ثقافة وفن

معرض رسالة محبة «6» متميّز بالتجارب والتنوع … عدنان حميدة لـ«الوطـن»: الفنانات من جميع المحافظات وأعمالهنّ فنية واجتماعية وإنسانية

| سوسن صيداوي

بمشاركة تسع فنانات تشكيليات تم افتتاح معرض رسالة محبة (6) في غاليري مصطفى علي وبالتعاون مع مرسم عدنان حميدة APD، المرسم الذي بطبيعته يقدم خدمات فنية للمواهب الشابة والتي منها ما تسعى لصقل الموهبة إلى جانب الدراسة الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة، أو تكون هذه المواهب قد انقطعت عن متابعة الدراسة لسبب من أسباب الحياة، أو منها ما تعتبر بأن التشكيل هو قيمة فنية مضافة إلى جانب دراساتهم المتنوعة.
افتتح المعرض بحضور الشابات الفنانات: أمل البقاعي، ديانا المارديني، راما ظاطا، ربا حسين، رشا الجنن، روان حسين، علا القاسم، لميس كريمو، ناديا داود، وبمجموعة من الأعمال والتي بقرابة الستين لوحة متفاوتة المواضيع والأحجام، ليستمر المعرض حتى الحادي والثلاثين من شهر آذار الحالي، وللمزيد من التفاصيل نتابع معكم.

في الإشراف

بداية أشار الأستاذ والفنان التشكيلي عدنان حميدة إلى أنه تمّ الاتفاق مع مجموعة الفنانات الشابات حول أحجام الأعمال كي يظهر المعرض بطريقة متناسقة ومنسجمة، أما بالنسبة إلى المواضيع والتقنيات تابع قائلاً: «كنا شديدي الحرص على أن تكون كل فنانة مختلفة عن الأخرى من حيث اختيارها للمواضيع التي ستقدمها في اللوحات، وهذا ضروري لكي تكتشف كل واحدة ذاتها، فمثلاً منهنّ من اختارت التجريد، وبالمقابل أخريات ذهبن نحو الطبيعة والتعبيرية والبعض ذهبنّ نحو الانطباعية والذاهبة نحو التجريد، هذا ولكل واحدة منهنّ تقنياتها الخاصة والمتميزة عن الأخرى، ومن جانب آخر أضيف بأن مرسم (APD)- الذي حملت مجموعة الفنانات اسمه- يقدم خدمات فنية لكليات الفنون والمعاهد وكل من يرغب بدراسة الفنون، بمعنى هناك من لم يتابع دراسته بسبب من الأسباب فيأتي إلينا كي نساعده، وأيضاً من الفنانات، مثلاً كل من راما ظاطا وربا حسين هما طالبتان في كلية الحقوق، في حين الفنانة رشا الجنن تدرس في كلية الشريعة، على حين الفنانة علا القاسم هي طالبة في السنة الثالثة في كلية الفنون».

وأيضاً تابع حميدة بأن البعض من الفنانات قدمن عملين بمقاس متر/متر، وأخريات عملاً واحداً بنفس المقاس، إضافة إلى عدة لوحات ولكن بمقاسات وأحجام أصغر، وليصل مجموع كل اللوحات المشاركة بالمعرض قرابة الستين لوحة.

وحول معرض رسالة محبة (6) أضاف: «كان في المعارض السابقة أشخاص مضافون على هذه المجموعة، وانطلاقة معرض رسالة محبة كانت في عام 2015 بأول معرض في محافظة اللاذقية، وهنا أحب أن أشير بأن التنوع بين الفنانات التسع والأشخاص المضافين، هو أحد الأهداف التأسيسية للمجموعة، كونهم يشكلون بمجموعهم النسيج السوري كاملاً كون الفنانات من جميع المحافظات ومتنوعي الثقافات وأعمالهم فنية واجتماعية وإنسانية».

وفي الختام وعن أهمية هذه المعارض الجماعية للشباب السوري الهاوي للفن التشكيلي تابع الأستاذ والفنان التشكيلي عدنان حميدة بأن إقامة الورشات الفنية والتي تجمع المواهب الشابة أمر جداً ضروري ومفيد وممتع لهم، ولهذا هناك وبين الفترة والأخرى ورشات تقام ليتبادل الشباب الخبرات مع بعضهم وكل واحد منهم يغني ما لديه بالتنوع الذي يتم توفيره له من خلال الورشة والتي بنتيجتها يأتي المعرض، «في عام 2017 أقمنا ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام في مصياف، وأحب أن أزف لكم خبرا سعيدا بالنسبة لنا، فلقد تمت دعوتنا لإقامة نفس المعرض رسالة محبة (6) في السويداء وبمشاركة أشخاص مضافين إلى المجموعة، ولهذا سنقيم ورشة عمل تستقبل المواهب ونتهيأ للمعرض القادم والذي سيتم افتتاحه بعد شهر رمضان المبارك».

من المشاركات

توقفنا مع الفنانة التشكيلية علا القاسم وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية الفنون، وشاركت بثلاث لوحات مختلفة الأحجام والمواضيع، ولتفاصيل أكثر تقول: «هذه مشاركتي الأولى بغاليري مصطفى علي مع مجموعة (APD) بإشراف الأستاذ عدنان حميدة، ولكن نحن كمجموعة هذا ليس أول معرض جماعي لنا، فلقد شاركنا في خمسة معارض سابقة وبنفس العنوان (رسالة محبة) في مختلف المحافظات السورية، وفي المعرض الحالي شاركت بأربع لوحات: عمل كبير مقاس متر/متر، وثلاث لوحات صغار مقاس 30/40.

وعن المواضيع التي جسدتها باللوحات، أولاً قمت باللوحة الكبيرة بتصوير فكرة الصراع ما بين البقاء والرحيل، برسم رمز الطير المتطلع دوماً للهجرة وأسفله رسمت العديد من الوجوه والتي تنظر إليه، أما في اللوحات الصغيرة فحاولت تصوير هجرة الأدمغة، أما اللوحتان الأخريان فترمز كل منهما لفكرة صراع الإنسان التاريخي في البقاء على قيد الحياة، برسمي لبعض أشكال الحيوانات الخرافية أو غير المنطقية، وأخيراً أختم بأن المجموعة كاملة تدعو لفكرة التريث قبل الرحيل، لأننا بحاجة للبقاء معاً ونكون أقوياء في المواجهة من أجل البقاء والإعمار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن