سورية

الاتحاد الأوروبي يتخذ من «مؤتمر بروكسل» منصة للتدخل بشؤون سورية … روسيا: أي قرارات لحل الأزمة لا ينخرط فيها السوريون لن تنجح

| وكالات

أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن كل القرارات الخاصة بحل الأزمة السورية، والتي لا ينخرط فيها السوريون أنفسهم لن تنجح، وذلك في كلمة القاها خلال ما يسمى «مؤتمر بروكسل الخامس للمانحين».
وبينما شدّد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على أن الحل الذي سيقبله السوريون هو الحل الذي يضمن السلام ويحفظ لسورية وحدتها ويضمن هزيمة الإرهاب والعودة الطوعية للاجئين السوريين، واصل الاتحاد الأوروبي من خلال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل محاولة التدخل في شؤون سورية الداخلية، والمساومة على سيادة قرارها كشرط للمساعدة، ورفع الإجراءات القسرية الأحادية الجائرة عنها.
وقال بوغدانوف في كلمته: «يهدف مؤتمر اليوم إلى إيجاد حل للأزمة السورية، وأذكر أن كل القرارات التي لا ينخرط بها السوريون لن تنجح للأسف»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
وأوضح بوغدانوف، أن خطر الإرهاب في سورية مازال قائماً خاصة في إدلب، والدول التي تدعم هده المنظمات الإرهابية مسؤولة عن الهجمات في سورية وفي دول أخرى.
وأكد، أن روسيا تقدم المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية في سورية وفقا لقرارات مجلس الأمن وحسب القانون الدولي، مشيراً إلى أن العقوبات هي من توجع سورية فهي تواجه أزمة إنسانية كبيرة واليوم هناك عدد كبير من المحتاجين للدعم.
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل فلاديمير تشيجوف، في مقابلة مع صحيفة «إزفيستيا» الروسية حسبما ذكرت وكالة «سانا» أن الاتحاد الأوروبي غير مهتم بعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم وإعادة الإعمار.
وبيّن تشيجوف، أن الاتحاد الأوروبي بعيد كل البعد عن فهم أهمية إعادة بناء سورية من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد للوضع في هذا البلد وفي المنطقة كلها وهو يواصل فرض وتوسيع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.
إلى ذلك أعلن سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، في كلمة ألقاها، خلال الجزء الوزاري من اللقاء الذي افتتح للسنة الخامسة على التوالي، في بروكسل أن رفض الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعوة دمشق إلى مؤتمر دولي لمانحي سورية يثير شكوكاً حول جدواه، حسبما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وأضاف فيرشينين: «إن مؤتمر اليوم يراد منه، وفقاً لخطة منظميه، مناقشة القضايا المتعلقة بضمان الدعم الإنساني ودفع عملية التسوية السياسية وفقاً لقرار الأمم المتحدة، لكن هذه القضايا المهمة بالنسبة للسوريين، من المقترح مناقشتها – اليوم كما في السابق – من دون مشاركتهم المباشرة، بما في ذلك عدم دعوة حكومة سورية وهي دولة عضو بالأمم المتحدة».
وأشار فيرشينين إلى أن هذا الموقف لا يمكنه سوى أن يثير الأسف والأسئلة حول مدى فعالية اللقاء.
بدوره شدّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في كلمته خلال المؤتمر حسبما ذكرت وكالة «عمون» على أن الحل الذي سيقبله السوريون هو الحل الذي يضمن السلام ويحفظ لسورية وحدتها ويضمن هزيمة الإرهاب والعودة الطوعية للاجئين السوريين.
لكن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل كرّر في مداخلة له بالمؤتمر موقف الاتحاد من سورية.
وواصل بوريل سياسة الابتزاز من أجل التدخل في شؤون سورية الداخلية، حيث أعلن أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 560 مليون دولار كمساعدات للسوريين، حسب «روسيا اليوم».
وفي الوقت نفسه أشار بوريل إلى استعداد الغرب للتعاون الاقتصادي والعمراني والانفتاح وتقديم الدعم السياسي لدمشق في حال نفذت «بشكل جدي القرار الأممي 2254»، حسبما ذكرت وكالة «آكي» الإيطالية.
واعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو، أول من أمس، أن ما يسمى «مؤتمر بروكسل» هو مجرد فعالية استعراضية لا فائدة منها في غياب الدولة السورية ومنصة للهجوم على سورية ومحاولة للإساءة لها.
بدوره أشار أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة فيديو مسجلة بثت خلال المؤتمر، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول»، إلى أن العديد من السوريين فقدوا الثقة، في قدرة المجتمع الدولي على مساعدتهم في إنهاء الأزمة، من دون أن يتطرق إلى أسبابها، والحصار الذي يتعرض له الشعب السوري والذي يزيد من معاناته، ويحرمه من متطلبات الحياة المعيشية اليومية.
ودعا غوتيريش «المانحين الدوليين»، إلى مساعدة الأمم المتحدة لتلبية لاحتياجات المتزايدة وتكثيف التزاماتهم المالية والإنسانية تجاه الناس في سورية، والمساعدة في تخفيف العبء المالي الكبير عن البلدان التي تستضيف اللاجئين.
وفي السياق ذاته قال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، خلال المؤتمر: إن «العقوبات على سورية يجب ألا تؤثر على وصول المساعدات الإنسانية»، مضيفاً: إن «اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن ينفذ بشكل عاجل، وكذلك يجب ألا يتم تجاهل تحديات أخرى من الخلايا الإرهابية النائمة التي يجب عدم تناسيها.
في أثناء ذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية جديدة بأكثر من 596 مليون دولار لمواجهة الأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن