سورية

ندّد بـ«مؤتمر بروكسل» واعتبره منصة للهجوم على سورية ومحاولة للإساءة لها … صباغ: بعض الدول لا تتطلع إلى عمل إنساني في سورية بل إلى تحقيق أهداف سياسية

| وكالات

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، أمس، أن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتعمد تجاهل الآثار الكارثية للإجراءات القسرية غير الشرعية التي فرضتها على الشعب السوري ما يوضح أنها لا تتطلع إلى عمل إنساني في سورية بل إلى تحقيق أهداف سياسية من خلال توظيف واستغلال الوضع الإنساني فيها، معتبراً أن ما يسمى «مؤتمر بروكسل» الذي انطلق أمس هو مجرد فعالية استعراضية لا فائدة منها في غياب الدولة السورية ومنصة للهجوم على سورية ومحاولة للإساءة لها.
وأشار صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو، حسب وكالة «سانا» إلى أن هذه الدول تواصل استغلال منصة مجلس الأمن لتسييس العمل الإنساني في سورية والترويج لنظرة انتقائية للوضع الإنساني فيها، حيث تركزت بياناتها على ما يخدم أهدافها بما في ذلك سعيها المحموم لتمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود وتعزيزها، موضحاً أنه كان من الأجدى أن تغتنم وفود تلك الدول هذا الاجتماع الرفيع المستوى للتبرؤ من سياساتها الفاشلة خلال الأعوام العشرة الماضية وتغليب الاعتبارات الإنسانية على مصالحها الضيقة.
وقال: كان الأجدى بمجلس الأمن التحدث بصوت واحد ضد كل من يقوم بحرمان السوريين من الحصول على مقدراتهم الاقتصادية التي هم بحاجة ماسة لها ومطالبة الولايات المتحدة بإنهاء احتلالها الأراضي السورية ووقف دعمها الميليشيات الانفصالية ووقف عمليات نهبها الثروات السورية ومطالبة النظام التركي بسحب قواته من الأراضي السورية ووقف دعمه التنظيمات الإرهابية.
وشدّد صباغ على أن العالم بات يدرك اليوم أن هذه البيانات ما هي إلا جزء من حملة لتضليل الرأي العام لإقناعه بأن تلك الدول لا علاقة لها بما وصلت إليه سورية بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية عليها.
وقال: يريدون ممن يستمع لبياناتهم أن يصدّق بأن الإجراءات القسرية الأحادية غير الشرعية التي تفرضها هذه الدول على الشعب السوري وآخرها ما يسمى «قانون قيصر» لا تمثل إرهاباً اقتصادياً وعقاباً جماعياً ولا صلة لها بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها الشعب السوري، وهم يريدون أن نصدّق أن مشروطيتهم لعملية إعادة الإعمار لا تعيق توفير البيئة المؤاتية للعودة الطوعية والكريمة للاجئين والمهجّرين إلى مناطقهم، وأن نصدّق أن ما يسمى «مؤتمر بروكسل» المنعقد اليوم هو محفل لمساعدة السوريين في حين أنه مجرد فعالية استعراضية لا فائدة منها في غياب الدولة السورية ومنصة للهجوم على سورية ومحاولة للإساءة لها.
وأضاف: «كنا نتطلع لأن تكون إحاطة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أكثر توازنا وأن يشير فيها إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها سورية لتسهيل إيصال المساعدات وإلى استهداف التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي حيين في مدينة حلب بقذائف صاروخية تسببت باستشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخرين بجروح بينهم أطفال».
وأوضح صباغ، أن مواقف بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا تساعد بأي حال في تحسين الوضع الإنساني في سورية، لافتاً إلى أن تكريس لغة فرض الإملاءات وتكرار اللاءات ومشروطية إعادة الإعمار وتجاهل الدعوات لرفع الإجراءات القسرية وعرقلة عودة المهجّرين هي كلها عوامل لا تسهم بإرساء الظروف المناسبة لتحقيق الحل السياسي وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.
وجدّد صباغ التأكيد على أن مركز العمل الإنساني في سورية هو دمشق وليس أي مدينة أخرى في دول الجوار أو ما وراءها وهذا أبسط ما يعنيه احترام مبدأ سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها الذي تؤكده جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما يعني ضرورة الانخراط في تعاون بناء وتنسيق فاعل مع الحكومة السورية لتعزيز العمل الإنساني ودعم جهودها وشركائها في تقديم المساعدات الإنسانية وإيصالها لمستحقيها بما يحقق تحسناً نوعياً ملموساً.
وبيّن أن سورية عبرت مراراً وتكراراً عن مشاغلها الجدية حيال آلية إيصال المساعدات عبر الحدود وخاصة لجهة انتهاكها مبدأ سيادة سورية ووحدة أراضيها ولضوابط العمل الإنساني التي أرساها قرار الجمعية العامة رقم 46-182.
وأوضح، أن آلية التوزيع تمثل الجانب الأخطر في عملية إدخال المساعدات عبر الحدود جراء انعدام الشفافية وعدم تحديد هوية الأطراف الثلاثة أو الشركاء الذين يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في مدينة غازي عنتاب إليهم في تقاريره إلى جانب ما أظهرته تجربة السنوات الماضية من استيلاء التنظيمات الإرهابية على الكم الأكبر من المساعدات الإنسانية التي تضعها الأمم المتحدة عند الحدود واستخدامها لتمويل أنشطتها الإرهابية، إضافة إلى أن هذه الآلية أتاحت للنظام التركي حرية الحركة في دعم التنظيمات الإرهابية ومواصلة ممارساته الرامية إلى تغيير الطابع الديموغرافي وفرض إجراءات التتريك والليرة التركية والمناهج الدراسية التركية في المناطق التي يحتلها.
وأشار صباغ إلى أن سورية والتزاماً منها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق بما في ذلك عبر الحدود تشدّد على أهمية الممرات الإنسانية التي يتم فتحها بالتعاون مع الأصدقاء الروس ومنها الممر الذي افتتحته مؤخراً في سراقب، وتدين في الوقت ذاته قيام التنظيمات الإرهابية بمنع أهلنا في إدلب من الخروج عبر تلك الممرات الإنسانية واحتجازهم رهائن ودروعاً بشرية وتعتبر تجاهل بعض الدول المتعمد لهذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني دعماً لاستمرار سيطرة التنظيمات الإرهابية على إدلب.
وأكد أن مناقشات مجلس الأمن لا يمكن أن تحقق تقدماً من خلال البيانات الاستفزازية واستخدام عبارات «غير لائقة ووقحة أحياناً» فالتقدم ممكن فقط من خلال الحوار المنفتح والبناء والقائم على الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء والأخذ بالاعتبار وجهات نظر الدولة المعنية بالمناقشة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن