سورية

ميليشيات «قسد» تقتحم «مخيم الهول» وتعتقل العشرات بحجة تأييدهم لداعش

| وكالات

بدأت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أمس، حملة أمنية في «مخيم الهول» شرق الحسكة، شملت عشرات الاعتقالات التي طالت نساءً ورجالاً بتهمة الاشتباه بتأييدهم لتنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن مدير ما يسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ومقره بريطانيا، رامي عبد الرحمن أن «أكثر من ثلاثين امرأة ورجلاً يُشتبه بأنهم مؤيدون لداعش اعتقلوا، منذ بدء العملية فجر الأحد».
وأكد مسؤولان إعلاميان تابعان لميليشيات «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي، في تصريح مماثل، بدء «عملية أمنية» ضد من سموهم «الجهاديين» داخل المخيم، بالتعاون مع قوات «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي بحجة محاربة داعش.
وأول من أمس، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن تعزيزات عسكرية كبيرة لما تسمى قوات «الأسايش» الذراع الأمنية لميليشيات «قسد» و«القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب» مدعومة بقوات من «التحالف الدولي»، وصلت إلى «مخيم الهول»، وذلك لتنفيذ حملة مداهمات تستهدف جميع قطاعات المخيم، بحثاً عما سمته «خلايا وأذرع تنظيم داعش في المخيم».
وحذرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور الوضع الأمني في «الهول»، الذي أصبح مدينة خيام حقيقية يعيش فيها ما يقرب من 62 ألف شخص، 93 بالمئة منهم من النساء والأطفال، في شمال شرق سورية حسب «أ ف ب».
وأحصت مصادر إعلامية معارضة نحو أربعين جريمة قتل منذ بداية عام 2021 داخل المخيم الذي يعدّ الأكبر في سورية، والذي يضم عوائل سورية وعراقية إلى جانب عائلات أجنبية أوروبية وآسيوية.
وأشارت أنباء سابقة إلى أن أغلب من يتم قتلهم في المخيم هم من اللاجئين العراقيين المتعاونين مع «قسد» والاحتلال الأميركي.
وشهد المخيم في الأشهر الأخيرة حوادث أمنية أخرى بينها محاولات فرار وهجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين.
ورغم إعلان ميليشيات «قسد» عن انتهاء آخر معاركها ضد تنظيم داعش في بلدة الباغوز جنوب شرق دير الزور في 23 آذار 2019، شنّ مسلحو التنظيم عدة هجمات في الصحراء السورية، مستهدفين قوات الجيش العربي السوري.
يذكر أن قوات الجيش والقوات الروسية الصديقة تشن منذ فترة عملية عسكرية في البادية السورية لتطهيرها من بقايا فلول داعش.
لكن قوات الاحتلال الأميركي تعمل على نقل السجناء من مسلحي داعش المحتجزين لديها إلى قاعدة التنف في جنوب شرق سورية ونقاط انتشارها وذلك لمقاتلة الجيش العربي السوري في البادية الشرقية.
وأشارت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته في شباط الماضي، حسب «أ ف ب»، إلى أن «مخيم الهول» يشهد «حالات تحول نحو التطرّف وتدريب وجمع تمويلات وحثّ على ارتكاب عمليات خارجيّة».
وخلص التقرير إلى أن بعض المحتجزين يرون أن «الهول» آخر بقايا «الخلافة» المزعومة الذي أعلن عنها التنظيم في حزيران 2014.
ولا يزال نحو 43 ألف أجنبي محتجزين لدى ميليشيات «قسد» في شمال شرق سورية، ويتوزع الرجال بين السجون فيما تقبع النساء والأطفال في مخيمات، وفق منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وبين هؤلاء نحو 27500 قاصر أجنبي.
وتطالب الميليشيات الدول المعنية بإعادة النساء والأطفال المتحدرين منها، لكن المسألة تصطدم برفض الرأي العام.
وحسب استطلاع نُشر مطلع عام 2019، فإن ثلثي الفرنسيين لا يريدون إعادة أطفال الدواعش، لاسيما خوفاً من أن يصبحوا بدورهم «جهاديين» في فرنسا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن