أخيراً وبعد طول انتظار وما كنا نراه حلماً بات واقعاً وعادت سلة رجال نادي الفيحاء إلى دوري الأضواء عن جدارة واستحقاق رغم كل المنغصات التي اعترضت الفريق، غير أن القائمين على اللعبة نجحوا في وضع الفريق في قمة الأولويات وقدموا له الكثير فكان الحصاد مثمراً وموازياً لحجم العطاء.
البداية الصحيحة
نجحت الإدارة منذ بداية الدوري في التعاقد مع المدرب الشاب أشرف دركزلي وهو من أبناء النادي، وسبق له أن قاد فرق النادي في السنوات الماضية، ووفرت له كل مقومات التحضير ومنحته كامل الصلاحية في الانتقاء والتعاقد مع من يراه مناسباً لتدعيم صفوف الفريق بأفضل اللاعبين، وقد نجح الدركزلي في خلق توليفة منسجمة بين اللاعبين الشباب والخبرة وعلى مبدأ (جود بالموجود)، وبدأ الخط البياني يتصاعد من حصة لأخرى حتى وصل الفريق إلى جاهزية عالية.
الطريق إلى الأولى
بدأ الفريق مشواره في مرحلة الذهاب بالفوز على نادي جرمانا 90-86، وأتبعه بفوز على نادي السكك 77-69، وعلى حطين 67-59 وعلى محردة 67-55 وخسر آخر مبارياته في مرحلة الذهاب أمام النصر 91-98، وعمد مدرب الفريق خلال استراحة الدوري بين مرحلتي الذهاب والإياب إلى تصحيح أخطاء الفريق التي وقع بها لاعبو الفريق، ودخل مرحلة الإياب بروح معنوية عالية وتصميم أكيد على تحقيق نتائج جيدة وضمان بطاقة التأهل، فكرر فوزه على السكك 80-55، وعلى محردة 91-72 وعلى النصر 108-90 وخسر مباراتين مع جرمانا 76-78 ومع حطين 66-73 وتأهل لدوري الأولى.
أصحاب الإنجاز
مثل سلة الفيحاء هذا الموسم كل من اللاعبين:
الياس سقيفة، أوس الدهان، حمزة الزعيم، محمد ضياء، عبادة أصفري، مؤيد النشوقاتي، مجد السقال، نور الدين السقال، محمود تركماني، عبادة الخطيب، فادي علوش، صفوح غزال، محمود حمود، فاروق الحلبي.
ويدرب الفريق أشرف دركزلي، المعالــج غدير يونس.
تكريم قادم
لا يعرف معنى الفوز والتكريم غير الذي يقف على منصات التتويج، وهذا الإنجاز الذي حققته سلة الفيحاء لابد له من وقفة تكريمية سريعة من الإدارة تقديراً لجهود اللاعبين على ما قدموه خلال مشوار الفريق بالدوري.
معاناة
يعاني نادي الفيحاء بشكل عام ضائقة مالية كبيرة منذ سنوات، وهذا يعود لضعف استثماراته التي لم تتمكن الإدارات المتعاقبة على النادي من استثمارها بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع حجم مساحة النادي وموقعه الإستراتيجي، لذلك لابد من إحداث نقلة نوعية باستثمارات النادي في المرحلة القادمة بعد أن بات مصيرها ضبابياً نتيجة العديد من الأخطاء التي انتهجتها الإدارات السابقة، وهذا التحسن بالوضع الاستثماري في حال نجح سيمنح الإدارة حرية التحرك بشكل أفضل، وسيسهم في دعم مفاصل اللعبة بجميع فرقها، يذكر أن قواعد الفيحاء باتت من أقوى الفرق على صعيد فرق العاصمة بعد النتائج الجيدة.
وماذا بعد
ليست هي المرة الأولى التي تتأهل فيها سلة رجال الفيحاء لدوري الأضواء، وفي كل مرة تكون ضيفاً سريع الرحيل والعودة لمصاف الدرجة الثانية بسبب إهمال الإدارات للعبة، وعدم تأمين أبسط مقومات التألق والتحضير من أجل البقاء بدوري الأضواء، فالفريق كانت تجاربه مع دوري الأولى أشكالاً وألواناً ومني بخسارات مؤلمة كانت كفيلة في إعادته بكل سهولة للثانية، لذلك لابد للإدارة بعد هذا التأهل من إعادة تقييم أوراق اللعبة، وتجديد الثقة بالجهاز الفني ومنحه كامل الصلاحية في انتقاء من يراه مناسباً لتدعيم مراكز الفريق الموسم المقبل، والسعي لتأمين الأجواء التحضيرية المناسبة على أمل تسجيل حضور طيب وتحقيق نتائج جيدة على الأقل بقاء الفريق بالدرجة الأولى.
صالة
يمتلك نادي الفيحاء مساحات استثمارية واسعة لكنها غير مستخدمة، لا بل أصبحت ملاذاً للأتربة والأوساخ، وخاصة أن هناك حجر أساس لبناء صالة تدريبية خاصة بالنادي لكنها ما زالت على حالها منذ سنوات طويلة من دون أن تستكمل، وكأن نادي الفيحاء خارج تغطية القيادات الرياضية المتعاقبة على رياضتنا، والتي لم تعر أدنى درجات الاهتمام بهذه الصالة التي باتت بحاجة لقليل من الرعاية والاهتمام لإعادة بنائها لكونها ستكون نقطة انطلاقة مهمة لسلة الفيحاء بكل فئاتها، وغير ذلك ستبقى سلة الفيحاء أسيرة الهبات والمعونات، ولن يكون أي شيء جديداً على صعيد النتائج الرقمية.