ثقافة وفن

أكبر خصم يواجهه الفنان هو ذاته! … معاذ إدريس لـ«الوطن»: لم يكن باختياري الابتعاد عن وطني.. والمغترب تبقى ذائقته مختلفة

| سارة سلامة

بعد أن حصل على جائزة برنامج (أجمل صوت) بنسخته الأولى وأمام لجنة مكونة من نجوم كبار منهم الموسيقار الراحل إلياس الرحباني، بنى شغفه وشق طريقه واكتشف مساحة صوته الدافئ، الشاب السوري معاذ إدريس الدمث فنياً وثقافياً دفعه منشأه بعائلة تردد الفن كترياق للحياة، إلى الإبحار أكثر فأكثر في آفاق صوته.
عمل وأطلق أغنيات وتعاون مع الكثير من الفنانين العرب لتأخذه الظروف والحياة إلى بلاد العم سام، ليكون مع الجالية السورية والعربية في أميركا كصوت سوري يصدح بأجمل الكلمات والألحان.

حالة العشق دفعته إلى كتابة كلمات أغنياته وتلحينها وهو الذي لا يمل العزف على العود في بيته ومع الأصدقاء وصولاً إلى الحفلات.. تحدثنا إليه ليحمل لنا أشواقه لبلده سورية ويخبرنا عما يسعى إليه وعن طموحه ليكون من الأسماء المهمة في سورية قبل الخارج.

العزف على العود والغناء والكتابة تحتاج لفنان شامل كيف تصنف نفسك؟

أعتقد أن الفنان الحقيقي لا يصنف نفسه ولا حتى يطلق ألقاباً، بل يترك هذه المهمة إلى الجمهور والزمن والأحداث هي من تنصفه وتصنفه، وخاصة أنني لم أتعمد الكتابة، إلا أنني نشأت في بيت شعر وأدب وفن، والدي شاعر وأخوتي البعض منهم يعزف موسيقا وأصواتهم جميلة والصوت نعمة من اللـه لكن تطويره ثقافة.

ما الألوان الغنائية التي تفضلها وما أقربها إلى صوتك؟

أفضل الغناء الصعب، وأقرب الأنواع إلى صوتي ما تركه العظيم وديع الصافي وصناجة الغناء العربي صباح فخري، السهل الممتنع.

كيف تتعامل مع الجمهور وخاصة أنك مقيم في أميركا؟

الفنان بلا جمهوره مفلس، جمهوري هنا يحبني كثيراً ويحترمني ويصنفني في خانة مهمة، وهذا شرف كبير لي.

ما الصعوبات التي تواجهها كفنان سوري؟

أكبر خصم يواجهه الفنان هو ذاته، بغض النظر عن جنسيته، لذلك أعترف أنني واجهت معركة صعبة مع ذاتي للتخلص من المشاعر السلبية من غيرة ورغبة في الوصول لما وصل له بعض الزملاء من شهرة وانتشار وثروة، لكن تغلبت عليها، اشعر بالتصالح مع ذاتي وراضٍ عن أدائي وما وصلت له واعتقد أن المزيد والأفضل قادمان.

ماذا يفضل المغتربون وهل تسير على هواهم أم تغني ما يناسب صوتك؟

المغترب ذائقته تختلف حسب سنه، الشباب هنا لا يفهمون الطرب ويفضلون أغاني لا تتمتع بذائقة موسيقية، على حين يقصدني هنا جمهور أستطيع أن أسميه بالسّميع.

هل ظلمت نفسك فنياً بالهجرة خارج سورية، وخاصة أنك غنيت أمام العملاق وديع الصافي وكان له رأي خاص بصوتك؟

قرار الهجرة كان قسرياً، لم يكن اختياري الابتعاد عن وطني، ظروف الأزمة في سورية فرقتنا لكننا نعيش هنا على أمل العودة بشكل أقوى لنساعد بلدنا ويفخر بنا وبمنجزنا.

هل هناك تحضيرات للانطلاق مجدداً بألبوم يقدمك للجمهور السوري بشكل أكبر؟

أنجزت آخر ألبوم مع شركة «روتانا» ولن أكرر التجربة ولا أنوي ذلك، لأنني أرى أن عصر الألبومات قد ولى، الثورة الرقمية غيرت أشياء كثيرة، ونعيش اليوم في عصر الأغنية الواحدة أو المفردة، وتقريباً أصدر أغنية كل ثلاثة أشهر وأحضر الآن عملاً جديداً باللغة العربية مع فنان أميركي.

ما أهم الحفلات التي أقمتها؟

إذا القياس بعدد الحضور فأنني غنيت في العاصمة واشنطن بحضور ٥٠٠٠ شخص في المهرجان السوري عام ٢٠١٦، وغنيت في مبنى مكتبة الكونغرس الأميركي، وعلى النقيض غنيت في حفلات خاصة لثلاثة أشخاص، قيمة الحفل حسب رأيي لا تأتي من حجم الجمهور بل من القيمة الإنسانية التي يحملها الفنان لجمهوره من مشاعر، ومؤخراً غنيت للجالية اليمنية وفاجأتهم بالغناء باللهجة اليمنية الحضرمية على الرغم من أنني سوري الأصل.

ما طموحك وإلى ماذا تسعى؟

طموحي السماء.. هل تعرفين حدودها؟ هناك طموحي.

الفنان الذي ينطلق من وطنه هل سيكون محظوظاً أكثر منك؟

ليس بالضرورة، الأمر منوط باللغة ومحتوى الخطاب الفني وليس بالمكان الجغرافي، المهم أن نصل لقلوب الناس للوصول إلى العالمية.

ماذا يشكل الفن في حياتك؟

الأوكسجين.

ماذا تعد الجمهور السوري؟

أصدرت عمل «راجع» من مدة وأحضر عملاً باللهجة العامية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن