سورية

السفير ترك آبادي لـ«الوطن»: اتفاق الشراكة مع الصين فيه مصالح مشتركة لإيران ولسورية ولكل الشركاء في المنطقة

| منذر عيد

أعتبر سفير إيران لدى دمشق جواد ترك آبادي، أمس، أن اتفاق الشراكة الإستراتيجية الذي أبرمته إيران والصين، فيه «مصالح مشتركة لإيران ولسورية ولكل شركاء إيران في المنطقة»، على حين شددت فصائل «تحالف المقاومة الفلسطينية» في دمشق على رفضها المشاركة في انتخابات فلسطينية على أساس قاعدة اتفاق أوسلو، لأنها ستشكل غطاء سياسياً لمسار خطير وكبير لعملية سلام ومفاوضات جديدة مع العدو الصهيوني.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الملتقى الشعبي الفلسطيني الذي أقامه «تحالف المقاومة الفلسطينية» في دمشق، تحت عنوان «معاً من أجل حماية القضية من مخاطر التصفية لتعزيز التلاحم الفلسطيني مع محور المقاومة» وصف ترك آبادي اتفاق الشراكة الإستراتيجية الذي وقعته إيران مع الصين السبت الماضي في طهران أثناء زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في، بأنه «مهم جداً»، موضحاً أن الاتفاق يهدف إلى تطوير العلاقات وتمتين التعاون الاقتصادي والشراكة الاقتصادية والتجارية.
وأضاف ترك آبادي: «نحن نرى أن لهذا الاتفاق مصالح مشتركة لنا ولسورية ولكل شركاء إيران في هذه المنطقة»، موضحاً أن «الاتفاق جاء من منطلق إدراك إيران لعمق مكانتها في المنطقة، وهي تريد أن تعطي فرصة جديدة لكل المنطقة من أجل النمو والتقدم».
من جهة ثانية، شدد ترك آبادي على عدم استسلام محور المقاومة، وعلى أنه لا يمكن تهميش القضية الفلسطينية، ما دام هناك شعب وأمة يطالبون بحقهم، مؤكداً أن أرض فلسطين للفلسطينيين، وعودة الحق للشعب الفلسطيني هو الذي سوف يحسم نتيجة الصراع الذي طال بسبب ضخامة المؤامرة والتكالب ضد المنطقة، معتبراً أن انتصار القضية الفلسطينية أمر حتمي وقريب.
من جهته، وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، جدد الأمين العام لـ«جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» خالد عبد المجيد رفضه إجراء انتخابات المجلس التشريعي التي سوف تجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، «لأنها تستند إلى اتفاقية أوسلو التي نقف ضدها»، مشيراً إلى أن «الجبهة» مع انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في داخل الأراضي المحتلة وخارجها بمشاركة كل القوى والفعاليات الفلسطينية.
واعتبر عبد المجيد أن «الانتخابات ستشكل غطاء سياسياً لمسار خطير وكبير لعملية سلام ومفاوضات جديدة مع العدو الصهيوني، وهذه الدعوة ستكون بغطاء بعض الأنظمة العربية»، وأضاف: «لذلك نرفض هذه الانتخابات لأنها تشكل منعطفاً خطيراً بمسار سياسي جديد يحاول النيل من الحقوق الفلسطينية وخاصة حق العودة وتقرير المصير».
على خط مواز، أشار منسق حركة «الجهاد الإسلامي» في سورية إسماعيل السنداوي «أبو مجاهد» إلى أن الحركة أعلنت من القاهرة رفضها المشاركة في الانتخابات الفلسطينية لأنها قائمة على قاعدة أوسلو، وأنها لن تشارك بأي مخرجات لذاك الاتفاق، لأنه «اتفاق تفريطي فرط بحقوق الشعب الفلسطيني، وحق العودة وتنازل عن 82 بالمئة من فلسطين لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي».
وبيّن السنداوي أن الانتخابات لن تنه الانقسام الفلسطيني بل سوف تحدث المزيد منه، معرباً عن شكوكه في أن تتم الانتخابات، لافتاً إلى أن حركة «الجهاد الإسلامي» دعت إلى مشروع وطني فلسطيني، يراعي وحدة الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل وعام 48، ووحدة الأرض الفلسطينية وليس تقسيمها، وأكدت ضرورة أن يكون هناك مشروع وطني فلسطيني، لكن الفصائل المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «حماس» رفضت أن يكون هناك مشروع وطني، ما دعا حركة «الجهاد» إلى إعلان رفضها المشاركة بانتخابات المجلس التشريعي على قاعدة أوسلو.
وفي سياق متصل، بين عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح الانتفاضة» ياسر المصري لـ«الوطن» أن اللقاء يضم جميع أبناء مخيمات الشعب الفلسطيني في سورية، من أجل أن يكون هناك صوت فلسطيني موحد للاجئين الفلسطينيين في سورية، ومن أجل إيصال رسالة للعالم أن اللاجئ الفلسطيني له دور في القضية والمشروع الوطني الفلسطيني، ولا يجوز تهميشه وخاصة فيما يجري من انتخابات، بما يتعلق بالمجلس التشريعي.
وشدد المصري على ضرورة أن يشمل المجلس الوطني الفلسطيني في انتخاباته القادمة اللاجئ الفلسطيني بشكل عام، حيث يوجد ما يقرب من 8 ملايين ونصف المليون لاجئ في الشتات، ولذلك هم معنيون أن يكون لهم صوت على المستوى الفلسطيني، والمخاطر التي تتعرض لها القضية من تصفية لجهة «صفقة القرن» أو ضم الضفة الغربية وغور الأردن، أو فيما يتعلق بالمشروع السياسي برمته، الذي يعد مشروعاً تصفوياً للقضية الفلسطينية.
وقال: «يجب أن يكون هناك انتماء للشعب الفلسطيني نحو المقاومة، فمن دونها لا يمكن تحرير الأرض، وخاصة أن محور المقاومة احتضن ودعم الثورة الفلسطينية بشكل كامل، وعليه يجب أن يكون الانتماء لهذا المحور وليس لأي محور آخر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن