اقتصاد

أكلوا حتى الفتات..!

| هني الحمدان

حماية المستهلك أصبحت أولوية، وهذا ما تعمل عليه الجهات المسؤولة، وخاصة بعد إجراءات الحكومة وتدخلاتها لدعم الليرة السورية وإعادة قوتها، بعد ألاعيب مارسها البعض حيال أسعار الصرف، ما رتب حالة غلاء لا توصف. إلا أن التدخل كان عاصفاً، وجاءت النتائج مثمرة، لتسجل الليرة كل يوم مستوى جيداً.
أمر يجب أن يعيه التجار، ويعملوا وفق ما آلت إليه تدخلات الجهات المسؤولة في كبح حالة جنون وهمية، وهنا على «حماية المستهلك» تكثيف خطواتها على أهميتها، والعمل لكشف ممارسات «تجارية» ضميرها غائب وخالية من المبادئ، وتسجيل بصمات إيجابية بوقف بعض حالات الاحتكار والسمسرة والغش في بعض المواد والسلع والتي جعلت حماية المستهلك موضوعاً ملحاً خلال هذه الفترة.
بين الحين والآخر، تكشف لنا «حماية المستهلك» فظاعات ما يفعله البعض من التجار والباعة من أمور يندى لها الجبين خجلاً، جلّها يصب في خانة «النصب وتشليح» المستهلك، وتجدد وعودها بأنها ستحاسب وتضرب بقوة من يتلاعب بالأسعار أو يحتكر أي مادة، وتعمل وفق أنه لو ترك بعض رجال الأعمال والتجار «على حل شعرهم» فسيحاولون خداع الناس وبيعهم أغذية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، وربما إنتاج وتسويق أدوية مغشوشة وفاسدة، وغيرها.
الآن وإزاء جملة الإيجابيات التي عززتها الدولة خلال أيام من التدخل القوي بتعزيز مكانة وقوة الليرة السورية تجاه أسعار الصرف جاء دور بعض التجار ومن يلف لفّهم من المستنفعين والمحتكرين للاستسلام والبدء بإعادة حساباتهم مع فواتيرهم التي سطروها بأسعار كانت كاوية بحق مستهلك تعب من جنون تلك الأسعار. وللأمانة حصلت هناك حالات بأن أقدم البعض على اعتماد قائمة أسعار معتدلة تتناسب مع معدلات الانخفاض، إلا أن هناك فئة من التجار لم يتفاعلوا بالشكل المطلوب، وقسم منهم لا يمارسون التجارة بقدر ما يمارسون الاستغلال لتحقيق أرباح طائلة على حساب المستهلكين من دون أي اعتبار للظروف الاقتصادية أو تقدير للأسباب التي دفعت الدولة لإقرار برامج تهدف لدعم المواطن.
حان الوقت لكي يعي الجميع مسؤولياتهم كما تقتضي الظروف الاقتصادية الصعبة، والاكتفاء بهامش ربح بحدوده الدنيا، فكل الحسابات وضعت لمصلحة المواطن، وليس وفق مصلحة التجار، فكفاهم مشاركة للمستهلك حتى بلقمة عيشه ورغيف خبزه، فهم كادوا لا يتركون له ولو فتاتاً..!
حان الوقت للتفاعل الكامل مع كل نداءات الإدارات المسؤولة التي تعمل ليلاً ونهاراً، لإيجاد مخارج تخفف من شدة ووطأة ظروف اقتصادية حالكة الشدة فرضتها قوى الشر والإثم على شعب مؤمن بقضيته وبناء بلده واقتصاده بسواعد أبنائه.
ستزول الغمّة، وسيعود النمو والعمل والإنتاج، ومن عمل بإخلاص وتشاركية سيشار إليه بالبنان، ورغم كل المواقف السلبية للبعض فإن هناك مبادرات ومواقف تنم عن أنها صادرة عن رجالات دولة بحق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن