شح المواد وصعوبة تأمينها وتكاليفها الباهظة.
وأوضح أن كيلو النحاس يباع اليوم بـ30 ألف ليرة وهو غير ثابت فغداً قد يباع بـ40 ألفاً حسب سعر الدولار بالسوق السوداء.
وتعليقاً على السرقات وعدم تجاوب الأهالي بالإبلاغ عن السارقين بمناطقهم، أوضح أن الأهالي يحجمون عن التبليغ على السارقين بقراهم، إما خجلاً منهم، وإما خوفاً من انتقامهم، ففي بعض المناطق حصل تبادل لإطلاق النار بين الأهالي وبعض اللصوص.
ولفت إلى أن بعض السرقات حصلت بوضح النهار وعلى مرأى من الأهالي، وهذا يعني أن الحرامي كان مطمئناً وغير خائف!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن