ثقافة وفن

المعهد العالي يحتفل بيوم المسرح العالمي … خولي لـ«الوطن»: حال المسرح من حال الناس فإن كانوا بخير كان بكل الخير

| وائل العدس

بحضور ورعاية وزيرة الثقافة لبانة مشوح احتفل المعهد العالي للفنون المسرحية بيوم المسرح العالمي بعرض مسرحي منوع في مسرح سعد اللـه ونوس شارك فيه طلاب من أقسام التمثيل والتقنيات المسرحية والرقص والسينوغرافيا والموسيقا، من إخراج حسن دوبا ومساعده علاء زهر الدين والمشرفة على العرض رئيسة قسم التمثيل د. ميسون علي والإشراف العام عميد المعهد د. ماهر خولي.
وخلال هذه الافتتاحية تم افتتاح معرض الكتاب في مكتبة المعهد، إضافة إلى افتتاح معرض طلاب قسم السينوغرافيا.
وألقت الطالبة سيدرا حواصلي كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبتها الفنانة الإنكليزية هيلين ميرين.

تقليد حضاري

الاحتفال بهذا اليوم جاء احتراماً للمسرح الذي يجمع الفنون والثقافات كافة في تقليد حضاري يهدف إلى تعزيز دور المسرح في مجتمعنا الذي يمر بمجموعة من المتغيرات تؤثر بنحو كبير في مستقبل الجيل الشاب، وإيماناً بأن المسرح هو أوكسجين الحب وبصيص الأمل ورمز الحياة والوجود والانتماء إلى العالم المتحضر.

وقدّم طلبة المعهد من السنوات كافة عرضاً مسرحياً لائقاً بالمناسبة تضمن مشاهد تمثيلية وأخرى راقصة.
وأثبت الطلاب أن المسرح حياة فيها من الصخب والتعب والفرح والدموع ما يكفي ليكون العالم أجمل، وبرهنوا للعالم أنه رغم الانكسارات التي اغتالت الإنسان روحاً وجسداً ورغم الخواء والخراب ورغم أنين الخشبة إلا أنهم قادرون على إحياء «أبو الفنون» والعودة إلى ألقه، بالعمل فقط لا بالحلم ولا الرجاء ولا التمني.
ومن المفرح أن نجد هؤلاء المسرحيين الشباب يتصدرون المشهد بإبداعهم ومواهبهم وإصرارهم على تقديم ما هو مميز ومبدع بعرض يستحق التقدير ويبشر بالنجاح والتفوق الجمالي والفني، بروح خلاقة ومتفاعلة مع آفاق مستقبلية سورية.

حال المسرح والناس

وفي كلمته أمام الحضور، تساءل عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور ماهر خولي: هل يسير إلى الأمام غير ملتفت إلى ما يعيقه عن بلوغ رسالته؟ أم يقبع متألماً في الظل والعتمة؟ هل يواجه أم يهادن، هل ينطلق أم ينزوي؟ هل يصرخ أم يصمت؟. هذه نماذج من أسئلة ظل المسرح عبر تاريخ، يطرحها وما يزال.

وأضاف: أحياناً يسلط باللوم على عجزه وتقصيره، وأحياناً يصفق له، لنجاحاته واجتراحاته وبلاغة قوله.
وأكد أن هذا النوَسان في تلقيه نابع من كونه مرتبطاً بالناس بكل ما يمر في نفوسهم من أفراح ومآس، رافضاً أن يكون نُعامياً في مواقفه.

وأشار إلى أن حال المسرح من حال الناس، فإن كانوا بخير، كان بكل الخير، وإن كانوا غير ذلك، كان ذلك، أنه ولاسيما في الشدائد لا يخلع أصحابه، أنه على قلق، كأنه الريح تحته.

وفي تصريحه لـ«الوطن»، قال عميد المعهد ماهر خولي: إن عيد المسرح مناسبة سنوية يحتفل فيها المعهد وكل المؤسسات المسرحية في العالم ببقاء هذا النوع من الفن على قيد الحياة، وعادة ما يكون التحضير بالمعهد قبل شهر على الأقل حيث تتوزع المهام ومشاركات الأقسام.

وأوضح أن الغاية من هذا الاحتفال كما قال الراحل سعد اللـه ونوس «أنا هنا مازلت أتنفس مازلت أحيا» رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يعانيها المسرح ليس في سورية وإنما في العالم أجمع.

وشدد على أن «أبو الفنون» يحتاج إلى الجهود المخلصة ليستمر في العطاء، فهو فن لا تصرف عليه الأموال الباهظة، ويقدم نتاجات عظيمة ورائعة بأقل التكاليف لأن الأرواح هي التي تساهم في بناء صرح هذا الفن المسمى المسرح.

تضافر الجميع

الأستاذ في المعهد ومخرج العرض حسن دوبا قال لـ«الوطن»: بدأنا التحضير متأخرين، ووظفنا طلاب كل سنة وفق مهام معينة وحاولنا تقديمهم بطريقة لائقة.
وأضاف: عيد المسرح هو عيد لكل طلاب وخريجي المعهد وكل مسرحيي سورية والعالم، والمهم من خلال عرض اليوم أن يشعر الطلاب بأهمية هذه الخشبة بهدف تقديم جيل مسرحي للمستقبل، وبالنهاية هذا العيد لنا كخريجين، ولهذا المكان الذي ننتمي له.

وأكد أن تضافر جهود الجميع في المعهد من العميد لرؤساء الأقسام للإدارة والأساتذة المشرفين جعلنا نتجاوز الصعاب، ليكون العرض بمنزلة جهد جماعي وفق رؤيتي كمخرج، ولولا جهود الجميع لما خرجنا بهذا العرض.

وختم بأن الطلاب قدموا ما عليهم وظهروا بشكل جيد، ولو كنا نمتلك وقتاً أكبر لكانت النتائج أفضل، ولكن بشكل عام كان النتاج جيداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن