شؤون محلية

المازوت بـ١٧٠٠ في السوق السوداء … 3 ساعات كهرباء في حلب يومياً والأمبير بـ6 آلاف ليرة

| حلب- خالد زنكلو

تعيش مدينة حلب تقنيناً كهربائياً بحيث لا يصل عدد ساعات وصل التيار الكهربائي فيها لأكثر من ٣ ساعات موزعة على مدار اليوم، وهي بذلك تقع في أسفل سلم المدن السورية الآمنة في ترتيب عدد ساعات الوصل الكهربائي بذريعة السماح بتشغيل مولدات الأمبير فيها، بخلاف شقيقاتها السوريات، ووصل سعر الأمبير الواحد إلى ٦ آلاف ليرة سورية أخيراً.
يقول حمزة درويش، طالب جامعي، لـ”الوطن”: «علمنا من صاحب المولدة التي نستجر الأمبيرات منها بأنه اعتباراً من مطلع الأسبوع الجاري سيصبح سعر الأمبير الواحد ٦ آلاف ليرة للأسبوع الواحد بدلاً من ٥٥٠٠ ليرة تسعيرته الأسبوع الماضي و٥٠٠٠ ليرة في الأسبوع الذي سبقه، ورد ذلك إلى شح المازوت وارتفاع ثمنه في السوق السوداء إلى ١٧٠٠ ليرة، مضيفاً: كل أسبوع تقريباً هناك رفع لسعر الأمبيرات، إنه أمر لا يطاق في ظل الواقع المعيشي البائس الذي نعيشه».
وحال حي الفرقان، الذي يقع في أحياء غرب المدينة التي «تنعم» بالكهرباء، حال معظم أحياء المدينة ولاسيما الكائنة في الشطر الشرقي من المدينة التي لم تصلها الكهرباء بعد، إذ رفع أصحاب مولدات الأمبير أسعارها تماشياً مع ارتفاع سعر المازوت في السوق الموازية المصدر الوحيد لاستجراره أخيراً بعد توقف المورّد الرئيسي للمادة عن تزويد أصحاب المولدات به في الآونة الأخيرة.
ويطالب محمد قواص، صاحب محل للتمديدات الصحية في حي الزبدية، مجلس مدينة حلب عبر «الوطن» بسحب رخصة تشغيل مولدات الأمبير من أصحابها ومستثمريها مقابل أن تزيد وزارة الكهرباء توريداتها من الطاقة الكهربائية لمحافظة حلب بشكل عادل يوازي عدد سكانها وحصة باقي المحافظات المماثلة لها: «فمن غير المعقول أن أدفع ٩٣٦ ألف ليرة قيمة ٣ أمبيرات سنويا، في حال ثبات سعر الأمبير الواحد عند حدود ٦ آلاف ليرة، وكيف سأتدبر نفقات عائلتي طوال الشهر والسنة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات بشكل جنوني».
اغراء زمار، طالبة في الثالث الثانوي من حي الخالدية، بينت لـ«الوطن» أن ساعات وصل التيار الكهربائي في حارتها لا تتعدى ساعتين يومياً وبمعدل ساعة وصل مقابل ١١ ساعة قطع «هذا إذا لم ينقطع التيار بعد دقائق نتيجة تعطل البوست الكهربائي كعادته نتيجة الحمل الزائد على الشبكة والاستجرار غير المشروع والتعدي الكبير على الشبكة المتضررة وغير المنتظمة أصلا».
وانعكس ذلك على عمل الورش الصناعية والحرفية التي تتخذ من الأحياء الشعبية، وحتى الراقية، موضعا لها: «اضطررنا إلى تخفيض عدد الأمبيرات التي تعمل عليها الورشة إلى النصف وتخفيض الطاقة الإنتاجية لها مع انخفاض عدد ساعات التيار الكهربائي، والتي لا تتعدى الساعة الواحدة نهارا، وعدم قدرتنا على تشغيل المولدة التي تعمل على المازوت بعد اقتراب سعره من ٢٠٠٠ ليرة للتر الواحد»، بحسب قول محمد سفراني صاحب ورشة لصنع الألبسة لـ«الوطن».
وتبلغ حاجة مدينة حلب من الطاقة الكهربائية نحو ٧٠٠ ميغا لا يصل منها سوى ١٨٠ إلى ٢٠٠ ميغا، يخصص ربعها لمدينة الشيخ نجار الصناعية وباقي المناطق الصناعية باستثناء يومي الجمعة والسبت التي يطبق عليها التقنين أو تفصل عنها التغذية الكهربائية لتزويد مدينة حلب بها ولتصل ساعات وصلها إلى نحو ٥ ساعات يومياً.
ويصل عدد أعطال الشبكة الكهربائية أسبوعياً بين ٧٠٠ إلى ٨٠٠ عطل، وتجهد شركة كهرباء حلب عمالها وورشاتها لإصلاحها، ما يدل على حجم الاستجرار الكبير غير المشروع الذي تعاني منه الشبكة وحجم الضغط والحمولة الهائلة التي تتعرض لها عند وصل الكهرباء بعدد ساعاته القليلة وكميته الضئيلة الراهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن