سورية

بعد تعافيه والسيدة أسماء من «كوفيد 19» عادا لمزاولة عملهما بشكل طبيعي … الرئيس الأسد يترأس جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية: سعر الصرف معركة ولا بد من التدخل بقوة والتشدد بالعقوبات

| الوطن - وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد، أن ما يجري فيما يتعلق بسعر الصرف هو «معركة» «تمكّنا فيها من تحقيق إنجازات لم تتحقق سابقاً»، لافتاً إلى أنه من الخطأ في مثل هذا النوع من المعارك أن يعتقد الناس أن هذا الموضوع هو موضوع إجرائي إذ إن الموضوع أوسع وهناك «معركة تقاد من الخارج».
وشدّد الرئيس الأسد على أن ارتفاع سعر الصرف صباحاً لا يبرر ارتفاع الأسعار مساءً، ولا يمكن القبول بها أو تبريرها، واصفاً «كل تاجر يستفيد في هذه الفترة الزمنية القصيرة بأنه «لص»، ومعتبراً أن تبرير ارتفاع الأسعار على فترة زمنية طويلة ممكن، ولكن بالساعات لا يمكن تبرير أي ارتفاع بالأسعار، لأن التاجر قام بشراء المواد بسعر صرف أقل وقام بسرقة المواطن بفارق السعر، وبالتالي لابد من التدخل وبقوة وكل ماله علاقة بالعقوبات يجب التشدد به من دون تردد».
وصباح أمس قالت رئاسة الجمهورية العربية السورية في منشور على صفحتها الرسمية في موقع «فيسبوك»: إنه «بعد انتهاء فترة الحجر الصحي وزوال أعراض الإصابة بفيروس «كوفيد 19» وظهور القيم السلبية لمسحة الـPCR التي تم إجراؤها لهما، الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد يعودان بدءاً من اليوم لمزاولة عملهما بشكل طبيعي. مع تمنياتهما لكل المرضى بالشفاء العاجل».
صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية وفي منشور لاحق، أعلنت أن الرئيس الأسد ترأس جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، وبثت بعد ذلك مقطع فيديو يتحدث فيه الرئيس الأسد خلال الاجتماع حول عدد من المواضيع المرتبطة بالقضايا الخدمية وركّز خلالها على مسألة ارتفاع الأسعار ومعركة سعر الصرف.
وفي بداية حديثه في مقطع الفيديو، أوضح الرئيس الأسد، أنه من الطبيعي بعد حجر لفترة معينة لا بد أن يكون اللقاء الأول لرئيس الجمهورية مع السلطة التنفيذية الأعلى في سورية، لأنها هي من تمس مصالح المواطنين بكل تفاصيلها ولو أن هذه المرحلة نفسها كانت هي المرحلة الأغنى بالحوار فيما بيننا من خلال القرارات التي صدرت والمراسيم التي تركزت لتخفيف الأعباء عن المواطنين بشكل عام.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن مجموعة الإجراءات والتشريعات والقوانين التي صدرت في الآونة الأخيرة للتخفيف عن المواطن تؤكد فكرة أنه لا يوجد شيء مستحيل، وأنه إذا لم نكن قادرين على حل كل المشاكل، فإننا نستطيع أن نحل جزءاً من المشاكل، وعندما لا نستطيع اليوم أن نحل مشكلة معينة، نستطيع أن نحل مشاكل أخرى تخفف عن المواطن.
وأوضح الرئيس الأسد، أن أحد الأمثلة على هذه الإجراءات هو معركة سعر الصرف الحاصلة حالياً التي «تمكّنا فيها من تحقيق إنجازات لم تتحقق سابقاً لها علاقة بظروف كثيرة، لكن أهم عامل في مثل هذه الحالة كان عامل الإرادة، ولا يكفي أن نقول إنه لا يوجد حل، في مرحلة ما وبطريقة ما يمكن أن يوجد حل، وبما أنها حرب فقد ربحنا بعض المعارك، لافتاً إلى أنه ومنذ يومين بدأ الضخ المعاكس من قبل الأعداء، وربحوا بعض المعارك قبل الظهر، وربحنا بعض المعارك بعد الظهر، لكن الخطأ في مثل هذه الحالة، أو هذا النوع من المعارك أن يعتقد الناس سواء كان مسؤولاً أم أي مواطن، أن هذا الموضوع هو موضوع إجرائي، إذ إن الموضوع أوسع، حيث هناك مضاربون ومستفيدون من جانب وهناك معركة تقاد من الخارج، وأصبحت أدوات الأعداء في هذه المعركة واضحة بالنسبة لنا، ومن خلال وضوحها ومعرفة الآليات التي جرى استخدامها، قمنا باستخدام آليات معاكسة.
وشدّد الرئيس الأسد على أنه يجب توعية المواطن لمواجهة هذا النوع من المعارك، وأنه يجب توعية المواطنين بأن ما يحصل الآن بالنسبة لسعر الصرف لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لاستقرار البلد، مثله مثل الحرب، مثل الأمن الغذائي، مثل الكثير من العوامل الأخرى، يجب أن يتم التعامل معها كمعركة، مشدداً على أنه إذا لم يقف المواطن مع مؤسسات الدولة في هذه الحرب فسوف تخسر المؤسسات مهما قمنا من إجراءات.
وشدّد الرئيس الأسد على أن «ارتفاع سعر الصرف صباحاً لا يبرر ارتفاع الأسعار مساء، ولا يمكن القبول بها أو تبريرها، وكل تاجر يستفيد في هذه الفترة الزمنية القصيرة هو لص»، موضحاً أن «تبرير ارتفاع الأسعار على فترة زمنية طويلة ممكن، ولكن بالساعات لا يمكن تبرير أي ارتفاع بالأسعار، لأن التاجر قام بشراء المواد بسعر صرف أقل وقام بسرقة المواطن بفارق السعر، وبالتالي لابد من التدخل وبقوة وكل ماله علاقة بالعقوبات يجب التشدد به من دون تردّد».
بدورها ذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس الأسد وحول ضرورة التواصل المستمر بين الفريق الحكومي والمواطن قال: «الوزير هو ليس مجرد صاحب منصب، هو شخصية سياسية وعندما نقول شخصية سياسية فإنها تعني الحضور بين الناس والتواصل معهم لأنه قد تكون القطاعات التي يشرف عليها عدد من الوزراء هي الموضوع السياسي في كل يوم، وكل موضوع محل اهتمام المواطن يعتبر سياسة، لذلك فإن الحديث بهذا الموضوع والحضور الشخصي مهم جداً وهذا الحضور لا يمكن أن يكون من دون تواصل، والتواصل لا يمكن أن يكون من دون حديث».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن سياسة الصمت التي اتبعت في بعض المراحل من قبل المسؤولين تناقض هذا الدور، وقيمة العمل تذهب عندما لا يكون هناك تواصل مع الناس، والتواصل يوازي كل ما يقوم به أي مسؤول، فظهور الوزير يعبر عن مقدار عمله الحقيقي، ولا يمكن أن يصل مقدار العمل وبالتالي التقييم الصحيح لأي مسؤول إلا إذا ظهر وتحدث، وبهذا الظهور فإننا نساعد الناس على أن يميزوا بين ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي، ونساعدهم على الانتصار مع الدولة في الحرب النفسية ولأن القرارات مهما كانت جيدة لا تكفي بالنسبة للمواطن بل تحتاج إلى شرح وحوار.
وأكد الرئيس الأسد، أنه يجب إعطاء الأولوية لفكرة الإنتاج لأن الموارد اليوم محدودة، وطالما لدينا نقص بالموارد لا بد من حسن استخدام وتوزيع هذه الموارد، وبالنسبة لنا كدولة التوزيع الأول يكون باتجاه الإنتاج وهذا يعني أن نوزع جغرافياً أيضاً بحسب الإنتاج على مستوى المحافظة، المحافظة التي لديها إنتاج أكثر يمكن أن تدعم بشكل أكبر، المنطقة أو الفعالية أو النشاط الذي يحقق إنتاجاً أكبر يجب أن يأخذ الجزء الأكبر من الدعم، فتوزيع هذه الموارد واستخدامها بشكل رشيد وحكيم مهم جداً لدفع عجلة الإنتاج، لأنه لا يمكن أن يحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوى دورة عجلة الإنتاج، ودورة عجلة الإنتاج مرتبطة بحسن استخدام هذه الموارد.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه لا يمكن أن نمنع الفساد والفوضى والخلل الموجود في موضوع توزيع الموارد التي تصل للمواطنين مباشرة من دون أتمتة كل شيء، أتمتة الخدمات، أتمتة التوزيع، وفي الإطار نفسه يأتي الدفع الإلكتروني كواحد من الخدمات الإلكترونية التي تخفف الأعباء عن المواطنين، التي تكافح الفساد، وكل هذه المواضيع هناك فرق تعمل عليها الآن مع الوزارات المعنية ولا بد من دعم هذه الفرق من أجل تحقيق الإنجازات وتطبيق هذه الخدمات في أسرع زمن ممكن.
وفي ختام حديثه تطرق الرئيس الأسد إلى موضوع فيروس «كورونا»، حيث بين أن الإجراءات التي تمت خلال العام الماضي هي إجراءات جيدة مقارنة مع الظروف التي تمر بها سورية، ولكن وصلنا إلى حد الآن وأصبح لدينا نقص بالمنفسات وسنحاول كمؤسسات معنية أن نأتي بعدد أكبر ولكن مهما ازداد العدد في أكثر الدول تطوراً وصلوا إلى مرحلة لم تتمكن المنفسات من التعامل مع العدد الكبير، وبالتالي لا بدّ من الاستمرار بتوعية المواطنين بأنهم يحملون الآن بعد قيام الدولة بواجباتها المسؤولية الأكبر، لأنه من دون الوعي العام، من دون القيام بإجراءات الوقاية لا يمكن أن نتلافى أزمة كبيرة في هذا المجال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن