رياضة

خسارة منتخبنا أمام البحرين كشفت الكثير من العيوب … دفاع مهلهل ووسط تائه وهجوم عقيم

| محمود قرقورا

جاءت الطبعة السابعة والعشرون بين منتخبي سورية والبحرين استعداداً لاستكمال التصفيات الآسيوية المونديالية يوم الخميس الفائت في التوقف الدولي الأخير قبل التجمع في الصين خلال حزيران المقبل مخيبة بدرجة كبيرة، فالدفاع كان مفككاً والوسط عاجزاً عن التمويل والربط والهجوم عقيماً، والشكل العام لا يبشر، ولولا الحارس طه موسى الذي بدأ مهزوزاً لكانت الخسارة كارثية.

المباراة انتهت بفوز البحرين بثلاثة أهداف لهدف، وسجل إسماعيل عبد اللطيف للبحرين في الدقيقتين 21 و36 والأول من جزاء واصلاً للهدف 44 في 121 مباراة دولية، ومحمد جاسم مرهون في الدقيقة 67 وهو هدفه الدولي السادس في 16 مباراة، وسجل لمنتخبنا محمد عثمان من ركلة جزاء وهو هدفه الدولي الأول في الظهور السادس عشر.
المباراة كانت الثالثة لمدرب منتخبنا نبيل معلول ولم تأت بجديد، فالتفاؤل معدوم بقادم أفضل، وكل عاقل تابع المباراة أقر بضرورة عودة الخريبين، وهذا ما سيكون في الخطوة القادمة، كما أن عودة أحمد الصالح حتمية لقيادة خط الدفاع الذي بدا عديم الحيلة مفكك الأوصال سهل الاختراق، وربما يكون الشريك الآخر عبد اللـه الشامي، وثبت عدم وجود القائد بأرض الملعب، والافتقار إلى عمر السومة ظهر جلياً بمواجهة منتخب يوازي إمكانياتنا، فكيف الحال بمواجهة منتخبات الصف الأول في القارة؟

بين المحليين والمحترفين

بدأ المعلول بستة محترفين وهم: عمرو ميداني مع الاتحاد السكندري والزج به لم يكن ملائماً، وفارس أرناؤوط الذي أدى مباراة ضعيفة وتسبب بركلة جزاء ولم يكن بالمكان المناسب في الهدفين الآخرين، والمواس الذي أضاع فرصة سهلة، والعثمانان غير المقنعين ولولا ركلة الجزاء لما سجل محمد عثمان في ظهوره الدولي الثالث عشر وهذه نسبة مخجلة للاعب يلعب وراء المهاجمين، وعبد الرحمن بركات الذي خاض المباراة الدولية الأولى وصنع ركلة جزاء وقدم كرة على طبق من ذهب للمواس.

ودخل بديلاً المنتقل للفيصلي الأردني مارديك مردكيان مكان محمد عثمان ولم يكن الوقت كافياً للحكم عليه ودخل ورد السلامة المحترف في السعودية مكان المواس ولم يقدم الإضافة.
ومن المحليين لعب طه موسى الذي حال دون زيادة الغلة البحرينية بتصديه لكرتين من انفراد تام، وهو لا يسأل عن الأهداف الثلاثة.

مؤيد العجان العائد من الإصابة ويوسف محمد قليل الخبرة ومحمد مرمور الذي لعب بغير مركزه المفضل وكامل حميشة.
ودخل مؤمن ناجي مكان العجان ولم يكن على ما يرام، ومحمد عنز مكان كامل حميشة ومحمد ريحانية بدل البركات ومحمد الحلاق الذي ظهر دولياً للمرة الأولى بدل المرمور.

ثلاثية بحرينية أولى

حملت المباراة الرقم 27 بين المنتخبين، وقد سبق لسورية الفوز في 14 مباراة مقابل ثمانية تعادلات والخسارة كانت الخامسة والجديد أن الأشقاء سجلوا بمرمانا ثلاثة أهداف للمرة الأولى لتكون الخسارة الأثقل، وهكذا تكون حصيلة ناخبنا الوطني التونسي نبيل معلول فوز وخسارتين والأهداف 2 لمنتخبنا مقابل أربعة أهداف بمرماه.

عين الوطن

• ظهر المنتخب ضعيف الحيلة في خط الدفاع والشراكة لم تكن على ما يرام بين الميداني الذي فقد مكانه مع فريقه الاتحاد السكندري وفارس أرناؤوط، كما لعب يوسف محمد بغير مركزه، فلدى الإعلان عن التشكيل المسافر خلال المؤتمر الصحفي الأخير لنبيل المعلول ورد اسمه ضمن المدافعين الصريحين، ومع ذلك لم يقم المدرب معلول بتبديل أي من الثلاثي رغم المشكلات الظاهرة، والمدافع الوحيد الذي استبدل هو مؤيد عجان ودخل مكانه مؤمن ناجي الذي يستطيع القيام بالواجبات الهجومية أكثر من الدفاعية وهذا ظهر جلياً، فلم يقدم المطلوب دفاعياً والهدف الثالث جاء من جهته، كما تعرّض منتخبنا لأكثر من غزوة على الجهة اليسرى، فطرح التساؤل كيف تكون خمسة من التبديلات الستة في الوسط والهجوم على حساب تغيير واحد في الدفاع؟

• غاب عمر السومة بسبب الإصابة وعمر خريبين بسبب الإيقاف وعلاء الدالي بسبب إجراءات السفر من الكويت، ورغم غياب هذا الثلاثي إلا أن هداف الدوري الحالي محمود البحر لم يأخذ نصيبه في المشاركة ولو بديلاً، فإذا كانت الظروف مواتية ليلعب ولم يشارك فمتى يكون ضمن خيارات المدرب معلول، وهل تكون مباراة إيران الأرضية الخصبة ليلعب مع أننا نرجح البدء بمارديك مردكيان وإلا فلماذا لم يشارك المردكيان إلا بديلاً متأخراً؟

• لم يستطع المنتخب السوري طوال شوطي المباراة القيام بخمس تمريرات ناجحة في نصف الملعب البحريني، وكثيراً ما كانت ترسل الكرات الطويلة العشوائية التي كان يرحب بها الدفاع البحريني الذي لم يتعرض للضغط، وبدا جلياً غياب خط الوسط ولم نلحظ بناء الهجمة من الخلف إلى الأمام.

• لعب محمد المرمور بغير مركزه المعتاد وراء المهاجم فحدث تداخل في الأدوار بينه وبين محمد عثمان، وما هو مؤكد أن البدائل الستة لم يكونوا أفضل من الأساسيين.

واستغرب المتابعون عدم الزج بعمرو جنيات على الجهة اليمنى وهو الأكثر خبرة في هذا الجانب، فضلاً عن تألقه مع فريقه الكرامة في الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن