سورية

اللواء كاربوف لـ«الوطن»: نتمسك بالتسويات والجانب التركي سيشارك في فتح المعابر … دمشق وموسكو: مواصلة الجهود حتى استعادة السيادة على كامل الأراضي السورية

| سيلفا رزوق

أكدت سورية وروسيا، أمس، مواصلة جهودهما المشتركة على طريق استعادة السيادة الكاملة لأراضي الجمهورية العربية السورية، واستمرار بذل الجهود لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة من الإرهاب، وإعادة اللاجئين والمهجرين بعد تأمين مستلزمات العودة الكريمة والآمنة، رغم العوائق التي فرضتها الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة من الغرب.
وخلال مؤتمر صحفي سوري روسي مشترك جرى، أمس، لفت وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف إلى جهود الدولة السورية، بتوجيه الرئيس بشار الأسد لتأمين عودة كريمة للاجئين بعد انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق من أجل عودة المهجرين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء.
وأكد مخلوف، أن الدولة السورية، ماضية في تقديم كل الخدمات اللازمة التي تدعم عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب ولاسيما ما يسمى «قانون قيصر»، ومنع وصول الأدوية والأجهزة الطبية في ظل جائحة «كوفيد 19» واستمرار انتهاكات وجرائم الاحتلالين التركي والأميركي إضافة للاعتداءات الإسرائيلية.
وأشار إلى جملة مراسيم العفو السابقة التي بلغ عددها 20 مرسوماً، ومراسيم السماح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر وإعفاء القروض الطلابية من كل الرسوم والطوابع، معتبراً أن هذه المراسيم تسهم جميعها في تأمين بيئة مستقرة ومحفزة على العلم والدراسة، وعلى تأمين الاستقرار والتنمية وتشجع على عودة اللاجئين وتحفزهم على إقامة مستدامة في وطنهم ومنازلهم.
بدوره، نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري ألكسندر فاديموفيتش كاربوف، أشار إلى أنه يجري يومياً رصد ما بين 25 إلى 30 خرقاً لوقف إطلاق النار أغلبها في محافظة إدلب، من قبل إرهابيي «جبهة النصرة» الإرهابية، معتبراً أنه من الضروري معاقبة المسؤولين عن هذه الخروقات، ومشدداً على أن مثل هذه الأعمال تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في كل سورية، وتعرقل عملية استعادة الحياة السلمية، ومبيناً أن أعمال «النصرة» والمجموعات الإرهابية الأخرى على الأراضي السورية مدعومة بشكل واسع من الخارج.
وأكد كاربوف، مواصلة العمل بشكل نشط لإعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة، مشيراً إلى عودة «2230909» مواطنين سوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة حتى الآن، وذلك رغم ضغط العقوبات الاقتصادية على سورية.
وبيّن نائب رئيس مركز التنسيق الروسي أن لجنة تسوية أوضاع المواطنين السوريين والتي بدأت عملها منذ الأول من كانون الأول الفائت في درعا البلد سوت أوضاع نحو 520 فرداً خلال الربع الأول من هذا العام، فيما بلغ عدد الذين قاموا بتسوية أوضاعهم في محافظة السويداء خلال شهر من بداية عملها بالمحافظة، نحو 2674 من بينهم 1306 من الفارين.
وأضاف: إن «المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية تشهد نشاطاً كبيراً لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الوقت الذي تشهد فيه منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ظروفاً سيئة تمهد لكارثة إنسانية بسبب تزايد أعمال العنف من العصابات الإرهابية بحق المدنيين»، داعياً إلى فتح المعابر الإنسانية لتمكين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين من العبور إلى المناطق الآمنة المحررة من الإرهاب.
وعبّر نائب مركز التنسيق الروسي عن ثقته، بأن الجهود السورية الروسية المشتركة، يمكنها التحرك إلى الأمام في طريق استعادة السيادة الكاملة والحياة السلمية على أراضي الجمهورية العربية السورية.
مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري، اللواء حسن سليمان، أشار إلى أن ما تم تحقيقه بعد عشر سنوات من الحرب على سورية هو في غاية الأهمية لجهة استعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، معتبراً أن سورية بالتعاون مع أصدقائها المخلصين نجحت في تجاوز المرحلة الأصعب من هذه الحرب.
وأشار سليمان إلى أن داعمي الإرهاب من أطراف دولية وإقليمية، لجؤوا إلى فرض العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر على الشعب السوري تحت مسميات عدة بهدف تجويعه وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الكريمة، وهو ما يدل على أن تلك الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تسعى جاهدة لإطالة أمد الحرب على سورية، مؤكداً أن قوات الجيش العربي السوري تواصل بلا هوادة حربها على الإرهاب بالتعاون مع الأصدقاء الروس، كما تواصل وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري عمليات التمشيط للمناطق المحررة من الإرهاب، حيث تقوم بإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي خلفها الإرهابيون في مناطق عدة.
مدير الإدارة السياسية، أكد أن الجيش العربي السوري سيواصل بذل الجهود مع الأصدقاء المخلصين في روسيا الاتحادية، لترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق، وتخليصها من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية إليها، تمهيداً لإعادة الإعمار والنهوض من جديد بسورية واستعادة مكانتها الحضارية والإنسانية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، عبر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء كاربوف عن ثقته بأن الجانب التركي سوف يشارك بإعادة فتح المعابر في منطقتي إدلب وحلب شمال غرب سورية.
وأشار كاربوف في رده على سؤال حول الدور الروسي في مناطق درعا وكذلك الدور الذي قامت به مؤخراً بمنطقة كناكر، إلى أن الدور الروسي في سورية يتمسك دائماً بالتسويات السلمية، فيما يخص هذه المناطق وغيرها، ويمكن من خلال التسمية الرسمية لمركز المصالحة الروسي إدراك بأن هدفه التوصل إلى المصالحة، إضافة إلى النشاطات الإنسانية الأخرى التي يقوم بها هذا المركز، مبيناً أن الأهالي في منطقة كناكر التي قام بزيارتها مؤخراً لا علاقة لهم بأي تصعيد حصل مؤخراً، وأضاف: «نعتقد دائماً أنه عندما تتوافر الإرادة يمكن حل جميع المشاكل بطريقة سلمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن