حصلت «الوطن»، على تفاصيل المبادرة التي أطلقتها الصين بخصوص تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمكونة من خمس نقاط، وجاء في مقدمة المبادرة أنه نظراً «لوجود قضايا ساخنة كثيرة ومعقدة في منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها قضايا خطرة تؤثر في الأمن والاستقرار العالميين، يجب على المجتمع الدولي كصاحب مصلحة، القيام بدور إيجابي في تدعيم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق يحرص الجانب الصيني على طرح مبادرته بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
النقطة الأولى في المبادرة تنص على الدعوة إلى الاحترام المتبادل وتعتبر أن الشرق الأوسط يتمتع بنظام سياسي واجتماعي نابع من تاريخ الحضارة الفريدة، فيجب احترام الخصائص والأنماط والطرق للشرق الأوسط، وتغيير العقلية القديمة، وعدم النظر إلى الشرق الأوسط بنظرة المنافسة الجيوسياسية فقط، بل يجب اعتبار دول الشرق الأوسط شركاء للتعاون والتنمية والسلام، ودعم جهود دول الشرق الأوسط لاستكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، ودعم الاعتماد على دول المنطقة وشعوبها لإيجاد حلول سياسية لملفات سورية واليمن وليبيا وغيرها من الملفات الساخنة، وتعزيز الحوار والتواصل بين الحضارات، وتحقيق التعايش السلمي بين جميع الشعوب في الشرق الأوسط، حيث تحرص الصين على مواصلة دورها البنّاء في هذا الصدد.
النقطة الثانية في المبادرة الصينية تدعو إلى الالتزام بالإنصاف والعدالة، وتعتبر أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين أمر يمثل أهم محك للإنصاف والعدالة في الشرق الأوسط، حيث تدعم الصين جهود الوساطة الحثيثة للمجتمع الدولي بغية تحقيق هذا الهدف، وتدعم عقد مؤتمر دولي ذي مصداقية في حالة نضوج الظروف، ويحرص الجانب الصيني على دفع مراجعة القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي أثناء رئاسة الصين للمجلس في شهر أيار القادم، ما يجدد التأكيد على حل الدولتين، وسيواصل الجانب الصيني دعوة الشخصيات المحبة للسلام من الجانبين الفلسطيني «والإسرائيلي»، لإجراء الحوار في الصين، كما يرحب بممثلي المفاوضات من الجانبين لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين.
النقطة الثالثة في المبادرة تدعو إلى تحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، وتعتبر أنه يجب على الأطراف المعنية تقريب المسافة فيما بينها بخطوات ملموسة انطلاقاً من طبيعة تطورات ملف إيران النووي، والبحث في وضع جدول زمني وخريطة طريق لعودة الولايات المتحدة وإيران إلى الوفاء بالتزامات الاتفاق الشامل بشأن ملف إيران النووي.
وتعتبر أن الأولوية القصوى هي أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لرفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على إيران، والاختصاص «طويل الذراع» المفروض على طرف ثالث، وبالمقابل تستأنف إيران الوفاء بالتزاماتها في المجال النووي ما يحقق الحصاد المبكر في الوقت نفسه.
وتؤكد الصين بأنه يجب على المجتمع الدولي دعم جهود دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
النقطة الرابعة في المبادرة الصينية تدعو للعمل معاً على تحقيق الأمن الجماعي، وتؤكد على أن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أمر يتطلب مراعاة الهموم المشروعة لكل الأطراف، ويجب دفع منطقة الخليج لإجراء الحوار والتشاور على قدم المساواة، وتبادل الفهم والمراعاة وتحسين العلاقات فيما بينها، ويجب مكافحة الإرهاب بحسم، ودفع عملية نزع التطرف، وفي هذا السياق تدعو الصين لعقد حوار متعدد الأطراف بشأن أمن منطقة الخليج في الصين، للبحث في آلية بناء الثقة في الشرق الأوسط، بدءاً من مواضيع ضمان أمن المنشآت النفطية والممرات الملاحية، وإقامة منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط بخطوات تدريجية.
النقطة الخامسة في مبادرة الصين تدعو إلى تسريع وتيرة التنمية والتعاون، وتعتبر أن تحقيق الأمن والأمان الدائمين في الشرق الأوسط، يتطلب التنمية والتعاون والترابط، فيجب تضافر الجهود لهزيمة جائحة «كورونا»، وسرعة تحقيق التعافي اقتصادياً واجتماعياً، كما ينبغي مساعدة دول الشرق الأوسط التي تعيش مرحلة ما بعد الصراعات على إعادة الإعمار، ودعم تنويع الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط، ومساعدة دول الشرق الأوسط الأخرى على تحقيق التنمية والنهضة، وفقاً لمواردها وإمكانياتها المتباينة.
تحرص الصين على مواصلة إقامة المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومنتدى أمن الشرق الأوسط، وتعزيز تبادل الخبرات مع دول الشرق الأوسط حول الحكم والإدارة.
وتلفت المبادرة، إلى أن الصين وقّعت على وثائق التعاون لبناء «الحزام والطريق» مع 19 دولة في الشرق الأوسط، وتتعاون بصورة مميزة حالياً مع كل منها، كما تعاونت الصين مع جميع دول الشرق الأوسط في مكافحة جائحة «كورونا»، وتؤكد على أنه في المرحلة المقبلة ستواصل الصين تعميق التعاون مع دول المنطقة في مجال اللقاح، وفقاً لاحتياجاتها والتشاور معها حول التعاون الثلاثي مع الدول الإفريقية في مجال اللقاح، وتعمل الصين حالياً على إقامة معادلة تنموية جديدة، مستعدة لتقاسم فرص السوق الصينية مع دول الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية على تحضير القمة الصينية العربية، والتشارك في بناء الحزام والطريق بجودة عالية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة كما تأمل في التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي في أسرع وقت.