ثقافة وفن

أحمد زكي في ذكرى وفاته الـ16 … مسيرة نجاح تغلب عليها سرطان الرئة

| سارة سلامة

منذ أيام وتحديداً في27 آذار مرت الذكرى السنوية الـ16 لوفاة النجم المصري أحمد زكي الذي غاب عن عالمنا في 2005، بعد أن ترك وراءه قرابة 63 فيلماً سينمائياً إلى جانب العديد من الأعمال التلفزيونية ومسرحيتين وهما «العيال كبرت»، و«مدرسة المشاغبين» التي كانت السبب في توتر علاقته بمواطنه عادل إمام بسبب رفضه استكمال الدور إثر بزوغ نجمه السينمائي ما اضطر القائمين على المسرحية للاستعانة بالفنان محمود الجندي بدلاً منه.

نشأته

ولد أحمد زكي عبد الرحمن بمحافظة الشرقية عام 1949، وعاش طفولة صعبة للغاية أثرت في تكوينه، إذ توفي والده قبل أن يتم عامه الأول، واضطرت والدته تحت ضغط الظروف والعادات والتقاليد أن تتزوج رجلاً آخر وتتركه في بيت عائلتها، ولم يرها إلا عندما بلغ 7 سنوات ولم يعش معها، وقيل إنه ظل غاضباً منها حتى وفاته ورفض أن تزوره بالمستشفى في أيامه الأخيرة.

حب حياته

تزوج أحمد زكي مرة واحدة فقط من الفنانة هالة فؤاد رغم وقوعه في الحب مع عدة فنانات منهن نجلاء فتحي ورغدة، وأنجب منها ابنهما الوحيد الراحل «هيثم»، وكشف أحمد زكي في أحد اللقاءات التلفزيونية عن أنها كانت حب حياته وتركه لها كان «غباء» منه لأنه لم يستطع تفهم حبها للفن ورغبتها في العمل، وقام بتقليد شخصية «سي السيد»، وأرغمها على الجلوس في المنزل ولكنها تمردت بعد فترة وقررت العودة للفن ما أغضبه وقرر في لحظة تهور ندم عليها الانفصال عنها.

أول ظهور

كان أول ظهور له في مسرحية حمادة ومها عام 1967 أثناء دراسته في المعهد (وكان يقلد الفنان محمود المليجي)، وكان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم ولدي عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، كان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم شفيقة ومتولي عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة، ويعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري عام 1996، حيث له في القائمة ستة أفلام وهي: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت.

مسيرة نجاح

نجح النجم الراحل في تقديم العديد من الأفلام الناجحة والمتميزة وكان أبرزها «ناصر 56» الذي قدم فيه قصة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي فيلم «أيام السادات» قدم شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات والذي حقق نجاحاً كبيراً، ومنح الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك فريق عمل الفيلم وسام العلوم والفنون من الطبقتين الأولى والثانية.

تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية، وبالتحديد مخرجو الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في البريء والهروب، ومحمد خان في موعد على العشاء، العوامة وأيام السادات وداوود عبد السيد في أرض الخوف، واختاره يوسف شاهين لفيلم إسكندرية… ليه؟ وشريف عرفة في اضحك الصورة تطلع حلوة وتعامل أيضاً مع إيناس الدغيدي في امرأة واحدة لا تكفي وإستاكوزا.

أسرار وخفايا

كان واحداً من الألغاز التي تناولتها وما زالت الفضائيات والصحف العربية عن مدى علاقته بالفنانة رغدة التي كانت ترافقه خلال أيامه الأخيرة بالمستشفى، لكنها أوضحت أنه جمعتهما علاقة حب بالفعل لأن شخصيتيهما كانتا متقاربتين وبينهما «كيمياء» وأنه عرض عليها الزواج بالفعل قبل وفاته خلال وجودها معه بالمستشفى حتى لا يتكلم أحد عنها بسوء لكنها رفضت.

بداية النهاية

أصيب أحمد زكي بسرطان الرئة رغم إقلاعه عن التدخين قبل رحلة المرض بـ6 سنوات، وتوفي في القاهرة يوم 27 آذار 2005 إثر صراع طويل مع المرض، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين به التكتم على الخبر، وحاول المقاومة لعدة أشهر حتى إنه في آخر لقاءاته التلفزيونية سخر من كثرة معاناته من الجلطات والتعب، لافتاً إلى أنه طالب فريق عمل آخر أفلامه «حليم» باستغلال مشاهد مرضه الحقيقية بالفيلم لأنه كان يجسد معاناة ومرض الراحل عبد الحليم حافظ في أيامه الأخيرة.

وحصل زكي على عدة جوائز وتكريمات من بينها مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990 ومهرجان الإسكندرية عام 1989.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن