الأولى

بضغط من روسيا وسكان يرغبون بالانتقال إلى مناطق الدولة … النظام التركي يوافق على افتتاح ثلاثة معابر مع «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو

بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية، توجيهها مقترحاً إلى قوات الاحتلال التركي، لإعادة فتح ممري سراقب وميزناز في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، وممر أبو زيدين في ريف حلب، بهدف إطلاق عمليتي إيصال الشاحنات الإنسانية، وخروج النازحين عبر الممرات، اعتباراً من اليوم الخميس، أعلنت الوزارة أمس عن توصلها إلى اتفاق مع الجانب التركي لإعادة فتح تلك المعابر «لتخفيف صعوبة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا».
وجهزت الحكومة السورية، منذ نحو عام، لوجستياً معبري سراقب وميزناز، بهدف السماح لمدنيي «خفض التصعيد» بالعبور إلى المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرتها، دون أن تتكلل المبادرة بالنجاح بسبب ضغط النظام التركي على مرتزقته للحيلولة دون ذلك بغية تحقيق مكاسب في مفاوضاتها مع روسيا بهذا الخصوص.
ومنذ ٢١ شباط الماضي، فتحت الحكومة السورية من جهة مناطقها الممرات الإنسانية الثلاثة لعبور المدنيين وبمبادرة روسية، منيت بالفشل أيضاً، لتعنت النظام التركي في التخفيف من معاناة المدنيين جراء تدهور الوضع الاقتصادي والرعاية الطبية في «خفض التصعيد».
نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية، والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري ألكسندر كاربوف، قال خلال مؤتمر صحفي عقده أمس: إنه «تم بهدف رفع حالة العزل وعملياً إزالة الحصار الداخلي للمدنيين، واتخاذ قرار لفتح معبري سراقب وميزناز في منطقة إدلب لـ«خفض التصعيد» ومعبر أبو زيدين في منطقة مدينة حلب»، وأضاف كاربوف: «نعتقد أن هذا الإجراء يمثل عرضاً مباشراً لالتزامنا بالتسوية السلمية للأزمة السورية على المجتمعين المحلي والدولي»، مبيناً أن هذه الخطوة ستسهم «في تحسين الأوضاع الاجتماعية وإزالة التوتر في المجتمع بسبب انقطاع الاتصالات العائلية وصعوبة الأحوال المعيشية».
وبينما عبّر كاربوف في ردّه على سؤال لـ«الوطن»، عن ثقته بأن الجانب التركي سوف يشارك بإعادة فتح المعابر في منطقتي إدلب وحلب شمال غرب سورية، تجاهلت وسائل الإعلام التركية الرسمية ذكر التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي، في وقت ذكرت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات الممولة من تركيا في إدلب لـ»الوطن»، أن المعابر غير جاهزة من جهة مناطق هيمنتها لافتتاحها اليوم الخميس، ورجّحت تنفيذ الاتفاق بين الطرفين مطلع الشهر المقبل.
وبيّنت المصادر أن موسكو نجحت في الضغط على أنقرة لفتح المعابر، وخصوصاً مع استهداف الطيران الحربي الروسي وصواريخ قاعدة حميميم البالستية قبل ٣ أيام لأحد معاقل ميليشيات «فيلق الشام» شمال إدلب قرب الحدود التركية، ولسوق المحروقات التابع لـ«جبهة النصرة» في محيط سرمدا، بالإضافة إلى نقاط حراسة تابعة لها على طريق عام باب الهوى- إدلب، الذي تسلكه قوافل إمداد جيش الاحتلال للوصول إلى نقاط مراقبته في عمق محافظة إدلب وريفها الجنوبي.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال التركي في إدلب تخوفت من ردود فعل الأهالي الغاضبين من منعهم من التوجه إلى مناطق الحكومة السورية، ما دفع النظام التركي إلى العدول عن فكرة استمرار احتجازهم في «خفض التصعيد»، وتوقعت عبور مئات الأسر ومئات الطلاب، الراغبين بالتقدم لامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية بموجب منهاج وزارة التربية السورية، في الأيام الأولى لافتتاح المعابر.
وحال النظام التركي مطلع كانون الأول الماضي من دون افتتاح معبر تجاري وإنساني يصل سراقب بمناطق سيطرة «جبهة النصرة» والميليشيات التابعة له، من خلال إقامة سواتر ترابية على الطريق المؤدي إلى بلدة سرمين، وكرّر ذلك في ١٨ نيسان الماضي إثر استكمال الإجراءات اللازمة وحرّض السكان لمنع وضع المعبر في الخدمة، كما منع نهاية نيسان الفائت افتتاح المعبر الذي يصل بلدة ميزناز، ببلدة معارة النعسان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن