شؤون محلية

الأوكسجين السوري

| ميسون يوسف

في لحظة دقيقة وحرجة فقدت مستشفيات لبنان مادة الأوكسجين ودخل مئات مرضى الكورونا في غرف العناية الفائقة في دائرة الخطر الشديد، خطر الموت اختناقاً لأن القنوات العادية لإمداد لبنان بالأوكسجين فشلت في تأمين المطلوب وانتاب الرعب والخوف آلاف الأهالي على صحة ذويهم الذين بات الموت يحدق بهم بشكل مؤكد ولم يتبق من مهل للإنقاذ إلا ساعات لا تصل إلى الـ24.
هنا كانت سورية كعادتها دائماً جاهزة للإنقاذ، فما إن تلقت الطلب اللبناني حتى بادرت وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد إلى التلبية واقتسمت مخزونها من الأوكسجين بينها وبين لبنان بشكل لا يؤثر على المرضى السوريين وينقذ المرضى اللبنانيين في المستشفيات، فكان التوجيه الرئاسي السريع «أنقذوا حياة الإخوة في لبنان» بالقدر الذي تعملون فيه للمحافظة على حياة المرضى السوريين.
لقد كانت الاستجابة السورية لهذا الطلب في ظرفه وطبيعته، حلقة أخرى من سلسلة مواقف الدعم والإسناد والإنقاذ التي تبديها سورية حيال لبنان الشقيق الذي حدد الرئيس المؤسس الخالد الذكر حافظ الأسد أن «لبنان وسورية شعب واحد في دولتين»، وأن سورية لا يمكنها أن تفرح ولبنان متألم، وأن سورية مهما كانت الظروف ودرجات الشدة والحصار التي تتعرض له فإن ذلك لا ينسيها ولا يجعلها تتراجع عن التعامل مع لبنان وفقاً للحقيقة التاريخية التي لا يمكن أن يطمسها أحد ولا يمكن أن يعطلها عقوق أو جحود يبديه البعض ممن ارتبط بالخارج وعمل ضد لبنان وسورية على حد سواء.
لقد قدمت سورية بالأمس في تلبيتها الإنقاذية للحاجة اللبنانية نموذجاً آخر من نماذج تعاملها الأخوي والإنساني الصادق مع جارها الشقيق والصديق لبنان ولم تثنها كل أنواع الحصار الذي تتعرض له على يد أميركا وأتباعها الإقليميين والدوليين، وأثبتت أن كل المآسي والكوارث وأعمال التدمير التي تعرضت لها أو أنزلت بها لم تغير في شيء ولم تؤثر على طبيعة تعاملها الأخوي مع لبنان الشقيق، وأضافت إلى مواقفها السامية السابقة موقفاً آخر يؤكد رفعة وسمو سورية في التعامل الأخلاقي والأخوي والإنساني مع الأشقاء، وستبقى سورية محتضنة للبنان بكل قدر مستطاع لأننا شعب واحد من أمة واحدة شاء من شاء وأبى من أبى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن