سورية

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الأزمة الاقتصادية والحرب و«كورونا» صنعت أزمة بالغة الخطورة في سورية

| الوطن

اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها سورية وآثار الحرب وجائحة «كوفيد-19»، صنعت أزمة هائلة وبالغة الخطورة في البلاد، داعياً المجتمع الدولي إلى التضافر من أجل إيجاد «نهج جديد» وحلول طويلة المدى للأزمة السورية.
وأفادت نشرة إعلامية للجنة تلقت «الوطن» نسخة منها، بأن تصريحات ماورير، جاءت في ختام زيارة له إلى سورية دامت خمسة أيام، وشملت دمشق وداريا والحسكة و«مخيم الهول».
وقام رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة إلى سورية منتصف الأسبوع الماضي واستقبله خلالها كل من رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس ووزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، كما التقى وزيري الداخلية اللواء محمد الرحمون والصحة حسن الغباش رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأوضحت اللجنة في خبرها أن موضوع «التبعات الاقتصادية الوخيمة للنزاع» شكل أحد محاور التركيز التي تناولتها الزيارة، «فقد ابتلع مستنقع الفقر والجوع ملايين أخرى من السوريين منذ بداية جائحة «كوفيد-19» العام الماضي، ويقدّر أن 60 بالمئة من السكان لا يجدون أو لا يملكون ثمن ما يسد رمقهم، كما أن دمار الخدمات الحيوية أسفر عن حرمان ملايين الناس من المياه النظيفة والكهرباء، هذا فضلاً عن أن نصف المرافق الصحية إما خرجت من الخدمة وإما تعمل بشكل جزئي، وملايين الأطفال غير ملتحقين بمدارس».
ونقلت النشرة عن ماورير قوله في تصريحاته: «نرى تكالباً للمشكلات: مشكلات اقتصادية، وآثار الحرب، وجائحة كوفيد-19، والانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وقد تراكم كل هذا ليصنع أزمة هائلة وبالغة الخطورة في سورية»، لافتاً إلى أن «أكثر من 80 بالمئة من السكان انزلقوا إلى مستنقع الفقر على مدى الأشهر والسنوات القليلة الماضية».
وأضاف ماورير: «نحن هنا لا نتحدث عن انقسام سياسي حول إعادة الإعمار، نحن بحاجة إلى إيجاد حلول عملية لمشكلات المياه والصرف الصحي والتعليم والصحة وإمدادات الكهرباء الأساسية وأبسط مصادر الدخل للناس».
وأشارت اللجنة إلى أن ماورير التقى في زيارته إلى داريا في ريف دمشق مواطنين عادوا بعد سنوات من النزوح، وبدؤوا مشاريع صغيرة بدعم من اللجنة الدولية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
وتحدث ماورير عن النساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل في مخيمات مثل «مخيم الهول» في شمال شرق سورية الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وقال: «هذا مكان لا يجد الأمل فيه فرصة للحياة، نحن أمام إحدى أكبر الأزمات المتعلقة بحماية الأطفال، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، في وقتنا الحاضر».
وأردف قائلاً: «إنه لمن العار أن يسمح المجتمع الدولي باستمرار وجود مثل هذا المكان وهذا الوضع، ليس بسبب الأوضاع الإنسانية العصيّة على الحل، وإنما بسبب الخلافات السياسية التي تمثل حجر عثرة أمام التوصل إلى حل دائم لأولئك الذين تقطعت بهم السبل في شمال شرق سورية».
وناشد ماورير المجتمع الدولي الاصطفاف من أجل إيجاد حلول عملية لرعايا أكثر من 60 بلداً يقطنون «مخيم الهول»، ومنهم عشرات الآلاف من العراقيين والسوريين.
وأشارت اللجنة في النشرة إلى أن ثلثي سكان المخيم المترامي الأطراف البالغ عددهم 62.000 شخص هم من الأطفال، الذين يُتّم كثير منهم أو انفصلوا عن ذويهم، وهم يكبرون ويترعرعون في ظروف قاسية، بل خطرة في كثير من الأحيان.
وحثت اللجنة الدول كافة على تحمل مسؤوليتها تجاه رعاياها القابعين في «مخيم الهول» وبذل كل الجهود الممكنة لإعادتهم إلى أوطانهم، مع مراعاة وحدة العائلات، ودعم إعادة إدماجهم بشكل كامل في مجتمعاتهم بعد عودتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن