سورية

الطلاب تجمهروا في إدلب وأريحا للمطالبة بالسماح لهم بدخول مناطق سيطرة الدولة … تعليق عمل الممرات الإنسانية الثلاثة مع «خفض التصعيد» في حلب وإدلب لتعرضها إلى قصف إرهابيي تركيا

| حلب- خالد زنكلو

أغلقت محافظتا حلب وإدلب الممرات الإنسانية الثلاثة التي افتتحتها مع منطقة «خفض التصعيد» للسماح بعبور المدنيين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وذلك بعد 6 أيام من افتتاحها وتعرضها للقصف من إرهابيي الاحتلال التركي الذين احتجزوا المدنيين ورهبّوهم ومنعوهم من الوصول للمعابر.
وكانت المحافظتان افتتحتا الممرات الإنسانية في سراقب (ترنبة) بريف إدلب الشرقي وميزناز بريف حلب الجنوبي الغربي وأبو الزندين شمال شرق حلب في 25 الشهر الجاري، بالتنسيق مع وحدات الجيش العربي السوري ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية توصلها إلى اتفاق مع النظام التركي لإعادة فتح الممرات وقبل أن يتنصل المسؤولون الأتراك ومتزعمو ميليشياتهم في إدلب من الاتفاق ويحرضوا السكان على التظاهر ضده.
وأمس، أعلن نائب رئيس مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سورية الفريق أول ألكسندر كاربوف، نبأ إغلاق الممرات الإنسانية اعتبارا من أمس «بسبب قصف المسلحين لها».
وقال كاربوف: إن «الأوضاع في المناطق المتاخمة لمعبري سراقب وميزناز في محافظة إدلب، وفي معبر أبو زيدين في محافظة حلب التي فتحت بمساعدة هيئة حماية المدنيين الروسية، لا تزال تتدهور».
وأضاف: «التنظيمات الإرهابية التي كثفت نشاطها في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، تقوم بقصف استفزازي وتعطل حركة المواطنين والمركبات في ممرات الخروج».
ولفت كاربوف إلى أنه «في ظل الظروف الحالية، فإنه اعتبارا من أمس (الثلاثاء)، تم تعليق عمل هذه الممرات الإنسانية، لحين استقرار الوضع وتهيئة الظروف التي تضمن سلامة المواطنين».
وبينت مصادر محلية في سراقب وميزناز وأبو الزندين لـ«الوطن» إغلاق الممرات الإنسانية الثلاثة فيها أمس، وأكدت أن الطرق وممرات الخروج من مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والتنظيمات والميليشيات الإرهابية الأخرى التابعة للنظام التركي إلى تلك الممرات الإنسانية، ظلت منذ افتتاحها الخميس الفائت مغلقة من طرف مناطق سيطرة الإرهابيين بالسواتر الترابية والحجارة وبالدوريات الثابتة أو الطيارة علاوة على رصدها نارياً من الإرهابيين.
وقال مصدر ميداني في سراقب لـ«الوطن»: إن أحداً من المدنيين لم يتمكن من الوصول إلى ممر ترنبة الإنساني على مدار 5 أيام لأن الإرهابيين استهدفوا كل من حاول التوجه إلى الممر، الذي فيه سيارات إسعاف مع طواقم طبية وسيارات لنقل الراغبين بالانتقال إلى قراهم وبلداتهم في المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية طوال تلك الفترة.
مصادر أهلية في مدينة أريحا على طريق عام حلب- اللاذقية الدولية، كشفت لـ«الوطن» عن تجمهر أكثر من 30 طالباً، ممن يرغبون بالتقدم إلى امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في المراكز الامتحانية داخل مناطق الدولة السورية وبموجب منهاج وزارة التربية السورية، وطالبوا بالسماح لهم بالوصول إلى ممر ترنبة، تماماً كما فعل عدد مماثل في مدينة إدلب حيث احتشدوا في ساحة هنانو وللغاية ذاتها.
وفي ممر أبو الزندين الإنساني جنوب غرب مدينة الباب التي يحتلها النظام التركي وميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني» الممولة منه، قالت مصادر أهلية لـ «الوطن»: إن الميليشيات منعت طوال فترة افتتاح الممر من وصول أي مدني إليه على الرغم من احتشاد المدنيين في منطقة قريبة منه ومطالبتهم بالسماح بالوصول إليه للانتقال إلى مناطق الحكومة السورية.
يذكر أن محافظتي إدلب وحلب جهزتا لوجستياً مرتين، آخرها في 21 الشهر الماضي، ممري سراقب وميزناز للسماح لمدنيي «خفض التصعيد» بالعبور إلى مناطق الدولة السورية الآمنة، إلا أن الاحتلال التركي منع عبر مرتزقته من فتح الممرين، كما منع الاحتلال التركي مطلع كانون الأول الماضي، افتتاح معبر تجاري وإنساني يصل سراقب بمناطق سيطرة «جبهة النصرة» والميليشيات التابعة له، وكرر فعلته في 18 نيسان الماضي، وحال أيضاً نهاية نيسان دون افتتاح المعبر الذي يصل بلدة ميزناز الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري بريف حلب الجنوبي الغربي ببلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن