عربي ودولي

رام اللـه طالبت بإلزام الاحتلال بوقف انتهاكاته بحق الفلسطينيين … المجلس الوطني: ما يجري في أحياء القدس جريمة بحق الإنسانية

| وكالات

جددت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية المريبة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الخارجية في بيان لها أن الاحتلال يواصل تنفيذ مخططاته الاستعمارية الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة غير آبه بالإدانات الدولية والمطالبات الأممية بوقفها مشيرة إلى أن الاحتلال يصعد عمليات هدم المنازل والمنشآت والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً وخاصة في القدس المحتلة والأغوار الشمالية إضافة إلى تخريب المحاصيل الزراعية واقتلاع الأشجار وهدم آبار المياه وتجريف الأراضي في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وحذرت الخارجية من خطورة التعايش الدولي مع جرائم الاحتلال والتعامل معها كأمر واقع أصبح مألوفاً واعتيادياً لا يستدعي التوقف عنده وإدانته ومواجهته مشيرة إلى أن جرائم الاحتلال تدمر حياة الفلسطينيين ومقومات صمودهم في أرضهم وترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية وتنتهك بشكل فاضح قواعد القانون الدولي العام والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.
في سياق متصل، قال المجلس الوطني الفلسطيني، إن ما يجري في أحياء مدينة القدس المحتلة من الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من إخلاء قسري للبيوت والسيطرة عليها، وهدم البعض منها، وتشريد أصحابها، هو تطهير عرقي وجريمة بحق الإنسانية.
جاء ذلك في رسائل متطابقة أرسلها رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، لعدد من الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية واللاتينية والاتحاد البرلماني الدولي، حيث أطلعها على ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات وجرائم خطيرة تهدد آلاف الفلسطينيين بالتهجير القسري من منازلهم في مدينة القدس المحتلة خاصة في حي الشيخ جراح، وحيي البستان وبطن الهوى في بلدة سلوان، وغيرها.
وأوضح المجلس في رسائله: أن جرائم هدم المنازل الفلسطينية وتشريد سكانها، تُصنّف في إطار جرائم بحق الإنسانية وتحت مسمّى الإبادة الجماعية في حالات معيّنة، ويمكن مماثلتها ببعض جرائم الحرب، وتصنيفها كجريمة بحق الإنسانية بموجب مبادئ وأحكام المحكمة الجنائية الدولية.
وأهاب المجلس بالبرلمانات ورؤسائها عمل كل ما يلزم بالتعاون مع المؤسسات الدولية ذات الصلة، وحكومات بلدانها، لوقف هذه الجرائم، والتدخل لحماية أحياء مدينة القدس خاصة البستان والشيخ جراح من خطر الهدم والإخلاء وتشريد سكانها.
وقال: لا يمكن وقف تلك الجرائم إلا بتفعيل الآليات الدولية القانونية؛ لضمان مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأدواتها الاستيطانية، ومحاسبتها عن انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، ومنع إفلاتها من العقاب، في ظل تكرار وخطورة تلك الانتهاكات.
وحثّ المجلس تلك البرلمانات والاتحادات لبذل الجهود لضمان اتخاذ الإجراءات التي نص عليها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وملاحقة مجرمي الحرب ومعاقبتهم على جرائمهم بحق المدنيين الفلسطينيين العزل.
وأضاف: إن هذه الجرائم تحدث على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 لمحاولة إلغاء الوجود الفلسطيني الأصيل فيها، تنفيذا للمشروع الاستيطاني الاحتلالي، ومنع إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة جغرافياً وعاصمتها مدينة القدس.
وتضمنت رسائل المجلس أعداد المنازل الفلسطينية وأصحابها في حي الشيخ جراح وفي سلوان وأحياء أخرى من المدنية المحتلة، التي يتهددها خطر الهدم الفوري والتهجير القسري لسكانها لإقامة مشاريع استيطانية مكانها، مثل ما يسمى بـ«الحديقة التوراتية» في حي البستان.
وتابع المجلس: إن تلك الجرائم تندرج ضمن تعريف التطهير العرقي، باعتبارها سياسة تستهدف مجموعة عرقية هي الشعب الفلسطيني، وتهجير السكان المدنيين الفلسطينيين من مناطق جغرافية محددة و«تطهيرها» منهم، بأساليب عنيفة وإرهابية وقسرية، وحجزهم في مناطق معزولة أشبه ما تكون بـالمعازل، وإزالتهم، وتهجيرهم وترحيلهم قسراً، وتدمير ممتلكاتهم بشكل متعمَّد.
على خط مواز، حذر مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، أمس الإثنين، من أعمال إرهابية يخطط لها مستوطنون متطرفون من جماعات «تدفيع الثمن»، في محافظة سلفيت.
وقال دغلس لـ«وفا»: هناك خلايا إرهابية للمستوطنين تنشط في محافظة سلفيت بشكل خاص في ريفها الغربي، خاصة بلدات كفر الديك ودير بلوط وبروقين وبديا، مضيفاً: زادت اعتداءات المستوطنين منذ بداية العام وأصبحت يومية، الأمر الذي يستدعي اليقظة والانتباه من أبناء شعبنا في سلفيت وبلداتها، وتشكيل لجان حماية شعبية في كل البلدات والقرى.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة المقتحمين لباحات الأقصى المبارك منذ صباح أمس الإثنين، إلى 274 مستوطناً، بينما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة؛ بسبب «عيد الفصح» اليهودي.
وقال مسؤول العلاقات والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة فراس الدبس إن 250 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات كبيرة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تفرض طوقاً أمنياً مشدداً في محيطه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن